كذب الإخوان بعد تضحية تركيا بحماس من أجل التطبيع مع إسرائيل

الأربعاء 29/يونيو/2016 - 01:25 م
طباعة كذب الإخوان بعد تضحية
 
كثيرًا ما نسمع من الإخوان المسلمين شعار "على القدس رايحين بالملايين" من قبل ثورة 25 يناير 2011، وما بعدها، وحينما تولى المعزول مرسي رئاسة البلاد تعهد بحفظ أمن إسرائيل وسريان الاتفاقيات المنعقدة معها دون مراجع، وأرسل خطاب للكيان الصهيوني بادئًا بصديقي بيريز، فهل ننسى هذا، أم أن لعبة الإخوان دومًا ما تذكرنا بما يقومون به من تغيير جلودهم بين الحين والآخر، فها هم الذين يتهمون القيادة المصرية بالتطبيع مع إسرائيل يرحبون بتطبيع أردوغان مع الكيان الصهيوني ويعدونه خطوة لصالح الفلسطينيين، وأنه تخفيف للحصار، بينما عارضوا كل المعارضة مساعي الدولة المصرية للتوفيق بين الفصائل الفلسطينية، فقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن ترحيبها بما وصفته مساعي الدولة التركية لتخفيف الحصار عن غزة، مؤكدة أن "هذا هو موقف الشعب التركي والحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان من البداية".
جاء ذلك في بيان لها، أمس الثلاثاء 28 يونيو 2016، تعليقًا على اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد سنوات من القطيعة.
وأكدت جماعة الإخوان أن "الحصار المفروض من المحتل الصهيوني تشارك فيه سلطة الانقلاب الجاثمة على صدر وطننا مصر وتقدم للمحتل الصهيوني دعمًا مطلقًا، والتي لا تعبر عن رأي أو اتجاه الشعب المصري تجاه إخوانه المحاصرين بغزة أو عن دعمه للقضية الفلسطينية".
وقالت إن "سلطة الانقلاب بقيادة السيسي دأبت منذ الانقلاب العسكري على إظهار التأييد الكامل للكيان الصهيوني، وهو ما يتعارض تمامًا مع فهم وعقيدة الشعب المصري وتوجهه ضد المحتل الصهيوني الذي قتل من أبناء وطننا الكثير، والذي لا يزال يقتل ويحاصر إخواننا في فلسطين".
وذكرت "الإخوان" أن أي جهد لفك الحصار عن غزة هو جهد مشكور، مضيفة: "نتطلع إلى مزيد من العمل من أجل إنهاء الحصار بشكل كامل واسترداد كافة الحقوق الفلسطينية بإذن الله تعالى، وأن ينتهي هذا الكابوس في مصر لتحتل مصر مكانتها المناسبة في دعمها لقضايا الشعوب العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".
وكانت أنقرة وتل أبيب توصلتا إلى اتفاق لتطبيع علاقاتهما بعد خلاف استمر ستة أعوام بسبب الهجوم الإسرائيلي المسلح على "أسطول الحرية"، والذي راح ضحيته 10 من الناشطين الأتراك.
ويسمح الاتفاق الجديد لتركيا بجلب مساعدات الإغاثة إلى قطاع غزة، فضلًا عن الاستثمار في مشاريع تطوير في القطاع، ومن ضمنها المباني السكنية ومستشفى ومحطة للطاقة الكهربائية ومحطة لتصفية مياه الشرب.
كذب الإخوان بعد تضحية
وبالمقابل وافقت تركيا على تمرير تشريع يحمي القوات الإسرائيلية من الملاحقة القضائية بشأن حادثة السفينة "مافي مرمرة"، ويمنع أي عمل عسكري أو جمع أموال لدعم ناشطي حماس في تركيا، بحسب ما نشرته بعض وسائل الإعلام.
وستدفع إسرائيل بموجب الاتفاق لتركيا تعويضات قدرها 20 مليون دولار عن الهجوم الذي شنته قواتها الخاصة على أسطول صغير من السفن التي تحمل مواد إغاثة وناشطين مؤيدين لغزة.
وهذا ما يروجه الإعلام الإخواني للوقوف بجوار أردوغان الذي سمح لقياداتهم بالهروب إلى بلاده من الملاحقات الأمنية المصرية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى محاولة خداع القواعد الإخوانية بأن ما تم التوصل له من اتفاق تركي إسرائيلي في صالح القضية الفلسطينية ولكن ما لم يقُله بيان الإخوان نوضحه هنا حول هذا الاتفاق الذي يضيع حق الفلسطينيين، ويضمن الأمن للجانب الإسرائيلي؛ حيث تضمن الاتفاق ثماني نقاط رئيسية تشير بوضوح أن تركيا ضحت بحركة حماس لإنجاز الاتفاق الذي تحتاجه تركيا وسط الأزمات المحيطة بها.
وجرى الاحتفال بالاتفاق وعودة العلاقات، التي توترت ولم تنقطع، خلال حفل عشاء على شرف عضوة الكنيست الإسرائيلي عن حزب الاتحاد الصهيوني كسينيا سفيتلوفا التي وصلت السبت إلى اسطنبول في زيارة رسمية.
ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أهم ثماني نقاط من الاتفاق الذي تم بين الأتراك والإسرائيليين، وهي كالتالي:
كذب الإخوان بعد تضحية
1- تتعهد إسرائيل و تركيا بالعودة إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، بما في ذلك تبادل السفراء والزيارات الرسمية المتبادلة والتعهد بعدم العمل ضد بعضهما البعض في المحافل الدولية، مثل الأمم المتحدة وحلف الناتو .
2- سحب تركيا لشرط رفع الحصار عن قطاع غزة لتطبيع العلاقات، وموافقة إسرائيل على إدخال مساعدات إنسانية لغزة عبر ميناء أشدود الصهيوني برعاية الجيش الإسرائيلي، والسماح ببناء تركيا لمستشفى جديد في غزة .
3- الاتفاق لا يتضمن أي بنود بخصوص الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال والأسرى الصهاينة لدى حماس .
4- تقوم إسرائيل بدفع 21 مليون دولار كتعويضات لعائلات ضحايا سفينة مرمرة التركية .
5- تتعهد تركيا بسحب القضية المرفوعة ضد ضباط بالجيش الإسرائيلي في محكمة اسطنبول فيما يتعلق بالمسئولية عن حادثة مرمرة .
6- تتعهد تركيا بعدم السماح للفلسطينيين بتنفيذ أي أعمال عدائية ضد إسرائيل انطلاقا من تركيا، وتتنازل إسرائيل عن شرط طرد ممثلي حركة حماس من تركيا .
7- عودة التعاون و التبادل الاستخباري والأمني والعسكري بين البلدين .
8- البدء بمحادثات رسمية لإنشاء خط غاز احتياطي لإسرائيل يمر بالبحر المتوسط و يمر عبر الأراضي التركية؛ حيث تتولى الحكومة التركية بيعه لأوروبا بالاتفاق مع حكومة إسرائيل .
وبحسب رويترز قال مسئول إسرائيلي كبير: إن إسرائيل وتركيا توصلتا يوم الأحد 26 يونيو 2016، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما ما ينهي ستة أعوام من الشقاق بسبب قتل البحرية الإسرائيلية لعشرة نشطاء أتراك مؤيدين للفلسطينيين حاولوا كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة عام 2010.
وفي محاولة لتلافي ردود الافعال جراء ذلك الاتفاق الذي جرى التضحية بحماس من خلاله قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أغلو: "إن "المفاوضات مستمرة" مع إسرائيل بخصوص تطبيع العلاقات بين البلدين". مؤكدَا أن ذلك لن يعني أن تصمّ تركيا آذانها عن ظلم الفلسطينيين. بحسب وكالة الأناضول التركية.

شارك