في تحدٍّ لظلام الإرهاب.. مسلمو البنجاب يبنون كنيسة للمسيحيين

الإثنين 13/يونيو/2016 - 01:03 م
طباعة  في تحدٍّ لظلام الإرهاب..
 
في وسط الظلام يسطع نور قد يكون قليلًا ولكنه كافٍ لفضح الصورة الكئيبة التي تصدر للعالم عن الإرهاب وربطه بالإسلام. فمن الأخبار التي لا يهتم بها كثيرون خبر المبادرة التي يقوم بها المسلمون في قرية فيصل آباد بـإقليم بنجاب شمالي باكستان؛ حيث يقومون بجمع تبرعات من أجل مساعدة جيرانهم المسيحيين الفقراء لبناء كنيسة.
وقال الكاهن الأب أفتاب جايمس في تصريحات صحفية "ثمة أقلية مسيحية صغيرة للغاية داخل القرية؛ حيث يبلغ عددهم 20 عائلة فقط، وهم لا يملكون مكاناً للعبادة فيه". وأضاف قائلاً: "قبل عيد القيامة بقليل، بدأت المبادرة من خلال إخواننا المسلمين، وإن المسيحيين في القرية اعتادوا على اللجوء إلى منزل أحدهم أو أي موقع آخر، لممارسة شعائرهم خلال أعيادهم المقدسة". وأعقب قائلاً: "إلا أن المسلمين في المدنية عرضوا أن يبنوا كنيسة صغيرة لنا".
وعبر الكاهن عن امتنانه لتلك المبادرة؛ حيث قال: "نحن نشعر بالامتنان لإخواننا المسلمين لهذه المبادرة الرائعة. إنها تجعلنا نشعر بالفخر".
وقال العامل المسيحي فرياد مسيح لوكالة الأناضول إنهم في الماضي كانوا يستأجرون منزلاً أو يستعيرونه؛ من أجل الاحتفال بأعياد الميلاد وعيد القيامة والمناسبات المسيحية الأخرى. وأضاف قائلاً: "أما الآن، فسيكون لدينا كنيستنا الصغيرة في القريب العاجل".
ويتذكر مسيح قائلاً: "في البداية لم أصدق الأمر عندما قال كبار جماعة المسلمين إنهم سوف يبنون كنيسة صغيرة لنا". وعبر عن ابتهاجه بالأمر قائلاً: "إلا أن ما أدهشني، هو مشاهدتي لأعمال البناء بعد شهر من الإعلان عن تلك المبادرة". واختتم حديثه: "إن الحلم الذي طالما راود الجالية المسيحية يتحقق الآن".
وتمثل الأقلية المسيحية نسبة 3% من إجمالي عدد سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليون نسمة؛ حيث تعد الجالية المسيحية صاحبة أكبر تعداد سكاني بين مجموعات الأقليات الدينية الأخرى. ويقطن معظمهم إقليم البنجاب، أكبر أقاليم باكستان، ويعملون في الغالب في مجالات الصرف الصحي والتمريض والتدريس.
ويبلغ نسبة أصحاب المذهب البروتستانتي 60% من إجمالي الجالية المسيحية، بينما تنتمي النسبة الباقية إلى المذهب الكاثوليكي. ويمتلك المسيحيون تمثيلاً في الحكومة الباكستانية ومجلس الشيوخ، وأيضاً المجالس المحلية والإقليمية بالبلاد.
وتمكن المجتمع المحلي من جمع حوالي 150 ألف روبية (أي ما يعادل حوالي 1500 دولار)، من إجمالي القيمة المطلوبة لبناء الكنيسة، والتي تقدر بحوالي 700 ألف روبية (أي 7000 دولار).
في تصريحات لوكالة الأناضول، قال ميان إعجاز، أحد المشاركين في حملة التبرعات: "إن الأموال الأخرى سوف تُجمع في نهاية الأمر لإنهاء أعمال البناء المتعلقة بالكنيسة الصغيرة، والتي سوف تحتوي على مصلى متوسط الحجم وغرفة أخرى".
وأضاف إعجاز، الذي يشارك في حملة أخرى لجمع الأموال اللازمة لأربعة مساجد بالقرية: "لدينا أربعة مساجد في القرية، ولكن لا يوجد مكان ليمارس فيه المسيحيون شعائرهم، كما أن معظمهم فقراء وهم في حاجة إلى تمويل من أجل بناء كنيستهم".
ويوضح إعجاز أنه لهذا السبب قرر كبار جماعة المسلمين في المدينة أن يهادوا الجالية المسيحية في عيد القيامة، وأن تكون الهدية كنيسة صغيرة.
وفي اليوم الذي بدأت فيه أعمال البناء المتعلقة بالكنيسة في مارس الماضي، وقع انفجار كبير في أحد المنتزهات العامة في مدينة لاهور عاصمة الإقليم؛ مما تسبب في مقتل العشرات، بمن فيهم عدد من المسيحيين الذين خرجوا للاحتفال بعيد القيامة.
وقال إعجاز: "نريد أن نخبر العالم أن باكستان ليست بلد المتطرفين، الذين يمثلون أقلية في البلاد، لكنها بلد الذين يؤمنون بالتسامح الديني والانسجام بين الجماعات".
كما أشار إلى مجموعات المسلمين من اللاجئين الذين يحاولون في الوقت الحالي الوصول إلى أوروبا عبر تركيا؛ حيث قال: "علاوة على ذلك، المسيحيون فعلوا كثيراً من أجل اللاجئين المسلمين؛ لذا فعلينا أن نرد لهم (المسيحيين) الجميل، وبنفس الأسلوب". وتحديًا لعمليات الإرهاب التي تقوم من وقت لآخر. 

شارك