بعد توالي هجمات التنظيم.. الغرب في مرمي نيران "داعش"

الثلاثاء 14/يونيو/2016 - 04:43 م
طباعة بعد توالي هجمات التنظيم..
 
بعد توالي الهجمات التي ينفذها التنظيم الإرهابي داعش في بعض الدول الأوروربية في الفترة الأخيرة، أصبح التنظيم نقطة سوداء تهدد دول أوروبا بأكملها، حيث أظهر استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث أمس الاثنين 13 يونيو 2016، أن الأوروبيين يرون أن تنظيم داعش أكبر تهديد يواجه بلدانهم قبل تغير المناخ وانعدام الاستقرار الاقتصادي وأزمة اللاجئين.
بعد توالي هجمات التنظيم..
وقال مشاركون في تسع دول من أصل عشر دول شملها الاستطلاع إنهم يرون أن الدولة الإسلامية هي الخطر الأكبر ووصف 93% من الاسبان و91 بالمئة من الفرنسيين التنظيم المتشدد بأنه "تهديد كبير".
واستطلعت معظم الآراء في أبريل بعد شهر من قيام موالين لداعش بقتل 32 شخصا في مطار ومترو بروكسل، كما نشر تقرير "بيو" بعد يوم واحد من قيام مسلح أعلن بيعته لداعش بقتل 49 شخصا في ملهى ليلي في أورلاندو في أعنف واقعة إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة.
وكان قتل 50 شخصًا وإصابة العشرات في حادث إطلاق نار في ملهى ليلي للمثليين، على يد أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وتمنكت السلطات من اكتشاف هويته ويدعى عمر صديقي متين، أمريكي من أصل أفغاني.
كانت بوابة الحركات الإسلامية أشارت في تقرير سابق لها، إلي أن التنظيم الإرهابي داعش بدأ يعد العدة لشن المزيد من الهجمات الإرهابية داخل الدول الأوروبية وأمريكا في شهر رمضان الجاري، وبالفعل بدأ ينفذ تهديداته.
ودعا آنذاك القيادي في تنظيم "داعش" والمتحدث باسمه، أبو محمد العدناني، في كلمة منسوبة مسجلة نشرها موالو التنظيم على الانترنت منذ يومين، للمزيد من الهجمات علي الولايات المتحدة والغرب"، خلال شهر رمضان.
وكانت اليونان التي تكافح من أجل العودة إلى النمو بعد نحو سبع سنوات من الركود الدولة الوحيدة التي شملها الاستطلاع ولم يذكر المشاركون بها أن داعش تمثل أكبر تهديد بدلا من ذلك قال 95 بالمئة من اليونانيين المشاركين في الاستطلاع إن انعدام الاستقرار الاقتصادي العالمي يشكل أكبر خطر على بلدهم.
وقالت أغلبية كبيرة في الدول العشر التي شملها الاستطلاع إن تغير المناخ مصدر كبير للتهديد لكن استطلاع بيو أظهر انقسامات شديدة داخل أوروبا بشأن اللاجئين.
ووفق التقرير ففي بولندا قال 73%  من المشاركين في الاستطلاع، وصل أعداد كبيرة من اللاجئين من بلدان مزقتها الحروب مثل سوريا والعراق يمثل تهديدا كبيرا وقالت نفس النسبة إن الدولة الإسلامية تمثل خطرا كبيرا.
وبالمقارنة قال 31% فقط من الألمان و24% من السويديين إنهم يرون أن اللاجئين يمثلون تهديدا كبيرا على الرغم من قبول البلدين لأكبر أعداد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان في كل أنحاء أوروبا.
وفي المتوسط وصف نحو ثلث المشاركين في الدول العشر التوترات مع روسيا علاوة على ظهور الصين كقوة عالمية ضمن التهديدات الرئيسية.
بعد توالي هجمات التنظيم..
وتصدرت بولندا ذلك الرأي إذ قال 71 بالمئة من المشاركين إن روسيا تمثل خطرا كبيرا وتزيد هذه النسبة عن مثلي النسب في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
من جانبه قال  عسكري ايطالي إن "تراجع تنظيم داعش في العراق وليبيا وسوريا قد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية عنيفة ضد أوروبا".
وفي تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، قال الجنرال ليوناردو تريكاريكو، الرئيس السابق لهيئة أركان القوة الجوية، والرئيس الحالي لمؤسسة إكسا للخدمات الأمنية والعسكرية، إن "وضع تنظيم داعش تحت ضغط يعني توقع تداعيات ممكنة في دول الاتحاد الأوروبي". وأوضح أنه "عدم وقوع أعمال إرهابية في إيطاليا، يعزى الى فاعلية التحقيقات التي أصبحت من جعبة شرطتنا ومخابراتنا".
وأشار الجنرال تريكاريكو الى أن "في إيطاليا هناك تنظيم كاف وتنسيق يومي، ليس من السهل تحقيقه". مبينا أن "الفترة التي نمرّ بها تشهد بذل جهود كبيرة"، فـ"الإستخبارات والشرطة تعمل بأقصى طاقتها"، واختتم بالقول إن "الوضع هنا تحت السيطرة أساسا".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن مقتل قائد شرطة وزوجته قرب باريس الليلة الماضية عمل إرهابي ، مضيفا أن بلاده تواجه خطرا إرهابيا كبيرا للغاية، مؤكدًا أن شبكات تهريب المخدرات والسلاح والبشر تغذي الإرهاب، لهذا أولي عناية خاصة بمكافحة الفساد". وأضاف أن مستوى التهديد الإرهابي عال في كل مكان، معتبرا أن مكافحة الإرهاب تتطلب جهدا دوليا لا لين فيه، وليس عمل بلد بعينه في مكان بعينه.
وعقد الرئيس الفرنسي صباح اليوم اجتماعا لبحث ملابسات الهجوم الذي نفذه مهاجم باستخدام السكين وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهته أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في ختام اجتماع طارئ مع هولاند اليوم، أن قتل الشرطي وشريكته "عمل إرهابي مقيت"، وأن الحكومة مكرسة بالكامل للتصدي لخطر الإرهاب وقد نفذت أكثر من مئة اعتقال منذ بداية العام.
بعد توالي هجمات التنظيم..
وقتلت قوات الأمن الفرنسية منفذ الهجوم الذي قالت وسائل إعلام فرنسية إنه شاب يدعى لعروسي عبالة، وسبق أن حكم عليه عام 2013 بالسجن لمشاركته في شبكة جهادية بين فرنسا وباكستان.
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد هدد في 24 نوفمبر الماضي في تسجيل فيديو بأن يشن مقاتلون ناطقون بالفرنسية في صفوفه هجمات على فرنسيين.
ومنذ اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلا في 13 نوفمبر الماضي، وباريس تعيش تحت تهديد الإرهاب، خصوصا أنها تستضيف منذ العاشر من يونيو الحالي مباريات كأس أوروبا لكرة القدم.
ويشن تحالف بقيادة الولايات المتحدة ويضم دولًا أوروبية وعربية حملة ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا منذ 2014 بعد سيطرة التنظيم على مساحات كبيرة في البلدين.
ووفق إحصائيات، فإن التنظيم الإهاربي داعش نفذ ما لا يقل عن 90 هجمة إرهابية في 21 دولة أخرى غير العراق وسوريا، وذلك منذ إعلان التنظيم "الخلافة" المزعومة في يونيو عام 2014، وكانت حصيلة تلك الهجمات مقتل 1390 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من ألفين آخرين.

شارك