تسابق القوى الغربية على مكافحة داعش بسوريا يعرقل الخطة الروسية

الأربعاء 15/يونيو/2016 - 08:19 م
طباعة تسابق القوى الغربية
 
بالرغم من المحاولات الروسية لتفعيل عملية السلام السورية، إلا أن تسابق الأطراف الغربية على وضع قدمها فى الأراضي السورية تحت ستار مكافحة الارهاب، أربك الخطة الروسية السورية لطرد عناصر داعش من خلال تنسيق موسكو وطهران مع دمشق، فى ضوء تواجد قوات أمريكية خاصة إلى جانب قوات المانية فرنسية تتحرك بمعزل عن موسكو ودمشق تحت مزاعم مكافحة خطر داعش.
قوات امريكية
قوات امريكية
من جانبها أدانت وزارة الخارجية السورية نشر مجموعات من القوات الخاصة الفرنسية والألمانية في منطقتي عين العرب ومنبج، معتبرة أن هذا التدخل السافر يشكل انتهاكا صارخا لمبادىء ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وعدواناً صريحاً على سيادة سوريا واستقلالها.
أكدت الوزارة إن الادعاء بأن هذا الانتهاك يأتي ضمن محاربة الإرهاب لا يستطيع خداع أحد لأن مكافحة الإرهاب بشكل فعال ومشروع تقتضي التعاون مع الحكومة السورية الشرعية التي يقاتل جيشها وشعبها الإرهاب على كل شبر من الأرض السورية وقدم الكثير من التضحيات لتطهير سوريا من رجس الإرهاب الذي بدا واضحا اليوم بأنه يشكل تهديدا جديا للسلم والأمن والاستقرار الدولي برمته.
واتهمت الخارجية السورية الدول المنخرطة بأنها شكلت ولا تزال داعما أساسيا للإرهاب منذ اندلاع الأزمة في سوريا وأعاقت دائما أي جهد دولي جاد لوضع حد لهذا الوباء وخاصة لجهة إسباغ الشرعية على بعض المجموعات الإرهابية عبر وصفها بالاعتدال والتي لا تختلف في نهجها وتفكيرها وعقيدتها عن "داعش والنصرة".
وأكدت تمسك الشعب السوري بسيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها داعية "الدول المعتدية للصحوة من أحلام اليقظة والتخلي عن أوهامها وعقليتها الاستعمارية" لأن عصر الانتداب والوصاية زال إلى غير رجعة.
خطر داعش يتراجع
خطر داعش يتراجع
فى حين نفت وزارة الدفاع الألمانية وجود قوات خاصة ألمانية في شمال سوريا، مشيرة إلى أن مثل تلك المزاعم المتكررة الصادرة عن الحكومة السورية خاطئة، وقال متحدث باسم الوزارة "لا توجد قوات خاصة ألمانية في سوريا. إنه اتهام خاطئ."
كانت وسائل إعلام عربية نشرت أمس أنباء مفادها أن دفعة من القوات الخاصة الألمانية وصلت إلى شمال سوريا بهدف الانضمام إلى فصائل المعارضة السورية هناك في عملية عسكرية ضد "داعش" في محيط منبج.
وذكرت وسائل الإعلام أن "أفراد القوات الخاصة الألمانية قد دخلوا الأراضي السورية والتحقوا بالتشكيلات الأمريكية والفرنسية المنخرطة في الزحف على مدينة منبج" في محافظة حلب شمال غرب سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن وزراء الدفاع الروسي سيرجي شويغجو، والسوري فهد جاسم الفريج والإيراني حسين دهقاني كانوا قد اجتمعوا في العاصمة الإيرانية طهران في الـ12 يونيو الجاري، وذلك على خلفية تدهور الأوضاع بشكل حاد شمال سوريا، وتكثيف المسلحين هجماتهم على مواقع الجيش السوري والمدنيين مستغلين الهدنة المعلنة بين أطراف النزاع.
من جانبها كشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية ، عن أن الوزراء الثلاثة بحثوا خطة الهجوم على الرقة، معيدة إلى الأذهان تقدم الجيش السوري نحو الرقة من المحور الجنوبي الغربي في عمليته التي أطلقها مطلع الشهر الجاري، وبلغ مدينة الطبقة.
ذكّرت الصحيفة بأن "تحالف قوات سوريا الديمقراطية" الكردي العربي المدعوم من الولايات المتحدة، يواصل زحفه من الشمال قادما من منبج الواقعة على الطريق الواصلة بين الحدود السورية التركية، والرقة، الأمر الذي يعني أن الاستيلاء على المدينة سيقطع واحدا بين أهم خطوط إمداد الإرهابيين من تركيا.
فى حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المواطنين الذين سينالون صفة" مشارك في العملية العسكرية الروسية في سوريا" لن يزيد على خمسة وعشرين ألف شخص.
وقدمت الحكومة الروسية مشروع قانون حول منح هذه الصفة للمواطنين الروس الذين شاركوا في العملية الروسية داخل سوريا.
كيري
كيري
من جانبه أقر مجلس الدوما في القراءة الأولى، مشروعا حول منح المواطنين الروس الذين شاركوا في العملية العسكرية الروسية في سوريا، صفة "المشارك في العمليات القتالية". وسيشمل القانون الجديد كل من شارك في العملية داخل سوريا اعتبارا من 30 سبتمبر عام 2015 .
وسيحصل كل من سيشمله القانون على كافة التسهيلات والمعونات الاجتماعية المحددة في القانون الفيدرالي الخاص بذلك،وجاء في المذكرة التوضيحية المرفقة بمشروع القانون أن الدولة ستخصص 967.8 مليون روبل لتغطية قيمة التسهيلات المذكورة أعلاه في 2016.
وفى سياق اخر  قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه حذر موسكو من أن صبر واشنطن حول الصراع السوري ومصير الرئيس بشار الأسد بدأ ينفد، وصرح كيري خلال زيارته للنرويج قائلا: " نحتاج إلى فهم أن صبرنا له حدود، في واقع الأمر إنه محدود جدا مع محاسبة الأسد أو بدونها".
أضاف أن الولايات المتحدة "مستعدة أيضا لمحاسبة المجموعات المسلحة من عناصر المعارضة الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات أو الذين يواصلون المعارك في انتهاك لوقف اطلاق النار.
لافروف
لافروف
بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن العملية العسكرية الروسية في سوريا أحبطت خطط الإرهابيين لإقامة قواعد تابعة لهم في الشرق الأوسط.
أعاد لافروف إلى الأذهان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي قدم مبادرة خاصة بتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب تعتمد على قاعدة قانونية دولية متينة وتحت رعاية الأمم المتحدة.
نوه بقوله "دعما لهذه المبادرة، بدأت القوات الجوية والفضائية الروسية العمل في سوريا تلبية لطلب السلطات السورية وبالتعاون مع الجيش السوري ووحدات الدفاع الوطني من أجل إحباط خطط الإرهابيين لإقامة قواعد لهم في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية".

شارك