الأوروبيون وسيناريو "حشد" قواتهم البرية في العراق وسوريا لحرب "داعش"

الخميس 16/يونيو/2016 - 11:13 ص
طباعة الأوروبيون وسيناريو
 
يبدو أن الأوروبيين يريدون لعب دور أكبر في الحرب البرية على تنظيم داعش الدموي في العراق وسوريا، فعلى الخطوات الجادة من الجانب الفرنسي لنشر قوات في سوريا تسير بولندا التي قررت إرسال طائرات "اف-16" وحوالي 200 جندي إلى الكويت والعراق لمحاربة تنظيم "داعش"، وهو الأمر الذي أكد عليه باول سولوش، رئيس مجلس الأمن القومي بقوله: "إن القرار لدى الرئيس البولندي الذي ما زال يتعين عليه التصديق على القرار، وإن قراره بالموافقة مضمون إلى حد كبير لأنه أعلن مرارًا أن بولندا التي تنتظر من بلدان الحلف الأطلسي دعمًا لتعزيز الجناح الشرقي، مستعدة لدعم البلدان الأخرى للحلف؛ من أجل التصدي للأخطار على الجناح الجنوبي".
رئيسة الوزراء البولدنية
رئيسة الوزراء البولدنية بيتا سيدلو
هذا في الوقت الذي وجهت رئيسة الوزراء البولدنية بيتا سيدلو الطلبات الضرورية إلى الرئيس أندريه دودا، المؤهل وحده، بصفته القائد الأعلى للقوات البولندية المسلحة، الموافقة على مهمة لجنود بولنديين في الخارج، كما ينص على ذلك الدستور البولندي وتريد الحكومة البولندية إرسال 150 جنديًّا وعدد من المسئولين العسكريين إلى الكويت، و60 عنصرًا من القوات الخاصة إلى العراق، ليعلن وزير الدفاع البولندي انتوني ماسيرفيز أنه يأمل في أن تصل أربع طائرات "اف 16" لسلاح الجو البولندي إلى قواعد الحلف الأطلسي في الشرق الأوسط قبل قمة الحلف التي ستعقد في وارسو في 8 و9 يوليو2016م. 
بولندا ليست الوحيدة إلى ترسل قوات برية للمشاركة في الحرب على داعش فقد كشف مصدر مسئول في "قوات سوريا الديمقراطية"، أن الفرنسيين بدءوا بناء قاعدة عسكرية لهم في مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي أسوة بالأمريكيين، وأنهم بدءوا ببناء القاعدة على هضبة "مشتنور" المطلة على مدينة عين العرب من الجهة الجنوبية الشرقية لإقامة خبراء ومستشارين عسكريين فرنسيين موجودين هناك، وأن خبراء فرنسيين وبريطانيين موجودين في ريف منبج إلى جانب الخبراء الأمريكيين يقدمون المشورة لقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد تنظيم داعش. 
الأوروبيون وسيناريو
وعلى غرار فرنسا وبولندا كشفت مصادر ميدانية عن وصول قوات ألمانية إلى المناطق المحيطة لمدينة منبج الواقعة في شمال شرقي حلب، لدعم ومساندة قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على المدينة، وأن قوات عسكرية تابعة لألمانيا وصلت إلى المناطق المحيطة لمدينة منبج لمساندة قوات سوريا الديمقراطية بقوات برية في معركتها ضد تنظيم "داعش". وأن ما يقارب 500 مستشار وجندي أمريكي، وعدد من الجنود الفرنسيين مشاركون في تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية في المعارك التي تجري في شمال الرقة، ومنبج، وأن مهمة هذه القوات تتمثل في ربط وتنسيق العمليات العسكرية بين طائرات التحالف والقوات البرية المتقدة على الأرض، إضافة إلى مهام للاقتحام، وحرب الشوارع، وأخرى لتفكيك الألغام التي عادة ما يلجأ تنظيم داعش إلى تكثيفها بهدف إيقاف تقدم القوات البرية باتجاه مناطق سيطرته".
وعلى الجانب الآخر قالت صحيفة التليجراف البريطانية: "إن المملكة المتحدة قد ترسل قوات برية إلى سوريا بعد نجاح الغارات الجوية التي وافق عليها البرلمان على انضمام المملكة لقوات التحالف للمشاركة في شن غارات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا، وإن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، أكد عدم إرسال قوات قتالية، ولكنه لم ينفِ احتمالية إرسال جنود إلى سوريا لتقديم المساعدة في عمليات التدريب والبنية التحتية للقوات المعتدلة في البلاد، بالإضافة إلى أن بريطانيا تنشر حاليًا 120 عنصرًا من عناصر الجيش البريطاني في العراق ليدربوا القوات العراقية على قتال تنظيم داعش، وأن وزير الدفاع مايكل فالون، قال في وقت سابق من هذا العام: إن بريطانيا أرسلت 75 جنديًا للمساعدة في تدريب القوى المعتدلة السورية، وتم نشرها في الأردن وتركيا بدلاً من سوريا وعادوا منذ ذلك الحين.
الأوروبيون وسيناريو
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الأوروبيين يريدون لعب دور أكبر في الحرب البرية على تنظيم داعش الدموي في العراق وسوريا، وأن الخطوات الجادة من الجانب الفرنسي لنشر قوات في سوريا هو نفس الأمر بالنسبة لبريطانيا وألمانيا وبولندا.

شارك