بعد استعادة منطقة الجولان.. "داعش" يتقهقر في الفلوجة
السبت 25/يونيو/2016 - 09:04 م
طباعة
تواصل القوات العراقية، مساعيها لاستعادة مدينة الفلوجة بالكامل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث أعلنت القوات العراقية، اليوم السبت 25 يونيو 2016، تحرير حي الجولان في مدينة الفلوجة، ورفعت العلم العراقي فوق عدد من مبانيه، بعد طرد مسلحي داعش من الحي.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب محمد الكربولي في بيان مقتضب، إن فوج مغاوير الفرقه السادسة حرر حي الجولان في الفلوجة ورفع العلم العراقي فوق المركز الصحي للحي.
فيما أعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، السبت، مقتل القيادي في تنظيم داعش “أبو عبيدة الأنصاري خلال معارك حي الجولان، موضحًا أن القوات تمكنت من تطهير أكثر من 700 متر في عمق حي الجولان، وتمكنت من تكبيد الدواعش خسائر كبيرة.
وكانت القوات الأمنية العراقية، أعلنت عن رفع العالم العراقي فوق مباني منطقة الأزركية في الفلوجة، علاوة على مقتل 395 من مسلحي داعش.
ويعتبر حي الجولان هو آخر معاقل التنظيم الإرهابي في الفلوجة، حيث لجأ عناصر تنظيم داعش إلى إحراق بيوت المواطنين وبعض الممتلكات العامة.
ويري مراقبون أن التنظيم الإرهابي داعش يسعي من وراء حرق البيوت إلى محاولة توجيه اللوم والانتقاد إلى الجيش العراقي والقطعات العسكرية المشاركة في تحرير الفلوجة للنيل من سمعتها، كما يحاول إرغام الأهالي على البقاء لاستخدامهم دروعاً بشرية.
ومن جانب أخر تستمر عمليات القوات العراقية لتطهير المناطق التي حررتها من داعش، من جهته قال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إن داعش مشروع خارجي، لكن العراقيين أجهضوه بتضحياتهم.
فيما أبدي رئيس الوزراء استغربه خلال تجمع كبير لعشائر النجف من بعض وسائل الاعلام، التي "جن جنونها كلما اقترب الجيش العراقي من تحقيق النصر في الفلوجة، مشددًا على مواصلة الاصلاحات ومحاربة الفساد.
وقال العبادي "سنحاسب كل من قتل العراقيين وسفك الدماء واننا في الوقت الذي نحرر الاراضي فاننا نعيد الحياة والخدمات والاستقرار للمناطق المحررة"، مؤكداً على توصيات المرجع السيد علي السيستاني بحفظ الارواح والممتلكات.
الجدير بالذكر أن القوات العراقية كانت بدأت في مايو الماضي الاستعدادات لتحرير الفلوجة، من أيدي التنظيم الإرهابي، وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، آنذاك عن انطلاق عملية عسكرية طال انتظارها لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم "داعش"، وتم تكليف الفريق عبدالوهاب الساعدي بقيادة عملية التحرير.
وقال العبادي في هذا التوقيت: "إن عملية تحرير مدينة الفلوجة، معقل التنظيم، قد بدأت، متوعداً الدواعش بهزيمة نكراء"، لافتًا إلى أن "ساعة تحرير الفلوجة دقت، واقتربت لحظةُ الانتصار الحاسم وليس أمام داعش إلا الفرار".
وأشار في كلمة متلفزة عبر القناة الرسمية الفضائية العراقية: "نعلن لأبناء شعبنا العزيز أن علم العراق سيرتفع عالياً فوق أرض الفلوجة"، مؤكداً أن "اليوم سنمزق رايات الغرباء السود الذين اختطفوا هذه المدينة".
وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي "داعش" في يناير 2014، أي قبل ستة شهور من اجتياح التنظيم مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الفلوجة رغم أنها أول مدينة دخلها وسيطر عليها تنظيم "داعش" في يناير 2014 أي منذ أكثر من عامين، إلا أنها لم تحظ باهتمام الإعلام.
وتعد الفلوجة هي مدينة رمز قصفت خلال حرب الكويت من قبل طيران التحالف الذي أخرج الجيش العراقي من الكويت، وشهدت معارك ضارية "أدت لدمار كبير وخسائر كبيرة في الأرواح للجيش الأمريكي ناهزت المئة قتيل، كما لها رمزيتها الدينية حيث يوجد فيها أكثر من مئتي مسجد".
وكان قال المسؤول العسكري في التحالف الدولي الجنرال البريطاني دوغ شالمرز عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد إن القادة العسكريين في التحالف "فوجئوا إلى حد ما" بـ"السرعة" التي دخلت فيها القوات الحكومية إلى الفلوجة.
ولفت إلى أن تطهير المدينة من الجهاديين "سيكون أسرع بكثير مما توقعناه قبل أسابيع عدة"، ووفقا للأمم المتحدة، نزح حوالى 85 الف شخص منذ بدء العملية قبل شهر.
وعندما فرت العائلات من القتال وبعد مرور اشهر على حصار منهك ترك العديدين يتضورون جوعا، اعتقلت القوات العراقية الرجال البالغين للكشف عما اذا كانت لديهم علاقات مع التنظيم.
وما زال آلاف منهم قيد التحقيق حتى الآن ما دفع ببعض المسؤولين والجماعات الحقوقية الى ابداء قلقها حيال حالات تعذيب وانتقام طائفي ضد سكان الفلوجة السنة.
وكان أعلن المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المجموعات العاملة في جهود الاغاثة، ان المنظمات الانسانية تكافح للوصول الى الأسر الأكثر ضعفا، مضيفًا أن الحوامل والاطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الاعاقة ينهارون بسبب نفاد الخدمات الطبية وقلة المساعدات المتوفرة في المخيمات".
وتشكل خسارة الفلوجة التي تقول القوات العراقية إنها ستكون خلال أيام قليلة، ضربة كبيرة للتنظيم الإرهابي ومزيدا من التراجع في مناطق "الخلافة".
وقد بدأ التنظيم المتطرف يفقد قوته بشكل مطرد في العراق منذ العام الماضي، وأصبح تدريجيا يعتمد اكثر على مهاجمة اهداف مدنية في بغداد أو الإعلان عن هجمات كبيرة في الغرب لنشر إيديولوجيته وجذب المزيد من المجندين.