إيران تحول العراق لـ"محطة" لحربها العنصرية ضد جماعة مجاهدي خلق المعارضة لها

الإثنين 27/يونيو/2016 - 12:35 م
طباعة إيران تحول العراق
 
لا تتوقف إيران الشيعية عن الاستفادة من نفوذها داخل الأراضي العراقية في تحقيق مصالحها الخارجية والداخلية وضرب المعارضة السُّنية المعارضة لها، وعلى رأسها جماعة مجاهدي خلق واستخدام بغداد كـ "محطة" لحربها العنصرية ضدها من خلال نقل المعارك إلى خارج حدودها، وقصف كردستان العراق التي تتمركز بها جماعة مجاهدي خلق؛ ولذلك فقد وجهت قوتها العسكرية إلى قصف مناطق في شمال العراق بالمدافعية، مما أدى لإصابة 5 أشخاص بجراح بينهم 3 أطفال ونشوب الحرائق في الأماكن التي يتواجد بها معارضيها .
إيران تحول العراق
وقالت شبكة "روداوو" الإعلامية: إن منطقتي "الحاج عمران" و"سيدكان" التابعتان لإقليم كردستان العراق تعرضتا صباح أمس الأحد 26-6-2016م لقصف مدفعي إيراني، وذلك بذريعة وجود مقرات لأحزاب كردية إيرانية معارضة للنظام الحاكم ليكشف "ناظم دباغ" ممثل حكومة إقليم "كردستان العراق" في إيران عن الأمر، قائلًا: إن مسؤولين إيرانيين قالوا إنه "طالما أن هناك نشاطات للبيشمركة على الحدود، فإنهم سيستمرون بقصف أراضي إقليم كوردستان وأنه بحسب الاتفاقية المبرمة بين "إقليم كوردستان" وأحزاب كوردستان إيران، والجمهوية الإسلامية، فإن من غير المسموح القيام بنشاطات عسكرية من داخل أراضي إقليم كوردستان ضد إيران، وفي نفس الوقت لا يسمح لإيران أن تقصف أراضي إقليم كوردستان والمسؤولون الإيرانيون يقولون: لماذا يسكتون على القصف التركي لأراضي إقليم كوردستان، في حين يبدون عدم رضاهم من القصف الإيراني؟".
هذا في الوقت الذي استمرت فيه المعارك اليوم 27-6-2016م على حدود إيران الغربية بين قوات ميليشيا "الحرس الثوري" الإيرانية والأحزاب الكردية المعارضة؛ حيث وصلت المعارك إلى مهاباد العاصمة القومية للأكراد، وأعلن الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني" عن تجدد الاشتباكات بين مقاتليه و"الحرس الثوري" الإيراني في مناطق متفرقة من مدينتي مريوان ومهاباد في شمال غرب إيران. في حين كثف النظام الإيرانيى من قصفه للمدن والبلدات الكردية بالمدفعية الثقيلة، وواصل عمليات اعتقال المدنيين وهدم القرى وبحسب شهود عيان من سكان تلك المناطق، فإن الحرس الثوري تكبد خلال معارك اليومين الماضيين خسائر كبيرة في العدد والعدة؛ حيث إن سيارات الإسعاف باشرت بنقل قتلى الحرس الثوري إلى مستشفيات المدينة. 
إيران تحول العراق
واعتبر الشيخ كاظم العنيزان رئيس تجمع العشائر في جنوب العراق القصف المدفعي للمناطق الحدودية في إقليم كردستان من قبل نظام الملالي الحاكم في إيران انتهاكاً لسيادة العراق، وأعرب عن استنكاره له قائلًا: "لليوم الرابع على التوالي وهو الأمر الذي يؤكد على أن النظام الإيراني يريد تركيع الحكومة العراقية وجعل الحكومة العراقية تسير في فلك السلطات الإيرانية وهو الأمر الذي اعتبره محسومًا لدى القوى السياسية المرتبطة بالنظام الإيراني، فالنظام الإيراني انتهك الحدود العراقية لعدة مرات وآخرها يوم أمس على مخفر الشلامجة الحدودي وقصف ضباط المخفر، وتجدد قصفه يومياً على مناطق كردستان، والنظام الإيراني دائماً لديه رغبة في التوسع على حساب الاراضي العراقية، على حساب القرى العراقية الحدودية ويتجاوز ويعمل خروقات دائماً في مناطق مندلي، في مناطق بدرة وجصان ومناطق الشيب في العمارة في مناطق مجنون الغنية بالنفط وعلى المناطق المتآخمة لمحافظة البصرة. 
إيران تحول العراق
وتابع أن الأهداف السياسية التي تقف وراء القصف الإيراني لهذه القرى العراقية هو غلق معسكر مجاهدي خلق، فالنظام الإيراني لديه مطامع كبيرة بالأراضي العراقية، ولن تقف هذه التجاوزات، وأنه يريد أن يأخذ أراضي عراقية جديدة، ويأخذ بمناطق الأهوار التي بين محافظة ميسان والهويزة ولديه مطامع كبيرة بأهوار العراق وفي نهر شط العرب وفي حدود العراق والقرى المجاورة، وأن القصف المدفعي له طال أيضًا قرية جومرسي في قضاء بنجوين. 
 فيما ذكرت صحيفة هوال "أن إيران ستقبل بدخول مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى إقليم كردستان إذا ما جرت عملية إخراج "مجاهدي خلق" من العراق، وأن إيران طلبت من قادة التحالف الوطني العراقي أن يعملوا على طرد "مجاهدي خلق" من العراق، مقابل موافقتها على دخول مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي إلى أراضي إقليم كردستان العراق، وأن قياديين في دولة القانون يعتقدون أن دخول آلاف المقاتلين من حزب العمال إلى العراق يشكل خطرًا على أمن واستقرار البلد، طالبين من قادة الإقليم عدم القبول بتوفير مأوى لمقاتلي الحزب، فيما أشار المصدر إلى أن طلبات دولة القانون هذه تقع تحت ضغط إيران.
إيران تحول العراق
يُذكر أن إيران تلح، منذ زوال النظام العراقي السابق، على طرد مجاهدي خلق من العراق، رغم أنهم يعرفون أن هذه المنظمة لم تعد تشكل خطراً على نظامها السياسي أو أوضاعهم الأمنية، ويعرفون أنها لم تعد في حالة قوية تسمح للأمريكيين بالتعويل عليها في صراعاتهم مع طهران، لكن السرّ في إلحاحها يعود إلى أن طهران تريد استثمار طرد مجاهدي خلق في اتجاه الحصول على مكسب سياسي يساعدها في تحقيق عدة أهداف:
أولاً: الحد من عزلتها الداخلية والإقليمية والدولية الراهنة عبر الإيحاء إلى مواطنيها في الداخل بأنه لا مستقبل لأي أمل يعقدونه على أمريكا أو أي اعتماد على التعاون معها، فالمصير الذي آلت إليه منظمة مجاهدي خلق في العراق خير دليل على بطلان أي أمل كهذا. 
ثانيًا: الإيحاء إلى العالمين العربي والإسلامي بأنها لا تزال تمتلك قدرة كبيرة على المقاومة وتسجيل الانتصارات السياسية على الأرض وتفتيت أعدائها. 
ثالثًا: تريد إيران أن يمنحها غلق معسكر أشرف في العراق مكسباً سياسياً لافتاً يعينها في ظرفها الإقليمي والدولي الصعب.
إيران تحول العراق
مما سبق نستطيع التأكيد على أن إيران لن تتوقف عن الاستفادة من نفوذها داخل الأراضي العراقية في تحقيق مصالحها الخارجية والداخلية، وضرب المعارضة السُّنية المعارضة لها، وعلى رأسها جماعة مجاهدي خلق واستخدام بغداد كـ "محطة" لحربها العنصرية ضدها، من خلال نقل المعارك إلى خارج حدودها، وقصف كردستان العراق التي تتمركز بها جماعة مجاهدي خلق.

شارك