الحكومات الليبية.. بين محاربة "داعش" وإعلان النفير العام

الأربعاء 22/يونيو/2016 - 03:05 م
طباعة الحكومات الليبية..
 
بالتزامن مع  محاربة قوات الوفاق الليبية للتنظيم الإرهابي "داعش"، تتوالي العمليات الإرهابية في ليبيا، يوما تلو الأخر، حيث هاجمت في بداية الإسبوع الجاري ميليشيات ما يعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، مراكز للجيش الليبي في مدينة أجدابيا الواقعة على بعد 150 كلم عن مدينة بنغازي، الأمر الذي دفع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى إعلان حالة النفير العام بالبلاد.

الحكومات الليبية..
الجدير بالذكر أن ميليشيات سرايا الدفاع عن بنغازي، تشكلت في مطلع الشهر الجاري، وقالت في بيان مرئي نشرته على الإنترنت إن الهدف من تشكيل هذا الفصيل المسلح نصرة مجالس الشورى في بنغازي وأجدابيا، مؤكدة أن مرجعيتها دار الإفتاء التي يرأسها المفتي المقال الصادق الغرياني.
يأتي ذلك بينما تقوم قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الليبية بمحاربة التنظيم الإرهابي "داعش" في سرت، وجاء القرار الذي اتخذه رئيس مجلس النواب الليبي باعتباره القائد الأعلى للجيش بإعلان حالة النفير العام في البلاد، خطورة الوضع الأمني الذي تمر به ليبيا مع تنامي التهديدات الإرهابية.
وتم تكليف اللواء عبدالرزاق الناظوري الذي يتولى حاليا صفة رئيس أركان الجيش الليبي، حاكما عسكريا للمنطقة الواقعة ما بين درنة و وبن جواد، حيث يخول هذا التكليف للناظوري اتخاذ قرارات إدارية وعسكرية دون الرجوع إلى القيادة العامة للجيش الليبي أو مجلس النواب. 
وتعول الأوساط الليبية على الناظوري في اتخاذ قرارات حاسمة في ظل ما تشهده البلاد من تنامي خطر التنظيمات الإرهابية، وقالت مصادر مقربة من رئاسة المجلس إن قرار عقيلة صالح جاء بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة أجدابيا بعد مشاورات أجراها صالح مع الحكومة المؤقتة بقيادة عبدالله الثني، شرق البلاد.
وكانت هاجمت ميليشيات ما يسمى سرايا الدفاع عن بنغازي، تمركزات للجيش الوطني الليبي بالمدخل الجنوبي لمدينة أجدابيا في محاولة منها للسيطرة على المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة اخرين.
وأكد الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش، العقيد أحمد المسماري، أن عناصر من تنظيم القاعدة مجهزين بأكثر من 50 آلية مصفحة ومدرعات حديثة حاولوا الهجوم على مدينة أجدابيا من جهة الطريق المؤدي إلى بلدة جالو جنوب المدينة.
الحكومات الليبية..
وقالت مصادر إعلام محلية إن هذه الميليشيات تلقت الدعم العسكري من قادة الجماعة الليبية المقاتلة التي تتبنى فكر القاعدة وعلى رأسها خالد الشريف وبعض الشخصيات داخل المجلس العسكري بمصراتة، وتتحرك بمباركة من فتاوى الصادق الغرياني. وبحسب ذات المصادر فان الميليشيات التي هاجمت جنوب أجدابيا، السبت، كانت متمركزة في مدينة الجفرة منذ فترة وجميع أفرادها سبق وأن فروا من أجدابيا وبنغازي على وقع ضربات الجيش الليبي.
ويري مراقبون أن هذه الهجمة جاءت بعد ـالخطاب الأخير للمفتي السّابق الصّادق الغرياني الذي حرض فيه على التوجه إلى الحقول النفطية ومدينة بنغازي لتحريرها، حسب وصفه.
وفي هذا السياق أعرب علي القطراني، عضو المجلس الرئاسي المقاطع، في بيان له عن تفاجئه من الهجوم الذي وصفه بـالسافر على مدينة أجدابيا من قبل جماعة إرهابية، متهما إياها بتنفيذ رغبات مفتي المؤتمر المقال الصادق الغرياني، متهما المجلس الرئاسي بمباركة الهجوم على مدينة أجدابيا، مبينا أن صمت المجلس الرئاسي على أفعال الصادق الغرياني، يجعله شريكا له.
لكن المجلس الرئاسي خرج بعدها ببيان أعرب فيه عن إدانته الشديدة، للهجوم الذي شنته ما وصفه بميليشيات مارقة خارجة عن شرعية الدولة، على مقرات وتمركزات الجيش الليبي، مؤكدا أن هذه الميليشيات جاءت لنجدة فلول الإرهابيين من تنظيم “داعش”، في مدينتي أجدابيا وبنغازي، الذين تلاشت قواهم بعد ضربات الجيش.
وحمل المجلس الرئاسي قادة تلك الميليشيات ومن يأتمر بأمرهم، كامل المسؤولية عما يحدث في مدينة أجدابيا من عمل إرهابي، داعيا قوات الجيش إلى الضرب بيد من حديد على هذه العصابات التي تسعى إلى إعادة تمكين قوى الإرهاب من الشرق الحبيب، مؤكدا أن المجلس بكافة إمكانياته، يعمل من أجل القضاء على هذه الزمرة ودحرها.
الحكومات الليبية..
وعلي الجانب الأخر، تقاتل قوات الوفاق في مدينة سرت، لاستعادة السيطرة علي المدنية الواقعة تحت قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث حققت قوات عملية "البنيان المرصوص" التي أطلقتها كتائب مصراتة التابعة لحكومة الوفاق الوطني تقدما الليلة الماضية داخل مدينة سرت معقل تنظيم داعش في ليبيا وسيطرت على مواقع استراتيجية جديدة داخل المدينة، وفقا لما قاله أحمد رواتي من المكتب الإعلامي التابع للعملية.
وقد تمكنت القوة التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية من السيطرة على محطة الإذاعة والتلفزيون في المدينة ومحطة الكهرباء وحصلت على سيطرة كاملة على إحدى المناطق الرئيسية في المدينة التي يطلق عليها اسم "شارع الـ7000" الذي اعتاد أن يستخدم فيه قناصة داعش مبانيه الشاهقة لمطاردة جنود قوة البنيان المرصوص.
والجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي داعش نجح في السيطرة علي مدينة سرت الليبية منذ مايو 2015.
 وتدور معارك عنيفة منذ أكثر من شهر بين القوات العسكرية التي شكلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنبثق عن اتفاق الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، بعد إطلاق عملية البنيان المرصوص ضد تنظيم داعش، ونجحت تلك القوات في طرد مقاتلي التنظيم من مناطق استراتيجية في سرت.
وتسعى حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل الليبية منذ وصولها لطرابلس في مارس الماضي وأنشأت العديد من غرف العمليات في محاولة لتنسيق الحملة ضد داعش في سرت.
ورغم أن حكومة الوفاق تحظي بدعم دولي كبير، إلا أنها حتي الآن لم تحصل علي ثقة مجلس النواب المعترف به دوليا في شرق البلاد.

شارك