استعدادا للمعركة الحاسمة.. قوات الوفاق تطلق ساعة الصفر لتحرير "سرت"
الثلاثاء 21/يونيو/2016 - 03:27 م
طباعة
مواصلة للعمليات التي تقوم بها قوات الوفاق الوطني لتحرير مدينة سرت الليبية من قبضة "داعش"، أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا اليوم الثلاثاء 21 يونيو 2016، أنها تمهد لخوض معركة حاسمة مع التنظيم الإرهابي "داعش" في المنطقة التي تحاصره فيها بسرت، مشيرة إلي أنها أحبطت محاولات متكررة للتنظيم لكسر هذا الحصار.
وقالت القوات الحكومية في بيان لها اليوم، "رغم الهدوء الظاهر على محاور القتال، إلا أن العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعدادا لمعركة الحسم"، مضيفة أن نشاطها العسكري يتركز حاليا على قصف مراكز للتنظيم الإرهابي في سرت (450 كلم شرق طرابلس) بالمدفعية الثقيلة، فيما ينفذ سلاح الطيران "طلعات بشكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية".
وكانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير لها أن القوات الحكومية نجحت في تطويق سرت من كل الجوانب، ولكن تعثر الهجوم بسبب هجمات "داعش" المضادة وخاصة العمليات الانتحارية المتكررة.
وترددت أنباء غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ليبيا قالت إن قوات البنيان المرصوص سيطرت على ميناء سرت البحري بعد مواجهات عنيفة استمرت لساعات، كما أكدت سيطرة القوات على بلدة أسواوة إحدى ضواحي شرقي مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس)، وهي بلدة تقطنها عائلات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
يذكر أنه منذ بدء الهجوم الحكومي على سرت خلفت المعارك 164 قتيلا ومئات من الجرحى في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق، دون ورود معلومات عن حصاد القتلى بين مسلحي التنظيم.
وكانت بوابة الحركات الإسلامية تناولت في تقرير سابق لها، أنه في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الحكومية، قام التنظيم الإرهابي بتنفيذ ثلاث هجمات انتحارية، استهدفت تجمعات لقوات حكومة الوفاق، جنوب شرقي مدينة سرت، وغربها.
وشددت قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي اليوم الثلاثاء على أنها تواصل "بثبات حصار فلول داعش في منطقة ضيقة داخل سرت، ورغم محاولاتهم المتكررة لايجاد ثغرة للفرار الا ان ثبات قواتنا احبط كل محاولاتهم.
وبدأت القوات الحكومية قبل أكثر من شهر عملية "البنيان المرصوص العسكرية" التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، من أيدي التنظيم الإرهابي الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.
وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم داعش سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وتقوم العناصر القتالية من التنظيم بتحصين نفسها في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية، وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى أخر مع عناصر التنظيم.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحا في البلاد إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وقتل في العملية منذ بدأها 166 عنصرا من القوات الحكومية على الأقل وأصيب أكثر من 500 بجروح بحسب مصادر طبية في مصراتة، مركز قيادة العملية العسكرية.
وفي نفس السياق قال المركز الإعلامى لعملية البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسى الليبى، أن سلاح الجو الليبى دعا خلال منشورات ألقاها فوق مدينة سرت السكان للابتعاد عن مناطق الاشتباكات، وإخلاء سرت من المدنيين.
وأضاف المركز، فى بيان له اليوم، أن قواته تواصل حصار فلول تنظيم داعش، فى منطقة ضيقة داخل سرت، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم حاولوا مرارا الفرار إلا أن ثبات قوات "البنيان المرصوص"أحبط كل محاولاتهم.
وأوضح أن قواته تواصل قصفها بالمدفعية الثقيلة لأهداف محددة بمناطق داعش، وحققت إصابات دقيقة لمخازن ذخيرة ومراكز مهمة لهم، مؤكدا أن العمل المخابراتى لجبهته يواصل نشاطه استعدادا لمعركة الحسم.
وأشار إلى أن سلاح الطيران يقوم بطلعات بشكل يومى بعضها قتالية والأخرى استطلاعية، إلى جانب القوات البحرية التى تراقب سواحل سرت.
وعلى الصعيد التعبوى، قال المركز الإعلامى، أن فريق الدعم الإلكترونى للعملية تمكن من التشويش على راديو داعش التابع للتنظيم، وإطلاق راديو البنيان لنشر الرسائل الداعمة لجبهتنا.
وعلي الصعيد الدولي، لا يزال الموقف محيرًا، ففيما يدعم المجتمع الدولي حكومة السرّاج ويرحب بانتصارات قواته في سرت، فإن مسئولي الغرب لم يخفوا رغبتهم في التعامل مع الفريق خليفة حفتر الذي يمتلك جيشاً منظماً وموالين سواء بمجلس النواب المعترف به دوليًّا، أو من خلال دعم شعبي واسع في برقة وربما في جنوب ليبيا وأجزاء من غربها أيضاً.
ويرى مراقبون أن استمرار دعم المجتمع الدولي للمجلس الرئاسي وإعلانه عن قطع اتصاله بالأجسام الأخرى قد يشير للطرف الآخر الممثل بمجلس النواب أنه يوالي طرفاً على حساب الآخر، ما ينذر بمزيد من الشقاق والخلاف واستمرار حالة الانقسام السياسي المفضي إلى تردٍّ أمني يزداد مع الوقت.
ورغم ذلك تطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.