داعش علي خطى الامبرطورية العثمانية في ابادة اقليات الشرق ..تاريخ الدم المعاد

الأربعاء 29/يونيو/2016 - 04:13 م
طباعة داعش علي خطى الامبرطورية
 
هل يقوم تنظيم داعش باستكمال الابادة التي قامت بها الامبرطورية العثمانية سؤال طرحته المناقشات المتفاعلة لمؤسسات حقوق الانسان فهل يعيد التاريخ نفسه مجددا؟ فقد  قدّمت لجنة التحقيق المعنية بسوريا تقريرها المعنون “أتوا ليدمروا: جرائم داعش بحق الإيزيديين” (15 يونيو 2015)، أكدت أن تنظيم داعش مسؤول عن ارتكاب إبادة بحق الإيزيديين، داعية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إحالة هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، “أو تأسيس محكمة مخصصة ذات سلطة قضائية جغرافية وزمنية مناسبة”.
وفيما أثنت بعض الدول والمنظمات غير الحكومية على تقرير لجنة التحقيق المعنية بسوريا، أشارت إلى أن ضحايا الإبادة لم يقتصروا على الإيزيديين فقط. على سبيل المثال، ذكر المركز الأوروبي للقانون والعدالة أن داعش ارتكب إبادة بحق الإيزيديين، لكنه دعا أيضاً مجلس حقوق الإنسان إلى الاعتراف بأن الآراميين وأفراد أقليات إتنية ودينية أخرى يقعون أيضاً ضحية هذه الإبادة عينها. وقال مدير المركز، السيد غريغور بوبينك، أن “الجرائم المرتكبة على يد داعش هي تكملة لتقليد محلي قائم على اضطهاد الأقليات، بما في ذلك المجزرة التي ارتكبت سنة 1915 بحق الأرمن والآراميين واليونانيين”.
بدوره، قدّم الاتحاد السرياني العالمي البيان الذي سننشره أدناه مشدداً على أن الأعمال الوحشية المرتكبة ضد الآراميين تبلغ حدّ الإبادة. وبعد الاستشارات الخاصة مع السيد باولو بينييرو، رئيس لجنة التحقيق، وفريقه، علِم وفد الاتحاد السرياني العالمي أن لجنة التحقيق ترغب في تلقي المزيد من المعلومات عن الجرائم المرتكبة من قبل داعش بحق الآراميين السوريين. لكن السيد بينييرو أوضح: “لجنة التحقيق لا تعتمد على تقارير خارجية لنتائجها. نبني استنتاجاتنا فقط على تحقيقاتنا ومقابلاتنا الخاصة مع الضحايا. نكون ممتنين لكم إذا عرّفتمونا على ضحايا جرائم ارتكبها تنظيم داعش بحق مسيحيين آراميين لنجري مقابلة معهم”.
فوعد الاتحاد السرياني العالمي بالاستمرار في التعاون مع لجنة التحقيق المعنية بسوريا، وتزويد هذه اللجنة المستقلة بكافة المعلومات الضرورية لتحقيقاتها المستمرة، لكيما يُعترف بالإبادة التي ارتكبت بحق الإيزيديين والآراميين والجماعات الإتنية والدينية الضعيفة الأخرى.
المسيحيون الآراميون السوريون قاسوا إبادة على يد داعش شأنهم شأن الإيزيديين وأقليات أخرى
كلمة الاتحاد السرياني العالمي، الرئيس جوني ميسو
من المنصف وحتى الضروري أن تكون الأقليات الإتنية والدينية الضعيفة في سوريا قد أوليت اهتماماً أكبر سنة 2016. اتضح ذلك عندما أقنعت الأدلة الدامغة العلماء بالإبادة الجماعية وبرلمانات الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي ومجلس النواب الأميركي ومجلس العموم البريطاني وزعماء العالم، بالاعتراف بصورة لا لبس فيها بأن داعش مسؤول عن الإبادة بحق الإيزيديين والمسيحيين (بخاصة الآراميين) وأقليات ضعيفة أخرى.
ينبغي الآن على الدول الأعضاء أن تقبل بالمسؤولية المشتركة لاتخاذ كافة التدابير الضرورية لمعاقبة ومنع أعمال الإبادة المستمرة، والجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات قوانين الحرب التي يجب أن تحمي المدنيين من أعمال العنف المتعمدة.
لذلك، نحث لجنة التحقيق المعنية بسوريا ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اعتماد قرار متوازن تماماً بشأن الوضع في سوريا من خلال الاعتراف بأن داعش ارتكب أيضاً إبادة بحق سكان سوريا الآراميين مثلما فعل مع أقليات إتنية ودينية مستهدفة أخرى. فالأحداث الأخيرة تثبت مجدداً نية القضاء على هذه الجماعة الإتنية والدينية واللغوية المتميزة.
على سبيل المثال، فجّر إرهابي نفسه يوم الأحد الفائت في بلدة القامشلي الواقعة شمال شرق سوريا في محاولة فاشلة لاغتيال البطريرك الأرثوذكسي السرياني ومئات الآراميين الأبرياء، فقتل آراميَّين وتسبب بجرح خمسة آخرين. وقد تم التخطيط للقيام بهذا الاعتداء الذي أُحبط، عقب الاحتفال بعيد العنصرة وخلال إحياء ذكرى الإبادة العثمانية التي حصلت إبان الحرب العالمية الأولى ولم يُعترف بها بعد، عندما أبيد 70% من الشعب الآرامي من وطنهم التاريخي في منطقة القامشلي عينها التي تأسست سنة 1926 على أيدي الآراميين الذين يتعرض وجودهم حالياً للتهديد من قبل قوات وحدات حماية الشعب الكردية.
ينبغي على الأسرة الدولية أن تتخذ تدابير طارئة من أجل حماية الفسيفساء الإتنية والدينية واللغوية التي تختفي بسرعة في الشرق الأوسط. ويجب ألا يكون تأمين المساعدة الإنسانية والتنموية للأقليات المُهمَلة مجرد تفكير بل واجباً.
فمن دون طلب طارئ للعمل الفوري الآن، سيكون الأوان قد فات غداً.

شارك