"الفلوجة" والحسم الميداني.. نفوذ إيراني وبطء الجيش العراقي وتمسك داعشي بالأرض

الأحد 19/يونيو/2016 - 11:43 ص
طباعة الفلوجة والحسم الميداني..
 
لا زالت الفلوجة تعيش مرحلة ما قبل الحسم بين الجيش العراقي المدعوم من الحشد الشعبي وتنظيم داعش الدموي ففي أحياء الفلوجة الشمالية تدور المواجهات بعد السيطرة على جنوبها وتتواصل المعارك في أحياء الجولان وحي المعلمين وحي الضباط شمالاً، بعد تأكيدات على سيطرة القوات العراقية على المستشفى العام ومبان حكومية جنوباً لتؤكد قيادة عمليات بغداد إن القوات المشتركة تمكنت من استعادة 40 منطقة وموقعاً في الفلوجة من سيطرة "داعش"، مشيرة إلى مقتل نحو 500 عنصر من التنظيم وأن الشرطة ستمسك الأرض بعد طرد المتطرفين من المدينة بالكامل.
الفلوجة والحسم الميداني..
فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن قوات الأمن العراقية استعادت السيطرة على القسم الأكبر من مدينة الفلوجة، وأن تنظيم داعش لم يعد يسيطر سوى على "بؤر صغيرة" فيها قائلًا: "لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا أحكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير خلال الساعات القادمة والقوات الأمنية وفت بوعدها وحررت الفلوجة ولقد ضحت قواتنا عن مدينتكم ومن أجل إعادة النازحين إلى هذه المدينة ونريد أن يكون أمن وسلام في هذه المدينة، وهدفنا هو صيانتكم وصيانة جميع العراقيين، وها هم العراقيون من كل محافظات العراق يضحون بأنفسهم". ليرد عليه وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر قائلًا: "إن القوات العراقية استعادت جزءًا وليس كل مدينة الفلوجة التي كانت أكثر مدينة عراقية خضعت لسيطرة تنظيم داعش وما زال الأمر يتطلب مزيدًا من القتال".
وكانت مصادر قد أكدت أن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي وسط الفلوجة والعديد من المناطق، في إطار عمليات بدأت قبل نحو أربعة أسابيع، لاستعادة المدينة التي تعد أحد أبرز معاقل المتطرفين في العراق. ولكن هناك وجه آخر للمواجهات وهو تواجد إيران واذرعها حيث أظهر مقطع فيديو مسرب، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الإرهابي قاسم سليماني، مع قيادات إيرانية، وأيضاً قيادات من ميليشيات حزب الله العراقي، وهو الفصيل الذي يقاتل في سوريا والعراق، وهم داخل منزل في الفلوجة، ويظهر سليماني وهو جالس على الأرض قبل أن يقف ليسلم على أحد الأشخاص.
الفلوجة والحسم الميداني..
هذا وأظهرت صور مسربة تواجد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إضافة إلى العميد محمد باكبور، قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني، وهما داخل الفلوجة، إلى جانب قائد ميليشيات بدر، هادي العامري، إضافة إلى قائد فرقة المغاوير في الشرطة الاتحادية، حيدر يوسف المطوري المكنى أبو ضرغام وهذه المرة الأولى التي يظهر فيها سليماني في فيديو مصور من داخل الفلوجة؛ حيث سربت له العديد من الصور، وأثارت الكثير من الجدل كما أظهرت صور مسربة قيادات من ميليشيات حزب الله العراقي مع سليماني في مناطق الفلوجة، وغالباً ما تتحفظ ميليشيات حزب الله العراقي في كشف هوية قادتها في العراق لأسباب غير معروفة.
الفلوجة والحسم الميداني..
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن "الفلوجة" تعيش حاليًا مرحلة الحسم الميداني وسط نفوذ إيراني واضح لعملية التحرير وبطء لا يخفى على أحد من قبل الجيش العراقي وتمسك واضح لتنظيم داعش بالأرض، وهو الأمر الذي تحاول الحكومة العراقية إخفاء بالتأكيد المستمر على قرب حسم المعركة بها ولكن المعطيات على الأرض تؤكد على أنها بالفعل لا زالت تعيش مرحلة ما قبل الحسم وهو الأمر الذي يحتاج إلى مراجعة العملية بالكامل لتسريع عملية حسمها. 

شارك