الأرجنتين تستقبل 3 آلاف سوري.. وتضع خطة واضحة لإعادة التوطين

الثلاثاء 14/يونيو/2016 - 02:41 م
طباعة الأرجنتين تستقبل
 
تشرد السوريين في جميع بلدان العالم على أثر الأزمة الطاحنة التي تعاني منهما بلدهم منذ 5 سنوات؛ حيث أصبحوا لاجئين في مختلف دول العالم، ومؤخرًا أعلن ماركوس بينيا مدير مكتب الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري لصحيفة "لا ناسيون" أن الأرجنتين تعتزم استقبال نحو ثلاثة آلاف لاجئ سوري.
وقال بينيا: "نؤكد عزم الأرجنتين على استقبال لاجئين فارين من الأزمة في الشرق الأوسط. نحن مستعدون لاستقبال نحو ثلاثة آلاف لاجئ والمشاركة في حل مشكلة شاملة". وأدلى بينيا بهذا التصريح خلال زيارة يقوم بها للولايات المتحدة؛ حيث التقى مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي سوزان رايس. وأضاف أن بلاده مستعدة للمضي قدمًا في هذا الملف "في أسرع وقت". وسبق أن استقبلت بلدان أخرى في أمريكا الجنوبية لاجئين سوريين مثل الأوروجواي والبرازيل.
ومنذ عام 2002، تبنت الأرجنتين سياسة الهجرة المفتوحة القائمة على الحقوق حتى أصبحت الأرجنيتن دولة المقصد الرئيسية للمهاجرين من أمريكا الجنوبية. ومن بينهم، يعيش 54020 كولومبي الآن في الأرجنتين. وتؤكد المعلومات الواردة من سلطات الهجرة الأرجنتينية أن عدداً كبيراً منهم لديهم احتياجات خاصة للحماية، إلا أنهم يفضلون دخول البلاد كمقيمين نظاميين بدلاً من كونهم لاجئين. ووفقاً للسلطات القنصلية الكولومبية، يتمتع الكولومبيون بدرجة كبيرة من القبول الاجتماعي والاندماج، كما تجذبهم أيضاً عوامل جذب أخرى كالمجتمع الميسور نسبياً والمنفتح والمتكافئ وارتفاع مؤشر التنمية الإنسانية وانخفاض معدلات البطالة وكذلك انخفاذ معدلات الانتحار في أمريكا اللاتينية.
وإلى جانب سياسة الدخول المنفتحة، تعد الأرجنتين دولة ناشئة لإعادة التوطين التي تسعى إلى إعادة توطين اللاجئين الإقليميين من ذوي احتياجات الحماية الخاصة. ويأتي طلب الأرجنتين في أن يستوفي المرشحون لإعادة التوطين بعض المعايير لضمان أكبر قدر ممكن من التوطين المحلي. وفي هذا الخصوص، تكون السلطات المحلية أكثر واقعية وليست انتقائية أو عشوائية.
وكما أوضحت المفوضية العليا تكراراً، يعد التنقل أداة محتملة للحماية ومن هذا المنظور، فإن إعادة التوطين هي أداة لمساعدة الأشخاص ذوي احتياجات الحماية، وقد برهنت سياسة الهجرة المفتوحة المستندة إلى حقوق الإنسان والوقائع الإقليمية على أنها أداة أخرى وناجحة بشكل كبير. وبدلاً من اختيار سياسة الهجرة التقييدية القائمة على تأمين الحدود والمخاوف العرقية يرافقها برنامج إعادة التوطين السخي والأكثر عددية فقد اختارت الأرجنتين تبني استراتجية مختلفة هي سياسة الهجرة المفتوحة والقائمة على حقوق الإنسان، مع المحافظة على أداة إعادة التوطين لعدد الحالات الأقل للأشخاص ذوي احتياجات الحماية الخاصة.
وفي 9 يونيو 2009، وقعت الأرجنتين مذكرة تفاهم مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين التي حددت المعايير الخاصة للاجئين المنتظر إعادة توطينهم في الأرجنتين:
ضحايا العنف أو التعذيب المحتاجين للحماية الجسدية والقانونية
النساء في خطر
الأشخاص الذين لا يتمتعون بإمكانات الاندماج المحلي في دول اللجوء الأول
يفضل أن يكونوا من الأشخاص ذوي الخلفيات الحضرية
أصحاب المهارات الوظيفية
الأسر أو النساء ذوات الأطفال ممن لديهم احتمالية وطيدة للاندماج.
ومنذ البداية، استهدف "برنامج التضامن لإعادة التوطين" في الأرجنتين المساهمة في خطة العمل المكسيكية مع ضمان الأمن الجسدي وحصول اللاجئين المعاد توطينهم على الخدمات الصحية والتعليم مجاناً. كما يعكس البرنامج أيضاً العدد المتنامي للاجئين الإقليميين المحتاجين للحماية بصورة عاجلة والاعتراف بالتوطين كحل مستدام لهم.
وقد تأسس مجلس اللاجئين الوطني (CONARE) بقيادة وزارة الداخلية مع إشراك وزارات الخارجية والعدل والتنمية الاجتماعية. ومن أجل إنجاح اندماج الاجئين المعاد توطينهم، تم تخصيص روساريو وميندوزا ومدينة بوينس آيرس كمقاطعات ومدن "للتضامن". وانضمت مقاطعة سان لويس إلى المجموعة عام 2009. وما بين عامي 2005 و2011، أعيد بنجاح توطين حوالي 230 لاجئاً في الأرجنتين أغلبهم لاجئون كولومبيون من الإكوادور وبنما.
وسيتضمن تقييم برنامج إعادة التوطين العديد من الإنجازات، أكثرها أهمية أن جميع الأطفال المعاد توطينهم سيلتحقون بالمدارس الابتدائية أو الثانوية، إلى جانب ضمان حصول الجميع على الخدمات الصحية. وقد كان الاندماج الاجتماعي إيجابياً لدرجة كبيرة، ولم يقرر البقاء حتى الآن إلا شخصان فقط. وفي مجال التوظيف، تم التصديق على أوراق الاعتماد الأكاديمي لبعض اللاجئين، في حين تلقى البعض الآخر التدريب الجديد وصاروا الآن مندمجين ومعتمدين على أنفسهم بشكل كامل.

شارك