مجددًا.. الإبادة الجماعية للإيزيديين ورقة داعش في المواجهة
الخميس 16/يونيو/2016 - 04:12 م
طباعة
بعد فترة طويلة من اختفاء الأخبار عن حياة الإيزيدين في كنف داعش، عادت مجدًدًا توارد الأنباء حول احتجاز التنظيم الإرهابي "داعش" لما لا يقل عن 3200 امرأة وطفل من الإيزيديين.
وفي تحقيق تابع للأمم المتحدة، قال محققون اليوم الخميس: إن تنظيم داعش ارتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في سوريا والعراق وسعى إلى تدمير الجماعة الدينية العرقية التي تضم 400 ألف شخص من خلال القتل والاستعباد الجنسي وجرائم أخرى.
وقال المحققون المستقلون في تقرير الإبادة الجماعية للإيزيديين مستمرة، حيث حث التقرير القوى الكبرى على إنقاذ ما لا يقل عن 3200 امرأة وطفل من الإيزيديين لا يزال تنظيم داعش يحتجزهم وإحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال محقق تابع للأمم المتحدة اليوم الخميس: إن تحقيقاً أجرته المنظمة في إبادة جماعية للإيزيديين في سوريا والعراق شمل معلومات مفصلة عن الجرائم التي ارتكبها مقاتلو داعش ومن بين ذلك أسماء المشتبه بهم.
وقال فيتيت مونتاربورن عضو لجنة التحقيق في مؤتمر صحفي: “لدينا معلومات مفصلة عن الأماكن والانتهاكات وأسماء الجناة.” وأضاف أن الفريق بدأ في تبادل المعلومات مع سلطات بعض الدول التي تحاكم المقاتلين الأجانب.
الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة أظهرت في تقارير لها بداية العام الجاري، ونقلته بوابة الحركات الإسلامية، جرائم جديدة تمت خلال صيف 2015م، حيث ذبح تنظيم داعش المئات من الإيزيديين، باعتبارهم من الوثنيين والكفرة، واستغل الصبية الصغار واغتصب النساء والفتيات الإيزيديات، مما بث الرعب لدى الأسر الإيزيدية ودفعهم للفرار إلى الدول العربية المجاورة، لتستولي داعش على منازلهم وأنه تم وضع علامات على الطرق الوعرة، والشوارع الملطخة بدماء الإيزيديين في العراق، كما أن هناك نحو ميل وربع من الحدود السورية العراقية تحول إلى ما يسمى بمعترج داعش.
وكشف آنذاك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن مقاتلي تنظيم داعش ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية في العراق، إلى جانب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين بمن فيهم الأطفال ودعا في تقرير استند إلى مقابلات مع أكثر من مئة من الضحايا والشهود، مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الجناة.
وذكر أن المجلس توصل إلى "معلومات تشير إلى إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأن مجلس الأمن الدولي يجب أن يبحث إحالة الوضع في العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية وأن هناك نسقاً واضحاً للهجمات التي يشنها داعش على الإيزيديين والمسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى عندما تفرض الحصار على المدن والقرى في العراق وأن النساء والأطفال الذين تم احتجازهم كانوا يعاملون كـ "غنائم حرب" وأنهم تعرضوا في كثير من الأحيان للاغتصاب أو عوملوا كسبايا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية ف تقرير سابق لها، داعش كان يدرب الفتيات الإيزيديات اللاتي على استخدام السلاح، معتبرًا أن السيدات ستكون ورقة رابحة في مواجهة الخصم؛ وذلك كون النساء لديهم قدرة على استعطاف الطرف الآخر.
وصرح، مدير مكتب المخطوفين الإيزيديين في محافظة دهوك حسين كورو في وقت سابق، أن هناك حوالي 800 طفل إيزيدي تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 18 عامًا يتم تدريبهم في 3 معسكرات لتنظيم داعش في مناطق البعاج والموصل والرقة السورية على كيفية قطع رءوس البشر والأعمال الانتحارية والقتال.
وبحسب كورو، يبدأ المدربون بغسل أدمغة الأطفال الإيزيديين أول الأمر ومن ثم تعليمهم اللغة العربية وتلاوة القرآن وحفظه.
وأوضح أنه تم الحصول على هذه المعلومات من الأطفال الذين تم تحريرهم عندما كانوا يأتون في زيارات إلى أمهاتهم المخطوفات لدى التنظيم، وتم الاتصال بنا من قبل أمهاتهم، وقمنا بتحريرهم عن طريق بعض العشائر العربية أو إعطاء الفدية لوسطاء بعد عودة هؤلاء الأطفال، وبعد التحقيق معهم حصلنا على هذه المعلومات الخطيرة، وذكر المصدر أنه تم تحرير 1148 طفلة وطفلا حتى الآن بطرق مختلفة من قبضة التنظيم الإرهابي.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن تنظيم داعش يسعى لإقحام الطفولة في المعارك التي يخوضها على الأراضي السورية والعراقية.
وتلجأ "داعش" إلى التودد للأطفال الذي يدرسون في مدارسها في مدينتي البوكمال والميادين من خلال إغرائهم بالمال وحمل السلاح وتعليمهم قيادة السيارات، لتعمل بعد ذلك على إقناعهم بالانتساب إلى معسكراتها.
أما من نجحت في استمالتهم من الأطفال، فتجندهم "داعش" للعمل كمخبرين يجمعون لها المعلومات، ويحرسون المقار، كما تعمد إلى استقبال الأطفال ممن يعانون من تشوهات خلقية.