بعد زيارتها لموسكو.. هل تنجح الوفاق في إقناع روسيا بقواتها في ليبيا؟
الخميس 30/يونيو/2016 - 05:05 م
طباعة
في الوقت الذى أبدت روسيا استعدادها، للتدخل بجانب الجيش الليبي، فى مواجهة التنظيم الإرهابي "داعش"، وكذلك نجاح القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في فتح قنوات اتصال مع موسكو في الفترة الأخيرة لدعم قواته في حربها ضدّ الإرهاب وتثبيت دورها في المشهد الليبي، قال عضو مجلس النواب الليبي أبو بكر بعيرة إن حفتر يقود عملية الحرب ضد الإرهاب في شرق ليبيا منذ عامين والغرب لا يريد أن يدعمه.
وأضاف بعيرة أن الغرب لم يتخذ من حفتر موقفا واضحا؛ فكان لابد أن يبحث عن شريك غير الغرب، لأن الغرب على العكس يدعم الميليشيات في غرب ليبيا، وفكرة زيارة روسيا كانت مطروحة من عام ولكنها تأخرت والسلاح الليبي مبني على التقنية الروسية، مشيرًا إلى أن زيارة نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني، أحمد معيتيق، إلى موسكو كانت محاولة لإقناع الروس بأن هناك جيشا آخر في غرب ليبيا يحتاج إلى دعم، مؤكدًا أن الأزمة الليبية تحتاج إلى جلوس الأطراف الثلاثة حول مائدة واحدة، البرلمان الليبي والمجلس الرئاسي والجيش الوطني، وإن كانت موسكو تريد أن يكون لها هذا الدور، فيجب عليها دعم الجيش الوطني في محاربة الإرهاب كما فعلت في سوريا وهذا ما نتوقعه ونأمله من الجانب الروسي.
والجدير بالذكر أن معيتيق أنهي زيارة لروسيا مساء أمس الأربعاء بعد مشاورات شهدتها لقاءاته بمسوؤلين من روسيا.
وبحسب منشور لمعيتيق على حسابه في "فيسبوك" فإن زيارته جاءت "تلبية للدعوة التي وجهت للمجلس الرئاسي في إطار التعاون المشترك وتأكيدا على العلاقات الليبية الروسية"، مشيرا إلى أنه التقى خلال الزيارة بكل من لوكيانوف يفجيني نائب رئيس مجلس الأمن القومي و ميكائيل بوجدانوف وكيل وزارة الخارجية للدول العربية والإفريقية، حيث جدد المسؤولون الروس على "دعم بلادهم للاتفاق السياسي وحكومة الوفاق الوطني كونها شريكا مهما".
وجاءت زيارة معيتيق بعد زيارة رسمية قام بها قائد الجيش الفريق خليفة حفتر يوم الاثنين الماضي، حيث أعرب السفير الروسي في طرابلس إيفان مولوتكوف في تصريحات صحافية تعليقا على زيارة حفتر، عن تطلع بلاده لرفع الحظر عن توريد السلاح إلى ليبيا لتقوم بتزويد الجيش الليبي بالأسلحة.
ويذكر أنه في 16 مايو 2014، أطلق القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر عملية عسكرية باسم الكرامة، ضد تنظيم أنصار الشريعة وجماعات متشددة أخرى، متهما تلك الجماعات بالوقوف وراء تردي الوضع الأمني في بنغازي والقيام بسلسلة اغتيالات.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن هناك مراقبون يروا أن زيارة حفتر إلى موسكو تأتي نتيجة الحظر المفروض على ليبيا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث لا يوجد طيران مباشر بين ليبيا وبين تلك الدول.
ويؤكد مراقبون أن السلاح في الجيش الليبي يأتي دوما من روسيا، وأن الخبرات العسكرية لدى الجيش الليبي أتت على أيدى الخبراء الروس، إلى جانب موقف روسيا الإيجابي والداعم للحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وعلي الرغم من ابتعاد روسيا طوال الفترة الماضية، عن الأزمة الليبية وعدم إظهار موقفها علنًا، ظهرت موسكو لتعارض كافة الجهود التي تبذلها حكومات الغرب منذ أن تشكلت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج دون منحها الثقة من مجلس النواب المعترف به دوليا والموالي لحكومة الشرق بقيادة عبدالله الثني، حيث سحب المجتمع الدولي من الأخيرة الاعتراف بها والشرعية، في حين اعترفت حكومات الغرب بحكومة السراج، بينما أعلنت روسيا بصورة مفاجأة إصرارها علي ضرورة منح مجلس النواب الليبي الذي يواليه للجيش الليبي، الثقة لحكومة الوفاق حتي تعترف بها.
ويواصل حفتر مساعيه لكسب الدعم الروسي لقواته، حيث أرسل وفد تابع له إلى روسيا منذ أسابيع، وفق ما كشفه تقرير لوكالة روسيا اليوم للأنباء، فيما يقوم الآن بزيارة رسمية للعاصمة الروسية موسكو بعد زيارة للقاهرة، أجرى خلالها مباحثات عسكرية مع مسؤولين مصريين، لمناقشة تطورات الأوضاع العامة في ليبيا.
وذكر موقع ليبيا هيرالد عن مصدر أمني أن حفتر توجه من القاهرة ومنها إلي موسكو على رأس وفد من تسعة عسكريين، وأنه أجرى مناقشات أولية مع وفد روسي خلال تواجده بالقاهرة، وذكر أن حفتر تلقى وعودا من القاهرة بتقديم مساعدات لوجستية وأسلحة وتدريب.
والجدير بالذكر أن حفتر وصل الأحد الماضي 26 يونيو إلى العاصمة الروسية موسكو لبحث الأزمة الليبية، حيث تهدف زيارة حفتر إلى الحصول على المزيد من الدعم في مواجهة التنظيمات المتشددة.
وكان أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الليبي، أكد علي وجود تطلعات لقواتهم مع روسيا، حيث قال حتى الآن لا توجد اتفاقيات محددة مع القيادة الروسية نستطيع الإعلان عنها حاليا، ولكن يمكن أن يكون ذلك في القريب العاجل، وأؤكد أن لدينا تطلعات مع القيادة الروسية والدور الروسي ودعمه لقواتنا، وربما تكون هناك مباحثات ما بين القيادة الروسية والفريق حفتر وأنا لا أعلم تفاصيلها.
فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام محادثات أجراها مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي، الأسبوع الماضي، أن بلاده على استعداد للبحث عن حل مقبول يخدم صالح الشعب الليبي والجميع، مضيفًا أن روسيا تعمل بشكل إيجابي مع المجتمع الدولي وبالدرجة الأولى لصالح الشعب الليبي دون البحث عن تأجيج الخلافات، وإنما البحث عن حل يقبله الجميع.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، لم يستبعد خبراء تدخلا روسيا مستقبليا في ليبيا، حيث أكد محمد عز العرب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه من الممكن أن تقصف روسيا مواقع داعش في ليبيا، لكن بعد تسوية الأزمة السورية، موضحا أن الدور الأمريكي المحدود في ليبيا قد يسهل مهمة روسيا المستقبلية، غير أن عددا من المراقبين اعتبروا أن التدخل العسكري الروسي في ليبيا مستبعد رغم أن قرار مجلس الاتحاد الروسي خوّل للقوات الروسية التدخل خارج الحدود، مشددين على أن ليبيا تختلف عن سوريا خاصة وأن روسيا تملك قاعدة بحرية في طرطوس شرق البحر المتوسط وتريد الحفاظ على مصالحها الجيواستراتيجية في المنطقة.