بعد العثور على وثائق سرية لداعش.. "منبج" السورية على أعتاب التحرير
السبت 02/يوليو/2016 - 12:25 م
طباعة
في الوقت الذي تواصل فيه القوات السورية الديمقراطية، حربها ضد التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة منبج بحلب، عثرت قوات سوريا الديمقراطية على 10 آلاف وثيقة تعود لتنظيم "داعش" عند أطرف مدينة منبج بريف حلب شمالي سوريا.
ووفق ما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن مصدر عسكري من قوات سوريا الديمقراطية أكد أنه وخلال الأسابيع الماضية تم الحصول على العديد من الوثائق والكتب والتعاميم التي تعود لتنظيم "داعش"، ويتم الاستفادة منها من حيث التوصل إلى الإمدادات التي تساند التنظيم في المعارك العنيفة، إضافة إلى معرفة طرق تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر الحدود، وذلك من خلال التعامل مع شبكات كبيرة تسهل عمليات تنقلهم.
ولفت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت اكتشاف نقاط ضعف تنظيم "داعش"، مما يسهل عملية تقدمنا للقضاء عليهم وتحرير مناطق سيطرتهم على الأراضي السورية، مشيرًا إلي أنهم تمكنوا مساء أمس الجمعة 1 يوليو 2016 من السيطرة على حي الأسدية في المدخل الجنوبي لمدينة منبج بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش".
وفي تقرير سابق لبوابة الحركات الإسلامية، ذكرت أن مدينة منبج السورية تعد من المدن المهمة في الشمال السوري؛ وذلك لأنها طريق استراتيجي يربط بين معقل تنظيم الدولة "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي يشكل في حال خسارة "داعش" لها أزمة كبيرة للتنظيم الدموي، وينهي نفوذه في الشمال السوري ومنطقة حلب بالكامل.
وتتمثل أهمية مدينة منبج أيضًا في أنها أكبر مدن الريف الحلبي ومركز الريف الشرقي والشمالي الشرقي لحلب، كما أنها تعتبر ثاني أكبر المدن السورية التي ليست مراكز للمحافظات بعد مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة؛ لذلك جعل التنظيم منها مركزاً رئيساً له وأهم معقل له في ريف حلب الشرقي، هذا من جهة ومن جهة أخرى تعتبر المدينة ذات أغلبية عربية مع وجود بعض الأقليات الشركسية والتركمانية والكردية لا تتجاوز نسبتهم جميعاً 10 – 15%..
وقد أعلن التحالف الدولي إحكام القوات المشاركة في عملية منبج الحصار على تنظيم "داعش" في المدينة، وأكد شهود عيان أن قوات سوريا الديمقراطية دخلت مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، وأن اشتباكات عنيفة تدور بين الأبنية وفي الشوارع داخل المدينة، ويعد هذا الاقتحام جزءًا من المعارك العنيفة ضد تنظيم "داعش" للسيطرة على مدينة منبج، التي بدأت منذ شهر تمكنت خلالها قوات سوريا الديقراطية من تطويق المدينة وقطع طرق إمداد التنظيم إلى مناطق أخرى تحت سيطرته ونحو الحدود التركية.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" للتحالف الدولي العربي، العقيد كريس غارفر: "إن قوات سوريا الديمقراطية استولت على 10 آلاف وثيقة عند أطراف مدينة منبج بريف حلب شمالي سوريا، يمكن الاستفادة منها للوصول إلى شبكات تنظيم "الدولة الإسلامية" داخل المدينة".
وأشار غارفر تواصل تشديد الطوق حول منبج؛ حيث قامت القوات الشريكة بعزل منبج داخل طوق نصف قطره 5 كم وهم الآن يحكمون السيطرة على الأطراف الخارجية للمدينة، مضيفاً "أن قوات التحالف العربي السوري سيطرت على مداخل مجموعة أنفاق في الطرف الجنوبي لمنبج، الأمر الذي سيحد من قدرة التنظيم على تغيير مواقع المقاتلين داخل المدينة، لافتًا إلى سيطرة قوات التحالف العربي السوري على أكثر من 10 آلاف وثيقة في الأطراف الخارجية للمدينة، من ضمنها كتب وهواتف نقالة وحواسيب محمولة وخرائط ووسائط خزن رقمية، وأنه يجري حالياً الاستفادة من هذه المعلومات للوصول إلى فهم أفضل لشبكات التنظيم وأساليبه، بما في ذلك منظومات إدارة تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق.
ويدرك تنظيم داعش الإرهابي معنى خسارته لمدينة منبج، والتي تعني بشكل عملي خسارته لكل مواقعه في ريف حلب؛ لذلك يحاول بكل قوته أن يوقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية، وذلك باستهداف مواقع جيش سوريا الديمقراطي على طول ضفاف نهر الفرات من ناحية الشيوخ شمالاً وحتى منطقة جسر قره قوزاق جنوباً، لكن كل محاولاته لاستعادة سد تشرين باءت بالفشل حتى الآن.
وستقضي خسارة تنظيم داعش لمدينة منبج على نفوذه في حلب، بل والشمال السوري بالكامل؛ لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، وهو الأمر الذي يشكل خسارة كبيرة للتنظيم الإرهابي.