200 من المارينز يشاركون في معارك ضد "داعش" استعددًا لتحرير الموصل

الخميس 16/يونيو/2016 - 01:45 م
طباعة 200 من المارينز يشاركون
 
شارك ولأول مرة نحو 200 عنصر من قوات المارينز الأمريكية، في المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة "داعش" غرب بلدة مخمور جنوب شرق الموصل، حسبما ذكرت مصادر لقناة "سكاى نيوز" عربية.. يذكر أن القوات الأمريكية متواجدة في شمال العراق كمستشارين ومدربين للقوات العراقية، التي تستعد لمعركتها الكبرى بتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد، من سيطرة داعش. ويعد انتظار معركة تحرير الموصل حلم لكثير من العراقيين، فيقول السيد أبو إسراء الموظف في إحدى دوائر الموصل والذي عاد بذاكرته إلى أيام ما قبل سقوط الموصل بيد داعش محاولًا ترجمة ما كان يقوم به بعض زملائه في الدائرة من تصرفات وممارسات اتضح له فيما بعد أنها كانت جزءًا من مخطط نتيجته إسقاط المدينة سواء بيد داعش أو بيد غيرها، أي أن هدفهم كان تبديل الوضع القائم.
 الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق بعد العاصمة بغداد يبلغ عدد سكانها بحسب آخر الإحصائيات غير الرسمية ثلاثة ملايين نسمة، ويطلق عليها بالعراق المصغر لما تحويه من قوميات واثنيات وطوائف دينية ومذهبية، ففيها العرب والأكراد والتركمان والمسيحيون والإيزيديون والشبك، ولكن النسبة الأكبر هي للعرب الذين ينقسمون في داخل المدينة ما بين المواصلة الأقحاح وسكان القرى والأرياف، وهؤلاء زادت نسبتهم كثيرًا داخل المدينة في العقود الأخيرة من الزمن.
يقول أبو إسراء: هاتان الشريحتان لهما الدور الأكبر في جعل كفة الأمور تسير داخل المدينة باتجاه دون آخر. وينقسمون ما بين من هم توجهاتهم إسلامية وتوجهات تميل إلى النظام السابق قبل 2003 والقسم الثالث الذي لا دخل لهم بكل ما يجري، وكما يقال بالمصلاوي (أنا إشْعليّي) ومن هذه قلة قليلة تسير وفق مصالحها. إذن يقول أبو اسراء: إن الأكثرية تبحث عن التغيير ومهما كانت الوسائل. 
هذا ما كان يشاهده أبو إسراء في مجتمعه المصغر (دائرته) وهو أقرب إلى الحقيقة وينقل لنا بعض الوقائع التي كانت تحصل فيها.
في الوقت التي كانت القوات الأمريكية لا زالت في المدينة ومن بعد ذلك الجيش العراقي وما كانت تتعرض له هذه القوات من هجمات، وبالرغم مما كانت تلحقه هذه الهجمات من خسائر مادية وبشرية لأبناء المدينة إلا أنها كانت تلقى ترحيبًا كبيرًا في أوساط بعض زملائه، بل كان منهم من يفتخر بعلاقته بالبعض من القائمين بهذه العمليات والذين كانوا يسمونهم بالمجاهدين.
 في أيام الاعتصامات يقول أبو إسراء: كان الموظفون من أبناء القرى التي تتميز بتركيبتها العشائرية يتفاخرون فيما بينهم بمشاركة أبناء عشيرته في هذه الاعتصامات، بل كان كل منهم يأتي بأبناء قريته أو عشيرته يوميًّا للمشاركة في هذه الاعتصامات، ثم العودة إليها في نهاية النهار .
يضيف أبو إسراء: دائمًا ما كنت أسمع أن القوات الأمنية تفقد سيطرتها على المدينة في الليل، ثم تعاود السيطرة عليها خلال النهار. أي أن الموصل تكون خارج سيطرة الحكومة طوال الليل .
يتابع أبو إسراء سرد ذكرياته في دائرته فيقول: قبل دخول داعش بأكثر من سنة خرج علينا أحدهم بمجموعة من الممنوعات هي أقرب ما تكون إلى المفاهيم الداعشية الجبة الفضفاضة والحجاب للموظفات، بل إن بعضهن كن يلبسن النقاب عند الحضور إلى الدائرة، وبالنسبة للموظفين يمنع لبس البنطلون الكابوي والضيق وذو الخصر المنخفض والقميص الملتصق بالجسم، وغلق أزرار القميص حتى الرقبة وما إلى ذلك، ولكن لاقت هذه استهجانًا ومعارضة كبيرة، خصوصًا من الشباب. أما في وقت الصلاة فالدائرة تتوقف عن العمل بعد أن كان أحدهم يمر على غرف الدائرة يدعو الموظفين للصلاة الجماعية في إحدى غرف الدائرة التي خصصت لذلك . 
يضيف أبو إسراء: إن أحد زملائه الموظفين وقبل وصول داعش إلى العراق أو انتشاره بشكل واسع دائمًا ما كان ينتقد من يطلق كلمة (داعش) على عناصر التنظيم، ويقول: إن لهم اسم ويجب تسميتهم باسمهم (تنظيم الدولة الإسلامية). ولكن في نفس الوقت والحقيقة يجب أن تقال يقول أبو إسراء لم تكن تلقى هذه المفاهيم وهذه الآراء تجاوبًا من البعض الآخر من الموظفين، خصوصًا من أهل الموصل الأقحاح، ومن الشباب.
من المفارقات الأخرى يقول أبو إسراء: إن أشخاصًا كانوا يحضرون يوم توزيع الرواتب لتقاضي تبرعات أو مساعدات هكذا يسمونها من الكثير من الموظفين، كان هؤلاء أشكالهم مريبة ولا تختلف عن مظهر الداعشيين . 
يتجاوز أبو إسراء مرحلة ما قبل داعش ليصل إلى ما بعدها وبالتحديد في أيامها الأولى. كان هناك ارتياح لدى الجميع نحو التغيير الذي حدث في المدينة خصوصًا لدى أصحاب المفاهيم والآراء التي ذكرتها يقول أبو إسراء: الذين لديهم اشتياق للأوضاع قبل 2003 ظنوا أن البعث قد عاد بل بدءوا يصفون الأوضاع في المدينة بأنها عادت كما كانت عليه في أيام حكمه؛ حيث الأمن وسيادة القانون، ولكن الأمر لم يستمر هكذا طويلًا حتى بدأ هؤلاء يبدون استياءهم من الأوضاع في المدينة؛ بسبب تصرفات القادمين الجدد وفرضهم لقائمة طويلة من الممنوعات، مما بدأ الكثير من أهل المدينة من الذين لحقوا بأنفسهم بتركها والانتقال إلى كردستان أو إلى الدول المجاورة.  
بقي أن نقول: إن المدينة التي سقطت بأيدي داعش في العاشر من يونيو من عام 2014 تعيش الآن أوضاعًا مأساوية، وينتظر الكثير من أهلها الخروج من هذه الأوضاع عن طريق تحريرها وفي أقرب فرصة.

شارك