الاخوان بين تصنيفها جماعة ارهابية ومشكلاتها الداخلية

الثلاثاء 14/يونيو/2016 - 05:12 م
طباعة الاخوان بين تصنيفها
 
طلعت فهمى، المتحدث
طلعت فهمى، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان
قررت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات القاهرة، إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى إدراج أسماء 215 إخواني على قوائم الإرهابيين لمدة 3 سنوات، خلال المدة القانونية، من تاريخ النشر في الجريدة الرسمية، بينما طالبت قيادات إخوانية باستغلال هذا الأمر لإجراء مراجعات. وحرض طلعت فهمى، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان، أنصارا للتنظيم على التصعيد بعد اعتبارهم ضمن الكيانات الإرهابية ، زاعما أن هذه الأحكام لن تغير من الحقيقة ، وزاعما أن جماعة الإخوان لم ترتكب أعمال عنف بعد عزل مرسى.
محمود عزت
محمود عزت
كما زعم المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان، المحسوب على جبهة محمود عزت، في تصريحات له عبر أحد القنوات الإخوانية، أن وضع الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية محاولة للضغط على الجماعة، كما زعم أيضا أن التنظيم لن يتنازل عن مطالبه. حملة مراجعات من جانبه زعم عمرو دراج، رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان في الخارج، والمجمد عضويته مؤخرا، أن قرار اعتبارهم ضمن الكيانات الإرهابية لن يؤثر عليهم، مشيرا إلى أن هناك حملة مراجعات كبيرة داخل التنظيم، من خلال مناقشات وورش عمل، لافتا إلى أن انخراط الجماعة في العمل السياسي بهذا الشكل جعل لها خصوم كثيرون بدون داعي وتسبب لها في خسائر بالغة، وهو ما يستوجب المراجعة في آلية التعامل مع أطياف المجتمع المصري. وأضاف رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان في الخارج، في تصريحات له عبر أحد القنوات الإخوان في تركيا، أن ممارسات الإخوان بعد ثورة يناير، تؤكد تأخر الجماعة في رؤيتها لأكثر من 10 سنوات، مضيفا أن الجماعة لم تنجح حتى في العمل الإعلامي وهو ما جعلها تفتح قنوات وتقوم بغلقها. فيما حذر عمرو فراج، القيادي الإخوانى، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية، من قرار وضع الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية، وتأثيره على قيادات الإخوان بالخارج، قائلا في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "كده الناس الذين يتواجد أسماءهم في قوائم الإرهاب جوازات سفرهم ستتوقف ولن يستطيعوا استخراج جوازات سفر جديدة".
هشام النجار
هشام النجار
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن هذا القرار سيفقد الإخوان بريق ومكاسب الصورة التي سعت لترويجها لنفسها طوال العقود الماضية بكونها رمز الاعتدال والوسطية داخل الحركة الإسلامية ، وهى الصورة التي تمكنها من كسب ثقة الغرب ودعمه في مسيرة الوصول للسلطة في البلاد العربية. وأضاف  أنه إذا تساوت الجماعة مع غيرها من التنظيمات وصارت تلصق بها تهمة الإرهاب والغلو والتطرف فقدت هذه الورقة التي جاهدت من أجلها كثيراً ، فضلاً عن أن الإخوان تطرح نفسها دائماً كمنقذ يمكن الوثوق به والتعامل معه من الإرهاب وجماعاته وتنظيماته وكطرف يساعد التحالف معه وتصديره للمشهد في الحد من نفوذ الجماعات المتشددة والمسلحة.
محمد عبد الرحمن
محمد عبد الرحمن
وعلى الصعيد الداخلي كشفت وثائق داخلية للمكاتب الإدارية بجماعة الإخوان، عن اندلاع أزمة حول قطع جبهة محمود عزت، المساعدات عن المكاتب الإدارية للجماعة وأسر قيادات التنظيم المتواجدين داخل السجون، خلال شهر رمضان، من أجل إعلان المكاتب الإدارية دعمها للقائم بأعمال مرشد الإخوان. وذكر المكتب الإداري لإخوان الفيوم في منشور داخلي امتناع اللجنة الإدارية للجماعة عن إرسال مساعدات لأسر إخوانية، وقال المنشور الداخلي لمكتب الإخوان بالفيوم: "ما كنا نود أن نفتح هذا الملف الأليم مرة أخرى لكن بعد كل هذه الشهور، وصلتنا قصاصة موقعة من الدكتور محمد عبد الرحمن بخصوص واقعة الدعم، و قد تابعتم معنا الأزمة في حينها واضطررنا إلى اطلاعكم على تفاصيلها بعد أن أعيتنا السبل وأعجزتنا الحيل مع من استأمنهم إخوانهم لإيصال المساعدات إلى مستحقيها في ظرف دقيق لا يخفى على أحد". وأوضح المكتب الإداري لإخوان الفيوم أنه خاطب من بيده أمر الدعم في 9 يناير 2016- برسالة ورد فيها: "لا تهدموا ثوابت من قيم الدعوة، أبعدوا هذا البند عن خلافاتكم"، أوضح المكتب أنه تم تجاهل خطابهم، ثم وصل الدعم بعد شهر كامل من موعد استحقاقه، بطريقة غير معتادة وغير لائقة. وأشار المكتب الإداري لإخوان الفيوم إلى أن الأمر تكرر مرة أخرى فسطر رسالة ثانية في 9 فبراير 2016، بمشاركة المكتب الإداري لإخوان بنى سويف، جاء فيها: "لما لكم عندنا من مكانة وتاريخ وفضل نرجو ألا تستخدم الأمانات في الضغط لفرض رأى أو توجيه لوجهة نظر، لأنها ليست ملكا خاصا يخرج من جيب أحد بعينه لفرد بعينه، فأنتم أرفع عندنا من هذا وأعلى مقاما من هذه الممارسات التي لا تليق، وهذا من دافع خوفنا عليكم لما تعلمون من عاقبة تضييع الأمانة أو غياب العدالة". وتابع المكتب الإداري لإخوان الفيوم: "بعد كل تلك الشهور كاملة تصلنا قصاصة صغيرة تطوى الموضوع طيًا، وتتحدث عن لجنة تحقيق في اسباب تأخر وصول الدعم والمساعدات لا نعلم عنها شيئًا، إلا أنه وصلنا أن هذه اللجنة وجهت اللوم لمن صدر منهم هذا الخطأ". وأختتم المكتب الإداري لإخوان الفيوم في المنشور قوله: "أننا لا نتخذ مثل هذه المواقف إلا إحقاقا للحق وتصحيحاً للمسار ووفاء بالمسئولية، لكننا لازلنا وسنظل ندق ناقوس التحذير ونرفع صوتنا بأن اتقوا الله وأبعدوا هذه الورقة – دعم أسر المسجونين- فهذه أموال وقف ليست ملكا لفرد ولا مجموعة كائنا من كانوا، ونؤكد على أنه لتحقيق الشفافية في هذا الملف الحساس لابد من إسناده، كما كان معمولًا من قبل لمؤسسة تقوم عليه ممثلة من جميع القطاعات". فيما ذكر منشور أخر لرئيس اللجنة الادارية العليا للإخوان، محمد عبد الرحمن، قال فيه إن لجنة تحقيق داخلية تم تشكيلها لتتبع أمر عدم ارسال الدعم والمعونات، وأنها ستوفى المكتب بنتائج التحقيق. فيما كشف أحمد عبد العزيز، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسى، عن منشور داخلي، يشبه الانشقاق عن الإخوان بالانشقاق عن المسلمين، بل ويشبهه بالانشقاق عن الإسلام نفسه. وأوضح عبد العزيز في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "كم أنا حزين ومستاء، فقد وصلني منشور بلا توقيع، يبدو لأول وهلة أنه (إخواني)، يسرد تاريخ الانشقاق في الإخوان، مع ذكر بعض الأسماء في مراحل (الانشقاق) المختلفة، إلى هنا والأمر يبدو عاديا جدًا". وتابع: "أما أن توضع هذه (الانشقاقات) في سياق الانشقاقات التي حدثت على الإسلام نفسه، فهذا لعمرى عين الشطط والغلو، كيف يوضع عبد الله ابن سلول إلى جانب محمد الغزالي وسيد سابق وحازم صلاح أبو اسماعيل ؟!، كيف يوضع أهل الردة إلى جانب إبراهيم الزعفراني وعصام سلطان وأبو العلا ماضي ومحمد عبد اللطيف؟". واستطرد:" ما هذا الشطط البعيد؟، ما هذا الغلو الفاقع؟، ما هذا الانحراف الصارخ؟، عادى جدًا أيها السادة أن يختلف أحد مع الإخوان فيفارقهم، فهو بهذا قد فارق (فريق عمل) أو (كيان إسلامي) ولم يفارق الإسلام، ولم يخرج من الملة، لا يزال مسلماً، وعلى أصحاب هذا المنشور أن يتوبوا إلى الله".

شارك