رجل دين مسيحي :عالم الارهاب اليوم يشوّه صورة الاسلام الحقيقي وزمن العقل والنورانية فيه
الثلاثاء 28/يونيو/2016 - 04:53 م
طباعة

مع “الهجمة الإرهابية” التي تعرّضت لها القاع امس الإثنين 27 يونيو 2016وسقوط عدد من الشهداء، رفع الجيش اللبناني حال التأهب في المنطقة ودهم مخيمات للنازحين في المنطقة وأوقف زهاء 103 سوريين.
كذلك، فقد استنفر الاهالي، وعمدوا إلى حمل السلاح في مواجهة أي خطر قد يتهدّد بلدتهم، ومن بين هؤلاء، نساء، حملن الرشاشات، وفي قلوبهن حزن على من استشهد، وعزم على حماية من بقي.كما اعادت تفجيرات القاع في لبنان ثورة الغضب ضد الارهابين من الكتاب والمفكريين اللبنانين وكانت من اكثر المقالات تدولا مقالة الاب جورج مسوح التي اشتهرت بعوان " اف لكم ايها التكفيريون " وعلق عليها الاب يوسف مونّس فائلا قرأت للأب جورج مسوح في مقالة قيمة، عن التكفيريين في جريدة “النهار” بعنوان “أف لكم ايها التكفيريون!” وأرى ان المعضلة الكبرى عند هذا النوع من الفكر التكفيري هو قتل الآخر من دون اعطائه حرية الاختلاف والغيرية وامتلاك الحق المقدس لهم وحدهم أي اعدام الآخر بفعل “قاييني” او نهشه ونحره بفعل “ذئبي” كما يقول هوبس الانسان ذئب للانسان، او كما يقول هيجل Hegel الانسان شهوة لقتل الآخر وإلغائه. او وأد العقل في مقولة لاهوتية فقهية واحدة تشرّع لنفسها معايير الحق والباطل والقداسة والنجاسة، وتجلس في عرش الألوهية تكتب شرائع الحلال والحرام وتجعل الله مصدر جرائمها، وهو منها براء.
أنا لا أؤمن بإله يسمح بقتل الأبرياء، ولو لم يؤمنوا به فهو خلقهم وأحبهم وهو وحده له حق الدينونة والثواب والعقاب. هو محبة وعدل ورحمة انه رحمن رحيم. هؤلاء “الوحوش” الجدد بحسب سفر الرؤيا يسيئون الى الله، وهم الى الجحيم ذاهبون، لأنهم يستبيحون دماء الابرياء ويرتكبون المآثم والمجازر باسم الله، وهو براء من هؤلاء الأبالسة الجدد الذين يقرأون في فكر الله بطريقة خرافية منحرفة معلنين ايمانهم بالله قاتل ومجرم. فالملحدون احسن منهم وافضل منهم، لأنهم لا ينسبون الى الله خطاياهم وشرهم، ولم يجعلوا الله على صورتهم ومثالهم، بل تبعوا ايديولوجيتهم، فلا سماء عندهم، ولا جحيم، ولم يجلسوا على عرشه ليحكموا بالانابة عنه
هذا الليل الأسود الذي يعبر فيه عالم المسلمين اليوم يشوّه صورة الاسلام الحقيقي وزمن العقل والنورانية فيه، واختلطت فيه الرذيلة والجنس والمقدس و”النحر” و”النكاح” بكل العقد الجنسية وكبت العواطف الانسانية وقتل جمال التصوّف والاشراق امام البهاء الإلهي فطغت “دلغانية” الانسان على “الحس الألوهي” فيه. وتأله جسدانيته بدل الغرق في حيوانيته ولزاجته الملتصقة كالغراء “ليبيدنيي”. فهو زهرة “النينوفار” تنبت حتى في المستنقعات. وهو كائن المدى الشمسي النسري الذاهب الى الرياح والعواصف والأزل والأفق البعيد وليس كائن الالتصاق اللزج بقعر الوحل بترابيته ومعطوبيته وفنائه وعدميته مسحور بالجمال الإلهي اللامتناهي. نرقب المخلّص والخلاص ونصلّي متى تشق السماوات وتنزل ومن عمق أعماق الظلام ندعوك يا رب الأنام لتعيد الى الشرق، شرق القلب والعقل والجمال والحب فيه.
وجاء بمقالة الاب مسوح
التكفيريون جعلوا الله على صورتهم ومثالهم. على صورة خطاياهم وآثامهم ورذائلهم. على صورة كراهيتهم وبغضهم ودمويتهم. شوّهوه. مسخوه. جعلوه سفّاحاً، جزّاراً، قتّالاً، ذبّاحاً، مجرماً، جلاّداً، سيّافاً، قطّاعاً للرؤوس، بتّاراً للأعضاء.
التكفيريون جلسوا على عرشه. حكموا بالإنابة عنه. نصّبوا أنفسهم ناطقين حصريين باسمه. دانوا عباده. أرسلوهم إلى الجحيم. احتكروا لأنفسهم السماء والأرض. أقفلوا أبواب الجنّة والملكوت أمام أحبّائه. صادروا فردوسه. أسروه في نطاقهم المذهبي والطائفي.
التكفيريون يسيئون إلى الله أكثر ممّا يسيء إليه الملحدون. فالملحدون يقولون جهاراً إنّهم لا يؤمنون بالله ولا ينتمون إلى أيّ ديانة من ديانات الأرض، وهم تالياً لا يقولون إنّهم يرتكبون جرائمهم باسم الله بل باسم إيديولوجياتهم أو أحزابهم. أما التكفيريون فيزعمون أنّهم يؤمنون بالله ويسلكون بمقتضى أوامره ونواهيه، فيما هم لا يتبعون سوى قراءتهم المشوّهة وفهمهم المنحرف لوصايا الله وأحكامه.
تكمن الإساءة إلى الله في أن التكفيريّين ينسبون جرائمهم إليه عزّ وجلّ. يقولون إنهم باسم الله يقتلون الأبرياء، ويستبيحون الدماء، ويرتكبون المجازر، ويفخخون السيارات في الأحياء الآمنة وفي أماكن العبادة... من هنا تصبح الإساءة إساءتين، الأولى في الجريمة المرتكبة، والثانية في تبرئة الذات ونسبها إلى الله.
يصحّ في التكفيريين قول النبي إبرهيم الخليل لأبيه آزر ولقومه حين رآهم يعكفون على عبادة الأوثان: "ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون" (القرآن، سورة الأنبياء، 52). التكفيريون لا يعبدون الله، يعبدون أصنامهم التي صنعوها بأيديهم. لذلك، يصحّ فيهم أيضاً قول إبرهيم لقومه: "أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم. أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون" (سورة الأنبياء، 66-67).
أفّ لكم، أيها التكفيريون، عبدة الأوثان، وسجَدة الشياطين. أفّ لكم، لأن ما تعبدونه لن ينفعكم شيئاً، لكنّه سيضرّكم بلا أدنى شك. فإذا كانت أصنام قوم إبرهيم "لا تنفعهم شيئاً ولا تضرّهم"، فذلك لأنّهم لم ينسبوا أهواءهم إلى الله، فيما التكفيريون ستضرّهم أعمالهم لأنّهم يلصقونها بالله البريء منها إلى يوم الدين.
أفّ لكم، لأنّكم لستم المقصودين بالآية القرآنيّة: "ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (سورة آل عمران، 104). بل ربّما تصحّ فيهم الآية: "المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إنّ المنافقين هم الفاسقون" (سورة التوبة، 67).
أفّ لكم، أيها التكفيريون. فأين الخير في ما ترتكبونه بحقّ الله والبشر؟ وأين المعروف الذي تفعلونه وتدعوننا إليه؟ وكيف ستنهوننا عن المنكر وأنتم توغلون في دروبه؟ لن تفلحوا، بإذن الله، لأنّكم لا تمثّلون أمّة الرحمة والخير. التكفيريون هم من يذبحون راهباً كبوشياً في سوريا هو فرنسوا مراد… التكفيريون هم من يضربون رولا يعقوب حتى الموت… التكفيريون يحاولون ذبح رجل أحب فتاة من غير دينه…ألتكفيريون هم من يقتلون إنساناً حراً، يختار من يحب ويحترم، ألتكفيريون هم من يحلّلون الزنى والفحشاء ويزوّجون ابنة 11 سنة…