هل تضرب الانشقاقات مجددًا "التيار الصدري" وذراعه المسلح ميليشيات "سرايا السلام"؟
الثلاثاء 21/يونيو/2016 - 12:26 م
طباعة

واجه التيار الصدرى الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عدة انشقاقات سابقة خلال مرحلة ما بعد جيش المهدي الذي خاض حربًا شرسة مع قوات الاحتلال الأمريكي في عام 2004م، ولكن يعد انشقاق القيادي سعد سوار أحد قائد كتائب "سرايا السلام" التي تم تشكيلها لمواجهة تنظيم داعش مؤشرًا خطيرًا على تكرار سيناريو انشقاقات جيش المهدي.

وكشفت مصادر مقربة من "التيار الصدري" عن وقوع انشقاق من قبل أحد قادة التيار وقيامه بتكوين جماعة مسلحة جديدة مستقلة لا تخضع لقيادة كتائب "سرايا السلام" التابعة للتيار الصدري، وأن الميليشيا الجديدة أطلق عليها اسم "جيش المؤمل" وسوف تمارس نشاطها العسكري في محافظات العراق الوسطى والجنوبية بقيادة سعد سوار، الذي كان لديه خلافات سابقة مع قيادة الجناح العسكري في التيار الصدري، في مناسبات عديدة، منها المشاركة في الحرب في سوريا، وطريقة إدارة التظاهرات المطالبة بالإصلاحات التي نظمها أتباع الصدر مؤخرًا، وغيرها؛ حيث أعلن الصدر التبرؤ منه.
وأشارت إلى وجود شكوك قوية لدى قيادة التيار الصدري بوجود جهات أسهمت في هذا الانشقاق ودعمته بالمال والسلاح لإضعاف التيار، من ضمنها زعيم "دولة القانون" نوري المالكي، الذي تتسم علاقته بمقتدى الصدر بالعداء، فقد اتهمه الصدر مرارا بـ"سوء إدارة العراق" خلال فترة حكمه كرئيس وزراء لثماني سنوات أدت إلى انتشار الفساد في الدولة وظهور تنظيم "داعش" في العراق، كما سبق أن شن المالكي، من جهته، حملة عسكرية على أتباع الصدر وألقى بالمئات منهم في السجون.

وفي السياق ذاته أشار القيادي في التيار الصدري، حسين الشيباني إلى وجود الانشقاق الجديد في التيار الصدري من خلال توجيه رسالة على صفحته الشخصية "فيسبوك" لسعد سوار، جاء فيها: "سمعت خبر خروجك من التيار وتأسيس جيش خارج إطار الخط الشريف وقيادة السيد مقتدى الصدر أعزه الله، وبعد أن بحثت عن رقم تلفونك لم أحصل عليه؛ لذا أوجه كلامي من أخ ناصح لك، ومهما كان الذي ذكرته من رسالتك وتحملك العناء والإقصاء والتهميش فهو ليس مبررًا لك في الخروج عنه، فالأفضل أن تضع في حساباتك أنه هناك أشخاص يعملون على إفراغ الخط من المخلصين. وبخروجك هذا حققت النصر لهم".
وتابع الشباني: "أنت صاحب المواقف المشهودة فموقفك ضد المنشقين من أول الأمر كان موقفًا مميزًا، ويشهد له القاصي والداني، وأعتقد أنه سبب في التضييق عليك، ولعلمي أن أغلب القيادات تعاني مرض النقص في المواقف وطبعًا المواقف الحرجة. وأنت أيضًا سهلت الأمر لهم في ذلك ومهما قالوا عنك ومن الذم فلا أعتقد أن أحدًا من القيادات يخلو منها وأكثر، وأعرف أنك قليل الخالات فصبرك في هذه المواقف أحجى أما عتبك على قائدك الصدر أعزه الله فليس مبررا، فالقائد الصدر له ظروف لا نعلمها فينبغي حمله على الصحة، وما بيان القائد أنه لم يكن يأمل منك ذلك ألا وهو شاهد كلامي فقد وضعك في خانة المخلصين”.
واختتم الشباني رسالته إلى سوار: "أخي العزيز إذا لم تستطع أن تعمل داخل الخط فلا ينبغي أن تكون في خانة الأعداء ضد قائدك وابن مرجعك. وأنا كلي أمل في رسالتي أن حبك آل صدر في قلبك وعقلك. فلا تفرح الأعداء وتشمتهم بابن مرجعك وهذا لا يرضيك".
"سوار" قائد ما يسمى بـ (جيش المؤمل) والذي

يقاتل في سوريا في منطقة السيدة زينب عليها السلام قاد انشقاقه بعد خلاف شديد مع الصدر في المواقف والروئ السياسية والعسكرية، بعد أن رفض الصدر أن يقاتل أفراد جيش المهدي في سوريا فاضطر "سوار" إلى تشكيل فصيل مسلح للقيام بهذه المهمة، خصوصًا، بعد أن تأكد أن هناك الكثير من منتسبي جيش المهدي يرغبون في الدفاع عن المرقد، وأطلق سعد سوار تسمية جيش المؤمل على هذا التشكيل المسلح، وانضم لفصائل المقاومة في العراق، ثم افتتح مكتبه الجديد في مدينة الشعله ببغداد وحالياً يتحرك بين العوائل وشيوخ العشائر في مختلف مناطق بغداد؛ حيث يرغب بتوسيع تشكيلات جيش المؤمل في محافظات العراق الجنوبية والوسطى، كما أطلق على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حساب يحمل اسم "جيش المؤمل"، نشر فيه إعلان يدعو "أصحاب الغيرة العراقية ممن يرغبون في التطوع بصفوف قوات جيش المؤمل في العراق والشام التواصل مع إدارة الصفحة".

من هو سعد سوار؟
يعتبر أحد قادة جيش المهدي سابقًا في منطقة الشعلة ذات الغالبية الشيعية شمال غرب بغداد، وقد عرف بمشاركته بالتطهير الطائفي في أعوام 2006 و2007، واعتقله الجيش الأمريكي وبعد خروج قوات الأمريكية من العراق عام 2011، وأثناء عملية نقل سجناء من سجن التاجي إلى سجن الكرخ تم تسهيل مهمة هروب سعد سوار ومعه أربعة من قادة ميليشيا جيش المهدي، ليذهب مباشرة إلى إيران التي خضع فيها للتدريب وعند عودته إلى العراق في نهاية عام 2013، اعتقلته القوات الأمنية العراقية أثناء تجواله في بغداد ومشاركته المسيرات والمراسم الدينية الشيعية، حيث كانت قصة اعتقاله التي استمرت لمدة شهر واحد تدخل ضمن تصفية حسابات بين المالكي والصدر.

وانتقل "سوار" بعدها إلى سوريا في بدايات انطلاق الثورة في سوريا؛ حيث كان له مساهمة بتشكيل لواء أبي الفضل العباس، ومن ثم أسهم بتشكيل أفواج "الكفيل، والتدخل السريع" بالتسليح والمقاتلين وبعدما تقدم تنظيم داعش في العراق عاد سعد سوار إلى النشاط المسلح في العراق، واكتفى بدعم الميليشيات الشيعية في سوريا بالمقاتلين، وأسس كتيبة من مقاتلي جيش المهدي، وشارك بالمعارك الدائرة في محافظة الأنبار، خصوصًا قضاء الكرمة المجاورة لمنطقة الشعلة، وعندما سيطرت "داعش" على الموصل في 2014، أصبح سعد سوار من قيادات ميليشيا سرايا السلام.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن التيار الصدرى يواجه بعض الانشقاقات التي سوف تؤثر على كتائب "سرايا السلام" ومواجهتها لتنظيم داعش الدموي، وإن لم يكن على المدى القريب فإنه بلا شك سوف يؤثر على المدى البعيد، وربما يكون مؤشرًا خطيرًا على تكرار سيناريو انشقاقات جيش المهدي.
