القواعد العسكرية للتحالف في "سوريا" بين التدخل البري ودعم المعارضة المسلحة.

الأربعاء 15/يونيو/2016 - 03:06 م
طباعة القواعد العسكرية
 
أثار  خبر بدء القوات الفرنسية في عين العرب – كوباني، ببناء قاعدة عسكرية على غرار القاعدة الأمريكية، وذلك على هضبة "مشتى نور" المطلّة على المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية،  العديد من التسأولات حول أمكانية التدخل البري من قبل قوات التحالف في سوريا أم أن الامر سوف يقتصر على الدعم لقوات المعارضة المسلحة ضد النظام السوري .

القواعد العسكرية
الأوضاع في الداخل السوري تؤكد على جدية الدعم الدولى لبعض قوى المعارضة السورية وليس جميعها حيث عُقد يوم  الأحد  12-6-2016م ، اجتماع بين وفد استشاري فرنسي و"قوات سوريا الديمقراطية" التي يعتبر تنظيم وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية (التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي) عمادها، وذلك في مدينة عين العرب (كوباني) بالريف الشرقي لمحافظة حلب  وتمحور الاجتماع حول آلية التنسيق والدعم الذي ستقدمه فرنسا لهذه القوات في إطار الحرب على تنظيم داعش. 
ويأتي هذا الاجتماع بعدما نقلت وكالة الأنباء الروسية "سبوتينيك"،  في يو 10-6-2016م بدء القوات الفرنسية في عين العرب – كوباني، ببناء قاعدة عسكرية على غرار القاعدة الأمريكية، وذلك على هضبة "مشتى نور" المطلّة على المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، وتتضمن القاعدة بناءً مخصصاً ﻹقامة الخبراء والمستشارين العسكريين الفرنسيين المتواجدين في المنطقة؛ حيث وصل مؤخراً إلى شمال سوريا دفعة من جنود فرنسيين، ساهمت في تقديم الدعم والمشورة لقوات سوريا الديمقراطية في الهجوم الذي شنته على مدينة منبج،  فرنسا ايضا سبق وان   أوفدت ، ثمانية مستشارين لها، حين  تم بناء القاعدة الأمريكية بالقرب من عين العرب  وقدموا مساعدات ذات طبيعة عسكرية للقاعدة الأمريكية  التى تم إنشاؤها داخل شركة "لافارج" الفرنسية.

القواعد العسكرية
العقيد في الجيش السوري الحر "أحمد الكردي"، يرى أن وجود قاعدة فرنسية بالقرب من كوباني ليس من أجل مراقبة ما تسمى قوات سورية الديمقراطية، بل من أجل تقديم كل المساعدة لها، إذ أن باريس تريد أن تجد لنفسها مكاناً على الأرض، خصوصاً وأنها بدأت ترى بأن الوضع في سوريا ذاهب إلى تنفيذ سياسة الأمر، وذلك من خلا محاولة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران الإجهاز على الثورة السورية المتمثلة بالجيش الحر  وان هناك ضغوط  تتعرض لها الحكومة الفرنسية، من مواطنيها من أجل عمل أي شيء ضد تنظيم داعش، وباريس حقاً تشعر بخطر التنظيم على أراضيها، ولذلك هي مستعدة للقيام بكل ما يحد من مخاطره عليها ولكنها ليست مطلقة اليدين، إنما مقيدة بتعقيدات المشهد السوري، وعليه فإن بناء قاعدة فرنسية قرب القاعدة الأمريكية هو الحد الذي سمح به الوضع في سوريا للفرنسيين، كما أن الوجود الفرنسي مساعد، أو مساند ولا يجعل منها اللاعب الرئيسي أو حتى لاعب رئيسي"،  وأن دخول القوات الفرنسية ليس بالحدث الكبير، ولا يعبر عن تغير استراتيجي في التعامل مع الوضع في سوريا
بينما يقول الكاتب الصحفي "أحمد كامل"، إن تعاون القوات الفرنسية مع "قسد" إنما يصب في مبدأ البراغماتية (الواقعية)، فيما يسمى الحرب على الإرهاب، فالدول باعتقاده مستعدة للتعاون مع إبليس في هذا الصدد، وهناك تعاون أمني بين فرنسا (وبريطانيا وألمانيا وربما أمريكا) مع النظام السوري، لذا لا يوجد أي مانع لدى فرنسا للتعاون مع أي كان في الحرب على الإرهاب، وأن تحفظات الحكومة الفرنسية على قوات  سوريا الديقراطية  قليلة، وهي ليست مثل تحفظات الثوار السوريين وفرنسا خاصةً وأوروبا عامة لهم مصالح مهمة في المنطقة. 

القواعد العسكرية
القاعدة الفرنسية تعد أمتداد للقاعدة الامريكية الاولى  التى انشأتها  الولايات المتحدة الأمريكية، في  أكتوبر  2015م  في منطقة رميلان الواقعة شمال شرق الحسكة،  وقامت ، بتوسيع مدرج أبو هاجر، الموجود في منطقة رميلان، والذي كان يستخدم لأغراض زراعية، لاستخدامه كمركز اتصال متقدم خلال العمليات العسكرية المشتركة مع منظمة “ب ي د” ، ضدّ تنظيم داعش الإرهابي و أنّ قرابة 300 جندي أمريكي، دخلوا الأراضي السورية، قادمين من العراق على دفعتين،  والقاعدة الجوية الثانية لها جنوب مدينة عين العرب (كوباني) السورية، على مساحة 35 هكتارا بالقرب من قرية خراب عشك، التابعة لمدينة عين العرب وتقع  في منتصف المساحة الممتدة بين عين العرب ونهر الفرات،  وستقع على بُعد 27 كيلو متر شرق نهر الفرات، وعلى بُعد 43 كيلو متر جنوب عين العرب، كما ستفصلها عن الحدود التركية مسافة 21 كيلو متر.

القواعد العسكرية
مما سبق يتضح لنا ان عدم  إعلان  الولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها فرنسا ، عن الهدف الرئيسي تأسيس هذه القواعد  يؤكد على انها  تعني تعزيز الوجود الأمريكي والفلرنسي  على الأرض السورية، في منافسة واضحة للدور الروسي،  وقد تنتقل السياسة الأمريكية بذلك  من دعم حلفاءها  إلى التدخل المباشر على الأرض. 

شارك