معركة سرت.. بين تقدم قوات الوفاق الليبية وتقهقر "داعش"

السبت 02/يوليو/2016 - 11:06 ص
طباعة معركة سرت.. بين تقدم
 
في ظل مساعي قوات حكومة الوفاق الليبية، لتحرير مدينة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، قامت بتطويق قاعة مؤتمرات في المنطقة التي ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم بعد غارات جوية واشتباكات أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثة قتلى من المقاتلين الموالين للحكومة.
معركة سرت.. بين تقدم
وأعلنت قوات "البنيان المرصوص"، الموالية لحكومة الوفاق الليبية، سيطرتها أمس الجمعة 1 يوليو 2016 ، على العديد من الأحياء وسط مدينة سرت بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم "داعش" في المدينة.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن قوات الجيش سيطرت على حي 700 وحي 101 ومخازن للسلع الغذائية وسط سرت إثر اشتباكات عنيفة مع التنظيم الإرهابي.
ونقلت عن مصادر عسكرية في قوات عملية "البنيان المرصوص" قولها: "الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط مجمع قاعات واغادوغو في ظل مقاومة عنيفة من قبل تنظيم داعش وانتشار للقناصة الذين تعاملت معهم قواتنا بخطة محكمة أسفرت عن القضاء عليهم".
وأكدت المصادر أن الهجوم كبد تنظيم داعش، خسائر كبيرة في الأرواح والآليات، وغنمت قطع عسكرية من التنظيم أثناء تقدم القوات باتجاه مجمع قاعات "واغادوغو" وسط مدينة سرت، والتي تعتبر أهم معاقل التنظيم في المدينة الساحلية.
وتأمل قوى غربية أن تتمكن حكومة الوفاق من توحيد الأطراف الرئيسية لقتال تنظيم داعش الذي استفاد من الفوضى للاستيلاء على بعض المناطق الليبية.
وأحرزت قوات "البنيان المرصوص" تقدمًا ميدانيًّا مهمًّا ضد تنظيم "داعش" في سرت خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وبدأت القوات الحكومية قبل شهرين عملية "البنيان المرصوص العسكرية" التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، من أيدي التنظيم الإرهابي الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.
وبدأ تنظيم داعش التوسع في ليبيا عام 2014 مستغلًّا الصراع السياسي الذي أعقب الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم داعش سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وتقوم العناصر القتالية من التنظيم بتحصين نفسها في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية، وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى آخر مع عناصر التنظيم.
وأصبحت سرت التي تبعد 450 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس أكبر معقل للتنظيم خارج مناطق سيطرته في العراق وسوريا. واستولى متشددون على المدينة العام الماضي مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.
معركة سرت.. بين تقدم
وقتل ثلاثة من التنظيم كما أصيب أكثر من 30 خلال قتال وقع الجمعة بعد أن طُرد مقاتلو تنظيم داعش من المنطقة 700 السكنية في اشتباكات عنيفة استُخدمت فيها الصواريخ والمورتر والبنادق، وذلك حسبما قال قائد كبير ومسئولو مستشفى.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن قوات الوفاق نجحت الأسبوع الماضي في تطويق سرت من كل الجوانب، ولكن تعثر الهجوم بسبب هجمات "داعش" المضادة وخاصة العمليات الانتحارية المتكررة.
وترددت أنباء غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ليبيا قالت: "إن قوات البنيان المرصوص التابعة لقوات الوفاق سيطرت على ميناء سرت البحري بعد مواجهات عنيفة استمرت لساعات، كما أكدت سيطرة القوات على بلدة أسواوة إحدى ضواحي شرقي مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس، وهي بلدة تقطنها عائلات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية".
يذكر أنه منذ بدء الهجوم الحكومي على سرت خلفت المعارك 164 قتيلا ومئات من الجرحى في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق، دون ورود معلومات عن حصاد القتلى بين مسلحي التنظيم.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات الحكومية، قام التنظيم الإرهابي بتنفيذ ثلاث هجمات انتحارية، استهدفت تجمعات لقوات حكومة الوفاق، جنوب شرقي مدينة سرت، وغربها.
وفي وقت سابق قالت حكومة الوفاق في بيان لها على الرغم من الهدوء الظاهر على محاور القتال، إلا أن العمل المخابراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعدادًا لمعركة الحسم، مضيفة أن نشاطها العسكري يتركز حاليًا على قصف مراكز للتنظيم الإرهابي في سرت (450 كلم شرق طرابلس) بالمدفعية الثقيلة، فيما ينفذ سلاح الطيران "طلعات بشكل يومي بعضها طلعات قتالية وبعضها استطلاعية".
ويقول قادة القوات وأغلبها من مدينة مصراتة الساحلية القريبة: "إن فلول مقاتلي تنظيم داعش موجودة في منطقة تقع حول مجمع واجادوجو للمؤتمرات في سرت ومستشفى قريب. ولكن القناصة والألغام أبطأت التقدم".
معركة سرت.. بين تقدم
وقال محمد جنيدي قائد المخابرات بقوات مصراتة إنه تم تحرير المنطقة 700 السكنية وإنه يتم تطويق مركز واجادوجو والمستشفى منذ الساعة السادسة مساء، مضيفًا أن القوات الليبية شنت غارات جوية على واجادوجو، قائلًا: "قوات مصراتة أصابت أيضًا منزلًا كان يختبئ فيه عدد من قادة تنظيم داعش، ولكن لم يُعرف عدد الإصابات التي وقعت في صفوفهم أو المدة التي سيستغرقها القضاء على مقاتلي التنظيم المتبقين في سرت".
وفي إحصائية لبعض المسئولين الغربيين في وقت سابق هذا العام أن 6000 مقاتل متشدد احتشدوا في سرت أغلبهم أجانب من تونس ودول إفريقيا جنوب الصحراء، فيما زادت المخاوف من توسع تنظيم داعش في شمال إفريقيا.
وقالت قوات مصراتة: "إن الرقم مبالغ فيه وذكرت أنه أقرب إلى 2000، وتقول: إن ما لا يزيد عن 600 مقاتل ربما لا يزالون داخل سرت بينهم بعض الأجانب".
ويعتبر استعادة سرت من قبضة التظيم الإرهابي انتكاسة كبري للأخير؛ حيث ستشكل جائزة كبرى لكتائب مصراتة التي تدعم حكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحًا في البلاد؛ إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وتتطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط، ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.

شارك