عبد العزيز المقرن.. الإرهابي الدموي
الأربعاء 29/ديسمبر/2021 - 10:00 ص
طباعة
حسام الحداد
عبد العزيز بن عيسى بن عبد المحسن المقرن المولود في عام 1974 م بالرياض بالمملكة العربية السعودية وكنيته أبو هاجر وزعيم تنظيم القاعدة في الأسبق في السعودية.
نشأته وحياته
تلقى تعليمه الأولى في العاصمة السعودية الرياض وفي عام 1992 درس في متوسطة «الامام البيهقي» في حي السويدي المحافظ غرب العاصمة الرياض، لم يكمل تعليمه الثانوي ويقول عنه أحد زملائه:
«أنا درست معه ثلاث سنوات تقريبا تبدأ من سنة 1992 ولم ألحظ عليه أي إشارة تدل على ذهابه إلى أفغانستان، فقد كان يافعًا، كما أن من عرف المقرن من الأصوليين في تلك المرحلة لا يتذكرون أي نزعة جهادية أو كثرة حديث عن الجهاد في أفغانستان واللهج بذلك، فهل كان عبد العزيز المقرن كتومًا إلى هذه الدرجة؟".
ويقول آخر: "كان متعمقًا في تحصيل العلم الديني وصاحب مواقف متشددة فكريًّا، في السابق، لكنه لم يكن جهاديًّا وأذكر المقرن جيدًا وكنت أعتبره هامشيا، ولم يكن يثير اهتمامي، وكنت أتضايق منه بسبب نزقه وعجلته، ولم أعتقد يومًا من الأيام أنه سيصبح «قائدًا» لتنظيم القاعدة في السعودية، ولم يكن هذا الشاب يعرف كيف يقرأ القرآن بشكل صحيح من دون الوقوع بأخطاء واضحة، ولا أعرف عنه أي فضول أو محبة للقراءة والاطلاع". وخرج من المدرسة في عام 1994، وتزوج وهو في سن الـ 19 وكان له ابنة واحدة وسرعان ما ترك زوجته وسافر من أجل الجهاد.
انضمامه إلى التنظيمات الجهادية
تبنى الأفكار الجهادية في بداية حياته وفي عام 1991م سافر إلى أفغانستان لمحاربة السوفيت، وكان عمره في حدود السابعة عشرة، وتلقى تدريبه في معسكرات الجهاديين في أفغانستان حتى عام 1994م وتدرب خلال هذه الفترة على كل أنواع الأسلحة، وتحول من متدرب إلى مدرب في معسكرات الأصوليين العرب هناك، وتحديدًا في معسكرات «وال» و«الفاروق»، وكان يتمتع بعلاقة قوية مع الجهاديين العرب هناك، وكان يتميز بجلافة في التعامل مع متدربيه، لدرجة أن بعض الأصوليين وصفه بـ«المقرف» بدل المقرن، وشارك في قتال ما عرفت بـ«معركة خوست» القريبة من المعسكر الذي تدرب فيه، ثم عاد إلى السعودية عام 1994م، ثم كلف من قبل القاعدة بنقل مهامه من أفغانستان إلى الجزائر للقتال مع الجبهة الإسلامية في عام 21995م، وكان يدير عمليات تهريب الأسلحة للجهاديين من إسبانيا إلى الجزائر عبر الحدود المغربية، ثم وقع في قبضة السلطات الجزائرية، لكنه نجا بأعجوبة وعاد بعدها إلى السعودية، وكان يتردد على أفغانستان أيضًا بشكل متقطع وسريع، ثم توجه بعدها إلى البوسنة والهرسك، وكان مسئولًا عن تدريب مجموعة من المقاتلين الجدد هناك في معسكرات العرب، متنقلًا بين معسكري الأصولي الجزائري «أبو المعالي»، وكان المعسكر الرسمي والرئيسي للمقاتلين العرب، ومعسكر أبو الزبير الحائلي التي كانت شبه متمردة وأكثر شراسة في القتال؟ وتشير بعض الأخبار إلى أن 8 ممن تدربوا على يده من المقاتلين العرب قتلوا في معارك البوسنة.
لم يطل المقام بالمقرن كثيرًا في البوسنة والهرسك؛ حيث رجع إلى السعودية، ليتوجه بعدها إلى اليمن، ثم توجه إلى إقليم أوغادين في إثيوبيا لينضم لمقاتلي الاتحاد الإسلامي الصومالي المطالبين باستقلال إقليم أوغادين من إثيوبيا، لكنه وقع في أسر القوات الإثيوبية في عملية مطاردة مثيرة، ثم انقطعت أخباره بعدها، وظن كثيرون من معارفه أنه قد لقي حتفه هناك، لكن تسربت أخبار اعتقاله بعد ذلك، وطالبت الحكومة السعودية به، وبالفعل تم تسليمه بعد سجنه حوالي سنتين في إثيوبيا، وسلم للحكومة السعودية التي أودعته سجن الحاير العام ومكث فيه عامين من أصل أربع سنوات، لكن بسبب حسن سلوكه وحفظه القرآن خرج في نصف المدة، وعقب خروجه سافر إلى اليمن ومنها مجددًا إلى أفغانستان مع التداعيات الأولية لأحداث 11 سبتمبر وصل إلى السعودية ووُضع على قائمة المطلوبين الأمنيين الـ19، التي أعلن عنها في 7 مايو 2003 وقائمة الـ26 التي أعلن عنها في ديسمبر 2003م وكان اسمه ثابتًا في القائمتين، وشارك في الأحداث الإرهابية التي جرت في السعودية منذ 18 مارس 2003.
العمليات التي قام بها
قام بالإعداد والتخطيط والتنفيذ للعديد من العمليات الإرهابية، من أهمها:
1- تفجيرات الرياض- السعودية.
2- هجوم ينبع- السعودية.
3- هجوم الخبر- السعودية.
4- الإشراف على عملية تفجير مجمع المحيا السكني في نوفمبر 2003.
5- عملية مجمع الواحة في الخبر في مايو 2004 والتي افتخر فيها المقرن بذبح مجموعته، ومنهم رفيقه تركي المطيري، الذي سمى نفسه «فواز النشمي» بذبحهم مجموعة من الرهائن الأجانب، وبرر المقرن استهداف منشآت متعلقة بالصناعة البترولية بأن ذلك يأتي تطبيقًا لتوجهيات أسامة بن لادن الذي ذكر اسم شركة «هاليبرتون» الأمريكية التي تولت بعض العقود في العراق.
6- تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن السعودية في مبنى من مباني حي السويدي في نوفمبر 2004م، وكان موجودًا مع عناصر من القاعدة، وأصيب فيها عامر آل مريف الشهري إصابة بليغة ليلقى حتفه بعد شهر من ذلك ويقوم المقرن ورفاقه بدفنه في إحدى صحارى الرياض.
7- عملية خطف وذبح المهندس الأمريكي بوب مارشال جونسون الذي أعلنت عنه القاعدة في 16 يونيو 2003م، وخرج ملثما بلثام أسود يمهل السلطات 72 ساعة للإفراج عن معتقلين وإخراج الأجانب وإلا قتل جونسون.
8- ويبقى السؤال: كيف تحول الشاب المتحدر من إقليم الأحساء شرق السعودية، والمهاجرة عائلته، كآلاف الأسر السعودية إلى العاصمة الرياض، من متدين ضمن ظاهرة «الصحوة» إلى مقاتل أصولي حاد ومتطرف؟
مقتله
قتل في 18 يونيو 2004م في حي الملز بالرياض، وأعلنت السعودية مقتله في 19 يونيو من نفس العام، ودفن بمقبرة المنصورية في الرياض، وأصدر تنظيم القاعدة بيانًا نعى فيه عبد العزيز المقرن.