بعد الفلوجة.. الموصل على أعتاب التحرير من قبضة "داعش"

الأحد 19/يونيو/2016 - 03:48 م
طباعة بعد الفلوجة.. الموصل
 
بعد شهر من بدء العملية العسكرية لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة "داعش" الإرهابي، نجحت القوات العراقية في السيطرة على الجزء الأكبر من المدينة، لتبدأ معركة جديدة في ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي وهي الموصل، والتي تعتبر من أصعب العمليات التي ستقوم بها القوات العراقية.

بعد الفلوجة.. الموصل
وأعلنت السلطات العراقية أن المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر أمس السبت بينما تبذل القوات العراقية جهودًا للقضاء على آخر جيوب المقاومة لتنظيم داعش في الفلوجة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال الجمعة في كلمة متلفزة مقتضبة: "لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا أحكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير خلال الساعات القادمة".
أما وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي، فقال إن قواته بدأت فجر السبت المرحلة الثانية لتحرير نينوى، وإن العملية تهدف إلى تحرير القيارة وجعلها مرتكزًا نحو الموصل.
وتضم القيارة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب الموصل مطارًا عسكريًّا مهمّا تسعى القوات الأمنية إلى السيطرة عليه لاستخدامه كمرتكز لعمليات استعادة الموصل.
ومن الواضح أن المرور إلى معركة الموصل، التي يقول الخبراء العسكريون إنها ستكون فاصلة ويجب أن يكون الإعداد لها جيّدا، هدفه إزالة الشكوك التي كانت عالقة بصورة القوات العراقية كقوات ضعيفة.
ويرى مراقبون أن البدء بالهجوم على الأماكن المؤدية إلى الموصل يؤشر إلى رغبة رئيس الوزراء حيدر العبادي والأحزاب الداعمة له في استثمار هذا النصر سياسيًّا لتأكيد تماسك حكومته وقدرتها على الاستمرار، وإسكات المطالبين بالإصلاحات في الشارع العراقي.
ويرى محللون أن خوض معركتين في نفس الوقت سيشتت جهود القوات العراقية ويربكها لإفساح المجال أمام مشاركة الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران، وإعطائها دورًا أكبر في الحرب على داعش، وعدم إيلاء أي اهتمام بالتحذيرات الصادرة عن دوائر متعددة بأن انتهاكات الحشد قد تغذي حربًا أهلية في البلاد.

بعد الفلوجة.. الموصل
وقال مراقب سياسي عراقي: "إن تمدد الحشد يهدد بحرب أهلية ليس فقط مع سنة العراق، ولكن مع قوات البيشمركة الكردية التي لن تسمح له بالاقتراب من مواقع نفوذها، وإنها لن تتوانى عن بدء مواجهة عسكرية معه إذا شعرت أن ثمة لعبة تحجيم دورها". مضيفًا أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقف إلى جانب الحشد الشعبي في حال بدأ مواجهة مع الأكراد الذين يعتبرون الحليف الأكثر قبولًا من الأمريكيين.
وفي نفس السياق قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، في إحدي مقالاتها: "إن معركة الموصل ستكون أكثر صعوبة من الفلوجة". واصفة استعادة السيطرة على الفلوجة بأنها أكبر انتصار يحققه الجيش العراقي على تنظيم داعش منذ بداية الصدام المسلح؛ لأن الفلوجة كانت معقلا للتنظيم وأول مدينة تقع بيده في يناير 2014.
وأضافت الصحيفة، أن المرحلة المقبلة للجيش العراقي ستكون إبعاد تنظيم داعش من الموصل، معتبرةً أن هذه المرحلة ستكون أصعب بكثير؛ لأن الموصل أكبر من الفلوجة بخمس مرات، وسكانها 1،5 مليون نسمة، مقابل 300 ألف نسمة في الفلوجة.
الناشط العراقي حيدر الخالدي، قال: "إن استعادة الفلوجة من قبل الجيش العراقي لا يقل أهمية عن استعادة الرمادي وتكريت، إلا أن الفلوجة كانت إحدى أهم نقاط ارتكاز التنظيم ومعقل لمؤيديه وكانت من أوائل المدن التي وقعت تحت سيطرة التنظيم في العراق؛ لذلك لتحريرها انتصار معنوي كبير على التنظيم، بكل تأكيد الخطوة القادمة للجيش العراقي ستكون باتجاه الموصل ونينوي، لكن لن تكون المعركة بالشكل التي كانت عليه في الفلوجة، فالمساحة أكبر والتنظيم أعد عدته للدفاع بشراسة عن المدينة".

بعد الفلوجة.. الموصل
ورصدت تقارير عديدة لناشطين ومراقبين لشئون التنظيم، أن التنظيم قد يلجأ لأسلوب جديد في مواجهاته العسكرية، وذلك إذا خسر جميع المدن والمناطق التي يسيطر عليها في العراق؛ حيث من المرجح أن يلجأ إلى حرب العصابات وحرب المدن لتنفيذ هجمات خاطفة والاختباء في أماكن نائية ومعزولة.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش، حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي أعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وكانت مدينة الموصل قد سقطت بين يدي التنظيم في العاشر من يونيو 2014م؛ حيث سميت معركة الموصل من قبل تنظيم داعش باسم غزوة أسد الله البيلاوي، والبيلاوي هو قائد معركة الموصل، وهو من عشيرة البوبالي قبيلة الدليم من مدينة الرمادي.

شارك