نازحو الفلوجة بين مطرقة "داعش" وسندان "ميليشيات الحشد"

الإثنين 13/يونيو/2016 - 01:12 م
طباعة نازحو الفلوجة بين
 
يعيش نازحو الفلوجة حالة مأساوية بين مطرقة داعش وسندان ميليشيات الحشد الشعبي، وكأنهم يدفعون ثمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؛ خاصة حيث أفادت مصادر عسكرية عراقية بـفرار نحو 3600 عائلة عراقية من معارك الفلوجة، في الوقت الذي ترتفع وتيرة القتال والقصف المدفعي والصاروخي على مواقع عدة لتنظيم داعش جنوب المدينة، وقال صهيب الراوي، محافظ الأنبار، بأن نتائج تحقيق اللجنة المختصة في الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحشد الشعبي ضد النازحين من الفلوجة وناحية الصقلاوية- تشير إلى أن 49 مدنياً قتلوا على يد الميليشيات، فيما بلغ عدد المفقودين المسجلين نحو 643 مدنياً.
نازحو الفلوجة بين
وهو الأمر الذي أدى إلى تجدد التوتر بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وقادة «الحشد الشعبي»، على خلفية الانتهاكات التي ارتكبت بحق النازحين من الفلوجة واختفاء المئات منهم، وقالت مصادر مطلعة: "إن العبادي يسعى إلى تشكيل لجنة مكونة من ضباط ومسئولين إداريين للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال تقدم فصائل «الحشد الشعبي» إلى منطقتي الكرمة والصقلاوية، بناء على شكاوى سياسيين وإداريين في الأنبار، وتأكيدهم اختفاء عشرات النازحين، بعدما اعتقلهم «الحشد»، وبناء على شهادات أدلى بها معتقلون أفرج عنهم عن عمليات إعدام جماعية".
 فيما دعا رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم في بيان له إلى «تشكيل لجنة تحقيق لتقصي تلك الانتهاكات»، وشدد خلال لقائه وزير التخطيط سلمان الجميلي ومحافظ الأنبار صهيب الراوي وعضو مجلس المحافظة يحيى غازي ممثلين للجنة إعادة النازحين، على «ضرورة إطلاق أي مخطوف أو معتقل لدى أي جهة غير سلطات الدولة المختصة». وأعرب عن قلقه من «تقارير أفادت بحصول حالات خطف جماعية لنازحين من مناطق الصقلاوية والكرمة».
نازحو الفلوجة بين
وتؤكد المصادر أن الأنباء المتزايدة عن انتهاكات، يرتكبها «الحشد الشعبي»، وترت الأجواء بين العبادي قادة «الحشد»، هادي العامري وابو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وأفادت بأن هؤلاء القادة رفضوا تشكيل لجان تحقيق من دون مشاركة ممثلين عنهم، كما رفضوا البقاء في مواقعهم الحالية في منطقتي الكرمة والصقلاوية، مصرين على التقدم باتجاه الفلوجة من جانبيها الشرقي والشمالي. وهو ما ترفضه القوات الأمريكية، وأن ظهور العبادي المتكرر في قواطع العمليات يهدف أيضاً إلى إعطاء دفع إضافي للقوات الرسمية للخروج من حالة «الفتور» التي تشهدها العمليات.
ويقول خبراء عسكريون: "إن تباطؤ العمليات واقتصارها على الجزء الجنوبي من الفلوجة؛ حيث حي الشهداء الذي يعد في ضواحي المدينة، يمهد لتقدم «الحشد» من الطرفين الشمالي والشرقي، وعلى رغم أن دخول «الحشد» إلى وسط الفلوجة بات مرفوضاً في شكل متزايد، خصوصاً لدى القيادات السنية التي سبق أن أعلنت تأييدها المعركة، لكنها أبدت شكوكاً بعد كشف الانتهاكات، لكن تصريحات قادة «الحشد» تؤكد إصرارهم على التقدم باتجاه المدينة".
نازحو الفلوجة بين
 وعلى الجانب الآخر أطلق تنظيم داعش الدموي النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من مدينة الفلوجة العراقية؛ ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين بجروح، ولم يكتفِ بذلك بل استخدم التنظيم المتطرف المدنيين دروعًا بشرية للدفاع عن معقله في الفلوجة منذ بدء القوات العراقية هجومها في 22 مايو لاستعادة المدينة، كما أطلق النار مرات عدة على المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار.
وأكد عدد من الأهالي الهاربين الذين وصلوا إلى معسكرات للنازحين في جنوب المدينة تشرف عليها منظمات إغاثية، مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات في الوقت الذي أكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، يوم الأحد 12-6-2016م، مقتل 18 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال وإصابة العشرات على يد عناصر التنظيم جنوب الفلوجة، الجمعة وأن عائلات كانت تحاول الفرار ولدى وصولها إلى تقاطع السلام جنوب المدينة، أطلق التنظيم النار باتجاه أفرادها بصورة عشوائية، وأن القوات العراقية، التي كانت تبعد نحو 200 متر ويفصل بينها وبين المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون، ساتر ترابي يبلغ ارتفاعه 3 أمتار- أنقذت عددا من الجرحى.
نازحو الفلوجة بين
مما سبق نستطيع التأكيد على أن نازحي الفلوجة يعيشون الآن حالة مأساوية بين مطرقة داعش وسندان ميليشيات الحشد الشعبي، وكأنهم يدفعون ثمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. 

شارك