أصداء إيجابية لزيارة وزير الدفاع الروسي لدمشق.. وواشنطن تتحفظ

الأحد 19/يونيو/2016 - 08:27 م
طباعة أصداء إيجابية لزيارة
 
قوات روسية تساند
قوات روسية تساند الجيش السوري
سيطرت زيارة وزير الدفاع الروسي لدمشق على تحليلات المهتمين بالشأن السوري، فى ضوء الزيارة المفاجئة وتداعيات الموقف الأمريكي من التصعيد تجاه حكومة دمشق بزعم عدم الالتزام بشروط القوى الكبري بشأن حل الأزمة سياسيا، فى الوقت الذى التزمت فيه واشنطن الصمت تجاه هذه الزيارة منعا لاستباق الأحداث، والاكتفاء بالتنسيق مع تركيا والسعودية بشأن الخطوة القادمة فى ضوء فشل مباحثات السلام السورية.
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزير سيرجي شويجو تفقد قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، ثم التقى الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تعلن، لا في موسكو ولا في دمشق، أي تفاصيل حول ما جرى من حديث في لقاء الرئيس الأسد بوزير الدفاع الروسي شويجو.
واعتبرت أوساط مراقبة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوفد وزير دفاعه إلى سوريا، لكي يناقش مع الرئيس السوري مسائل تطرح نفسها على جدول أعمال الكرملين، وتتعلق بحل الأزمة في سوريا والجاهزية القتالية للجيش الحكومي السوري، وما يحتاجه لزيادة قوته وقدرته على قتال التنظيمات الإرهابية.
منظومة صاروخية روسية
منظومة صاروخية روسية فى قاعدة حميم
أشارت وزارة الدفاع الروسية أن شويجو استمع لتقرير أعده الفريق أول ألكسندر دفورنيكوف قائد مجموعة القوات الروسية المرابطة في سوريا، سلط فيه الضوء على الوضع الميداني وأداء الطيران الحربي الروسي هناك في استهداف مواقع الإرهابيين وبناهم التحتية، ووقف على أداء مركز التنسيق الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا.
وجاءت هذه الزيارة فور توجيه واشنطن اتهامات سافرة لدمشق بخرق نظام وقف الأعمال القتالية، الذي تم فرضها بسوريا، في فبراير من العام الجاري، وعلى خلفية التقارير التي تحدثت عن توقيع أكثر من 50 موظفا بالخارجية الأمريكية على وثيقة دعوا فيها الرئيس باراك أوباما إلى إطلاق حملة عسكرية ضد القوات الموالية لبشار الأسد.
من جانبها علقت الصحيفة الروسية "كومسومولسكايا برافدا" على زيارة شويجو المفاجأة إلى سوريا بقولها إنه ليس مستبعدا أن تعدل روسيا موقفها من مسائل تتعلق بسوريا، بعد أن يعود شويغو إلى موسكو ويطلع بوتين على نتائج زيارته إلى دمشق.
وفى هذا السياق قال الخبير الروسي سيرجي دولجوف، كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية ، أن زيارة وزير الدفاع الروسي مفاجئة بالنسبة إلى الخبراء، وذلك رغم قيامه بزيارات إلى سوريا من وقت إلى آخر، لكن هذا اللقاء مع الأسد مهم، وبالطبع هو مرتبط، من جهة بمذكرة موظفي الخارجية الأمريكية، الذين طالبوا سلطات الولايات المتحدة باتخاذ خطوات أكثر حزما ضد الجيش الحكومي السوري، ومرتبط، من جهة أخرى، بشكاوى الولايات المتحدة من أعمال القوات الجوية الفضائية الروسية".
أضاف الخبير الروسي: "أعتقد أن شويجو وصل إلى سوريا من أجل أن يحدد على الأرض ما هو مسار عمليات القوات الجوية الفضائية الروسية وما هي الأوضاع في سوريا".، والهدف الآخر لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا تمثل بتفقد سير عملية توقيع الاتفاق حول وقف إطلاق النار مع المجموعات المسلحة التي تعمل ضد قوات بشار الأسد ولا تعد في الوقت ذاته راديكالية.
طائرات روسية في قاعدة
طائرات روسية في قاعدة حميميم
وتوقف دولجوف عند التركيز الغربي الكبير على الدور الروسي في سوريا، معيدا إلى الأذهان أن وحدات "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتكون أساسا من المقاتلين الأكراد، تواصل هجومها على مدينة الرقة، أكبر معاقل تنظيم "داعش" في سوريا، وذلك بدعم من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية الأخرى.
شدد على أن هذه التطورات بالإضافة إلى التصريحات القاطعة للخارجية الأمريكية تدل بوضوح على أن "الغرب قام في سوريا بتكثيف أنشطته التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تغيير النظام الرسمي".، مشيرا إلى أن  زيارة شويجو كانت تهدف إلى استطلاع الأوضاع على الأرض ومعارضة مساعي" شركاء روسيا الغربيين.
أوضح أن تصعيد التوتر بين موسكو وواشنطن نجم أيضا عن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا البنتاغون واتهمت القوات الجوية الفضائية الروسية بتوجيه ضربات إلى مواقع مجموعات المعارضة السورية المعتدلة بمدينة التنف في 16 يونيو.
استمرار التوتر فى
استمرار التوتر فى الأراضي السورية
أشار إلى انه من الصعب الفصل بين مجموعات متطرفة وغير متطرفة عسكريا، تقع هذه المجموعات أحيانا قريبا جدا من بعضها البعض، وأحيانا المجموعة، التي وقعت الاتفاقية، وبعد هذا تقوم بخرقها وتعمل تحت اسم آخر، تشكل تحالفا مع مجموعات راديكالية، وبعد ذلك تخرج منه، وانه من المحتمل أن يتم توجيه ضربات مماثلة، ولاحظتُ عندما كنت في سوريا أن بعض المجموعات تستخدم هذا التكتيك، ويعمل أحيانا بعض القادة الميدانيين بصورة مستقلة".    
وعلى صعيد اخر أكدت وزارة الدفاع الروسية أن عسكريا روسيا قتل في سوريا أثناء قيامه بصد هجوم انتحاري على قافلة إنسانية في ريف حمص، مشيرة إلى أن الرقيب أندريه تيموشينكوف، من حرس القافلة الإنسانية التابعة لمركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا، قام بمنع وصول سيارة مفخخة يقودها انتحاري، إلى مكان توزيع المساعدات الإنسانية على السكان.
أوضحت الوزارة أن الجندي أطلق النار على السيارة وأوقفها. وعند انفجار السيارة المفخخة تعرض العسكري الروسي لإصابة بالغة ما أدى إلى وفاته متأثرا بها بعد فشل جهود الأطباء في قاعدة حميميم لإنقاذه.
يذكر أن  عدد العسكريين الروس الذين لقوا مصرعهم في سوريا منذ بدء عملية القوات الروسية في البلاد وصلوا إلى 11 شخصا

شارك