بعد التقدم السريع ضد داعش.. قوات الوفاق تتراجع أمام التنظيم

السبت 18/يونيو/2016 - 07:47 م
طباعة بعد التقدم السريع
 
لا زالت قوات الوفاق الوطني، تسعي للقضاء علي التنظيم الإرهابي "داعش" سرت، حيث أفادت حكومة الوفاق الوطني الليبية بأن هجوما انتحاريا جديدا لتنظيم "داعش" استهدف القوات الموالية لها في مدينة سرت، خلف مصابين، أمس الجمعة 17 يونيو2016.
بعد التقدم السريع
وجاء في بيان لحكومة الوفاق أن انتحاريا فجر سيارته في سرت، ما أدى إلى إصابة مقاتلين اثنين من القوات الحكومية بجروح طفيفة.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الحديث يدور عن تاسع هجوم انتحاري ضد القوات الموالية لحكومة الوفاق، منذ يوم الأحد الماضي. وفي 12 من الشهر الماضي، شنت القوات الحكومية المدعومة من المجتمع الدولي، هجوما واسع النطاق من أجل استعادة مدينة سرت الساحلية شمال ليبيا، من قبضة مسلحي "داعش" الذين يسيطرون عليها منذ يونيو 2015.
وكانت نجحت القوات الحكومية في تطويق سرت من كل الجوانب والدخول إلى المدينة، ولكن تعثر الهجوم بسبب هجمات "داعش" المضادة وخاصة العمليات الانتحارية المتكررة.
وكان هجوم انتحاري نفذه "داعش" في بلدة لأبو غرين 130 كلم إلى الغرب من سرت)، الخميس 16 يونيو ، أسفر عن مقتل 10 من عناصر القوات الموالية لحكومة الوفاق، وإصابة 7 آخرين بجروح، بحسب مصدر طبي.
والجدير بالذكر أن القوات الحكومية قد سيطرت على ميناء سرت وبعض القرى المحيطة بالمدينة، وباتت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق على مقربة من إسقاط إمارة "داعش" ليبيا، في عقر دارها "سرت"، بعد أن ضيقت الخناق على التنظيم من جهة البحر بحسب مراقبين.
تقدمت قوات البنيان المرصوص في المعارك الأخيرة، والتي بدأت قبل نحو شهر، خطوة رآها مراقبون ببداية دحر التنظيم المسلح، في حين اعتبرها آخرون غير كافية.
وحققت القوات التابعة للحكومة الليبية الجديدة مكاسب هامة منذ بدء العمليات العسكرية لانتزاع سرت من قبضة "داعش".
وترددت أنباء بأن غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ليبيا إن قوات البنيان المرصوص سيطرت على ميناء سرت البحري بعد مواجهات عنيفة استمرت لساعات، كما أكدت سيطرة القوات على بلدة أسواوة إحدى ضواحي شرقي مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، وهي بلدة تقطنها عائلات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
يذكر أنه منذ بدء الهجوم الحكومي على سرت خلفت المعارك 164 قتيلا ومئات من الجرحى في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق، دون ورود معلومات عن حصاد القتلى بين مسلحي التنظيم.
وكانت بوابة الحركات الإسلامية تناولت في تقرير سابق لها، أنه في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الحكومية، قام التنظيم الإرهابي بتنفيذ ثلاث هجمات انتحارية، استهدفت تجمعات لقوات حكومة الوفاق، جنوب شرقي مدينة سرت، وغربها.
بعد التقدم السريع
وقتل في هذه الهجمات عنصر واحد من القوات الحكومية، وأصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، قبل أن يشن سلاح الجو التابع للقوات الحكومية غارات على مواقع للتنظيم المتطرف في وسط سرت 450 كلم شرق طرابلس.
وأكد محمد الغصري المتحدث باسم قوات المجلس الرئاسي أن مقاتلي قوات الرئاسي تحاصر منذ الاثنين الماضي التنظيم في مساحة ضيقة داخل سرت لا تتعدى العشرة كيلومترات. وأوضح الغصري أن التنظيم في الوقت الحالي لم يعد في حالة اشتباك مباشرة، ويعتمد على القناصة المتحصنين في أحياء سكنية بالإضافة للانتحاريين، مؤكداً أن نهاية التنظيم في سرت ما هي إلا مسألة وقت.
ويرى مراقبون أن هذا النصر لا يبدو أنه سينقل البلاد إلى مرحلة متقدمة سياسياً، لا سيما بعد أن شرعن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المجموعات المسلحة التي قاتلت الموالين لمجلس النواب في طرابلس في السابق، وأجبرته على اتخاذ طبرق أقصى شرق البلاد مقراً له.
من جانبه قال رضا عيسى من المركز الإعلامي الخاص بعملية البنيان المرصوص في تصريحات صحافية، وقعت ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون من تنظيم الدولة الإسلامية استهدفت قواتنا في سرت، موضحًا أن الانتحاري الأول فجر سيارته على بعد أمتار من تجمع للقوات الحكومية قرب مستديرة أبوهادي في جنوب شرق سرت بينما استهدف الانتحاري الثاني تجمعًا للقوات غرب المدينة، والانتحاري الثالث مستشفى ميدانيًّا في المنطقة ذاتها.
ورغم ذلك تطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن هناك محللون لا يستبعدون أن تبدأ الخلافات داخل التحالف الداعم لحكومة الوفاق وحكومة الشرق، بعد حسم معركة سرت، خاصة أن كل طرف سيعتبر نفسه صاحب الدور الأكبر في طرد داعش ومن حقه الحصول على امتيازات أفضل داخل الحكومة وفي مؤسسة الجيش.

شارك