تحرير بنغازي.. بين تقدم الجيش الليبي وإنهيار "داعش"

الأحد 26/يونيو/2016 - 04:34 م
طباعة تحرير بنغازي.. بين
 
مع مساعي الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، لتحرير مدينة بنغازي الليبية من قبضة التنظيمات الإرهابية، تمكن الجيش الليبي، أمس السبت 25 يونيو 2016، من السيطرة على مناطق جديدة في محافظة بنغازي، شرق طرابلس، بعد معارك وصفت بالعنيفة مع كل من تنظيمي أنصار الشريعة المبايع للقاعدة وداعش.
تحرير بنغازي.. بين
وسقط خلال هذه المعارك أيوب التونسي، أمير تنظيم داعش في بنغازي، وكان قد تم اعتقال أيوب التونسي عام 2012 وتم تسليمه لرئاسة الأركان الليبية في ذلك الوقت، قبل أن يفرج عنه في ظروف غامضة.
وقد أكد الناطق باسم الكتيبة 21 التابعة للجيش الليبي التابع للحكومة المؤقتة مقتل أيوب التونسي، الذي يوصف بأمير تنظيم داعش الإرهابي في بنغازي، ووفق مصادر فإن "أيوب التونسي" قتل في مواجهات مع الجيش الليبي أمس الجمعة في محور قاريونس.
وقال محمد الزوي الناطق باسم كتيبة شهداء الزاوية إن الإرهابي التونسي تم اعتقاله عام 2012 في سرت، وتم تسليمه لرئاسة الأركان في ذلك الوقت، وذلك قبل الإفراج عنه في ظروف غامضة، حيث تم قتله في معارك الجيش لتحرير المحور الغربي لبنغازي.
وأضافت ذات المصادر، أن الجيش الليبي تمكن أيضا "الجمعة" من قتل "النجفي"، وهو أحد قادة داعش ببنغازي يحمل الجنسية العراقية. 
وكان قد أطلق قائد الجيش خليفة حفتر  في 16 مايو 2014، عملية عسكرية باسم الكرامة، ضد كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة، متهمًا تلك الأطراف بالوقوف وراء تردّي الوضع الأمني في بنغازي والقيام بسلسلة اغتيالات”، طالت نشطاء ومثقفين.
وتشهد مدينة بنغازي اشتباكات عنيفة في عدة محاور بين قوات الجيش الليبي بقيادة الفريق أول خليفة حفتر والوحدات المساندة له من شباب المناطق من جهة، وبين تحالف مجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمي داعش وأنصار الشريعة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها، أن قوات حفتر استطاعت بدعم من ميليشيات مسلحة خلال العامين الماضيين، السيطرة على أجزاء من مدينة بنغازي، في حين لا تزال أحياء وسط المدينة وشمالها وغربها تحت سيطرة مجلس ثوار المدينة.
وتسبب القصف الجوي والاشتباكات منذ بدء عملية الكرامة في مقتل وجرح آلاف الأشخاص، ودمار واسع بالمدينة.
وارتفعت وتيرة المعارك، بدءا من الأربعاء الماضي، بعد أن أطلق اللواء خليفة حفتر، عملية عسكرية سميت ببدر الكبرى، بهدف تحرير آخر معاقل تنظيم داعش في بنغازي.
تحرير بنغازي.. بين
وكانت كشفت بوابة الحركات الإسلامية في نفس التقرير أن هناك مصادر أكدت وجود غرفة عمليات عسكرية غربية بقيادة فرنسية بمشاركة إماراتية أردنية ذات تقنية فائقة في بنغازي لم تعرف ليبيا مثلها من قبل لدعم خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة العسكرية التي أطلقها منتصف سنة 2014 وما زال يأبى الانصياع لحكومة الوفاق الليبية التي أعلنت قبل أشهر برعاية الأمم المتحدة.
ولا يتجاوز عدد الجنود الإماراتيين 4 أفراد إلا أنهم يقومون بمهمة ذات أهمية كبيرة لقوات حفتر وهي إدارة وتشغيل منصتي الصواريخ وطائرة الكام كوبتر التي قدمتها دولة الإمارات لحفتر.
أما القوات الإيطالية التي تعتبر الأكبر عدداً مثل الفرنسية إذ تضم نحو 40 فرداً فهي تنقسم إلى مجموعتين: الأولى تقوم بتدريب قوات حفتر على استعمال مضاد للدروع ذي توجيه ذاتي ويرجح أنه نوع ميلان Milan وهذه المجموعة تبلغ حوالي 14 فرداً وتتواجد أيضاً عند خط النار، أما المجموعة الثانية وعدد أفرادها يزيد عن 20 فرداً، فيتواجدون في غرفة القيادة والتحكم ويشاركون الفريق الفرنسي في إدارتها.
وقال العقيد أحمد بشائر المسماري، المتحدث العسكري باسم القيادة العامة للجيش الليبي، تمكنت قواتنا أول أمس الجمعة من السيطرة الكاملة على منطقة قاريونس بالكامل، بعد انطلاق عملية تحرير كامل مناطق المحور الغربي لمدينة بنغازي قبل يومين.
وأضاف تم خلال يومين من العملية العسكرية السيطرة على قرية الجوازي، وشركة الجوف ومحيطها في منطقة قنفودة غرب المدينة، ومستشفى العقم في القوارشة، وأبنية تابعة لشركات صينية وتركية، ومعسكر الدرع، وقتل من كان فيه.
المسماري أشار إلي أن إعلان تحرير كامل غرب بنغازي سيتم خلال فترة زمنية قصيرة، أو ربما ساعات، بعد أن انحصرت تلك المجموعات عند بوابة القوارشة، أهم معاقلها منذ سنوات.
وحول حصيلة القتلى في صفوف عناصر الجيش، قال المتحدث العسكري خسرنا 16 عسكريًا أثناء العمليات، جميعهم قضوا نتيجة الألغام التي زرعتها الجماعات الإرهابية في المواقع التي هربت منها، وفق تعبيره.
ويري مراقبون أن هناك تحول في استراتيجية الجماعات المتشددة عبر شن ضربات منتقاة، بسيارات مفخخة في محاولة لتخفيف الضغط عنها، موضحين أن هذه الاستراتيجية ليست بجديدة فسبق وأن اعتمدها خاصة تنظيم داعش في العراق، عندما اشتد عليه الخناق من قبل القوات العراقية.
تحرير بنغازي.. بين
ويتوقع مراقبون أن يحسم الجيش الليبي قريبا المعركة لصالحه في بنغازي، ويضيف المحللون أن الجيش في حاجة أكيدة للانتصار هناك لتثبيت وزنه على الساحة الليبية، في ظل مساع من حكومة الوفاق لتقزيمه والتسويق للغرب على أنه لا يعدو أن يكون سوى مجموعة من التشكيلات العسكرية وليس جيشا قائما بحدّ ذاته.
ولقي 4 أشخاص مصرعهم على الأقل، وأصيب 14 آخرون بجروح، جراء انفجار سيارة مفخخة، في وقت متأخر من مساء الجمعة، أمام بوابة مستشفى “الجلاء” للحروق والحوادث بمدينة بنغازي.
وكان أدان منسق الأمم المتحدة الإنساني وممثل منظمة الصحة العالمية، سيد جعفر حسين، الهجمات الأخيرة التي استهدفت المرافق الصحية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، معربًا عن قلقه حيال حوادث التفجير في بنغازي، التي تشهد معارك مسلّحة منذ عام ونصف.
وحث حسين في بيان له نشرته الصفحة الرسمية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، جميع الأطراف على الامتناع عن استهداف المرافق الطبية واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لمنع وقوع ضحايا بين المرضى والعاملين. واستهدف مستشفى بنغازي الطبي (حكومي)، الشهر الماضي، أكثر من خمس مرات بالقذائف، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين.
الجدير بالذكر أن الجيش الليبي أعلن في منتصف أبريل الماضي، سيطرته الكاملة على جامعة بنغازي ومنطقة الهواري، فيما أعلن يوم 23 فبراير الماضي، السيطرة على منطقة الليثي، أهم معاقل تنظيم أنصار الشريعــة في بنغازي، وعشرة مواقع أخرى بينها ثلاثة معسكرات.
والجدير بالذكر أن حكومة الوفاق الوطني، تسلمت مهام عملها في ديسمبر 2015، حيث تم الاتفاق على إنهاء الانقسام بين الحكومتين المتنازعتين واحدة في العاصمة طرابلس والأخرى في الشرق اللتين اقتتلتا للسيطرة على البلاد وثروتها النفطية منذ 2014 بدعم من جماعات مسلحة قاتلت معاً قبل خمس سنوات للإطاحة بحكم معمر القذافي.

شارك