داعش ترد على تحرير الفلوجة وحصارها بالموصل بمزيد من الدماء في بغداد
الأحد 03/يوليو/2016 - 11:15 ص
طباعة
يحاول تنظيم داعش الدموى الرد على خسائره فى الفلوجة وحصاره بالموصل بمزيد من العمليات الارهابية فى العاصمة العراقية وهو أسلوب ظل تنظيم الدولة يعتمده ولا يمثل استراتيجية جديدة، ويعد طريقة أساسية للهجوم والدفاع منذ سنوات لدى هذا التنظيم الذي لم تتوقف تفجيراته في العاصمة العراقية والعديد من المدن الكبيرة وهو الامر الذى وضع عاصمة الرشيد فى مرمى القصف الداعش حيث قتلت أمس السبت 2-7-2016م 82 شخص وأصابة 200 في انفجار سيارة مفخخة بحي الكرادة في العاصمة بغداد.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن معظمهم لاقوا حتفهم في تفجير استهدف منطقة تسوق مزدحمة بواسطة شاحنة تبريد ملغومة في حي الكرادة وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشره أنصاره على الإنترنت، وقال إن التفجير انتحاري وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه القوات العراقية المشتركة عن تقدمها من محوري الشرق والجنوب في معارك جنوب نينوى التي تهدف بشكل رئيسي لاستعادة ناحية القيارة جنوب الموصل.
واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الهجمات التي شهدتها بغداد تؤذن بقرب نهاية تنظيم "داعش" الذي تبنى تلك العمليات، وليس بالضرورة أنها تفجيرات تسجل نجاحاً لهذا التنظيم وتاتى هذة التفجيرات بعد أيام من موجة تفجيرات مماثلة ، استهدفت مناطق شيعية، وأوقعت قرابة 200 ضحية بين قتيل وجريح وهو الامر الذى أعتبره بريت ماكجورك، المبعوث الشخصي للرئيس باراك أوباما، أن هجمات بغداد تؤكد أن تنظيم الدولة يخسر، وأنه في حالة دفاع، خاصة بعد أن فقد التنظيم مساحات واسعة من أراضيه؛ بفعل الهجمات البرية للقوات العراقية، والمدعومة من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
ويمكن إرجاع أسباب قيام داعش بهذة العمليات الى الاسباب التالية :
1- إثبات عدم تأثر قدرته الهجومية رغم تعرضه للضغوط وتراجعه في بعض المناطق في شمال وغرب العراق
2- يسعى التنظيم الجهادي من خلال تلك الهجمات إلى عكس صورته كقوة قادرة على الهجوم بهدف صرف الانتباه عن النكسات التي يتعرض لها في مناطق متفرقة في العراق
3- صرف انتباه وسائل الإعلام عن هزائمه.
وقال باتريك سكينر، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وعضو «مجموعة صوفان الاستشارية»، ان «التنظيم يستهدف بغداد لأنه في موقف دفاعي وبإمكانه ان يطعن الحكومة (العراقية) في العاصمة وما زالوا يستعملون قنابل لتنفيذ الهجمات لكن من الواضح ان هناك من يصنع الأحزمة الناسفة ويفخخ السيارات في بغداد، ما يؤدي إلى تزايد وقوع المجازر .
ومن جهته أكد الكولونيل، ستيف وارين، المتحدث باسم قوات التحالف التي تقاتل تنظيم الدولة بقيادة واشنطن، ان الخسائر التي لحقت بالتنظيم في مناطق المواجهات دفعت إلى تصاعد الهجمات في بغداد و في الوقت نفسه إلى ان الأزمة السياسية التي تعيشها بغداد فرصة يمكن لهم استغلالها من أجل تفجير عجلات مفخخة في المدينة.
ويبدو من الواضح عدم تمكن القوات الأمنية من تأمين حماية بغداد بشكل كامل من التفجيرات التي ينفذها الجهاديون. وقد تسهل أخطاء في تنفيذ إجراءات أمنية الأمر أمام هؤلاء أكثر من أي وقت مضى وادى الغضب الشعبي جراء الهجمات المتكررة إلى زيادة الضغط على حيدر العبادي، الذي أمر، القوات الأمنية بتكثيف الجهود للكشف عن الخلايا التي تقف وراء تلك الهجمات، واعتقال المسؤول الأمني في منطقة الشعب، في شمال شرق بغداد و ان خفض عدد التفجيرات في بغداد يتطلب إجراء العديد من التغييرات الكبيرة الضرورية إن كان للوضع الأمني أن يتحسن بشكل ملحوظ.
وتجري الآن عمليات عسكرية منظمة ضد التنظيم؛ لاقتلاعه من المحافظات السنية التي يسيطر عليها في الأنبار، وصلاح الدين، والموصل، بالإضافة إلى عمليات ضد التنظيم في شرق سوريا، والخوف هنا أن تدفع مثل هذه العمليات بالتنظيم إلى شن عمليات متواصلة في بغداد ويقول فاضل لطيف، البالغ من العمر 45 عاماً، ويمتهن بيع الفاكهة بسوق بمدينة الصدر عن ذلك إنه شاهد 4 جثث لأطفال يحتقرون داخل سيارة، متسائلاً: "متى يتوقف العنف؟ إذا كانت الحكومة غير قادرة على حماية مناطقنا لماذا لا تترك المهمة لسرايا السلام لحماية مناطق شرق بغداد؟". وسرايا السلام هي المليشيات التابعة لرجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، الذي يدين سكان شرق بغداد من الشيعة بالولاء له.
يذكر أن "داعش" فقد خلال الفترة الماضية مساحات واسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، والتفجيرات الأخيرة في بغداد تشير إلى أن التنظيم قد يبدأ بالعودة إلى تكتيكات تنظيم القاعدة في العراق، الذي سبق ظهور "داعش"، حيث كان يشن هجمات ضد مناطق سكانية شيعية ببغداد؛ دفعت بالحكومة والمليشيات الحزبية التابعة لها إلى شن عملية تهجير وتغيير ديمغرافي في بغداد بين عامي 2006-2007، الأمر الذي أدى إلى تغيير الخارطة السكانية للعاصمة بغداد، والآن تتجدد المخاوف من أن يعود تنظيم "داعش" إلى ذات الأساليب التي طبقتها تنظيم "القاعدة" في بغداد.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن تنظيم داعش الدموى يحاول الرد على خسائره فى الفلوجة وحصاره بالموصل بمزيد من العمليات الارهابية فى العاصمة العراقية وهو أسلوب ظل تنظيم الدولة يعتمده ولا يمثل استراتيجية جديدة، ويعد طريقة أساسية للهجوم والدفاع منذ سنوات لدى هذا التنظيم الذي لم تتوقف تفجيراته في العاصمة العراقية والعديد من المدن الكبيرة وهو الامر الذى يضع عاصمة الرشيد فى مرمى القصف الداعش دائما .