"البنيان المرصوص" تحول سرت لــ"مقبرة" داعش في ليبيا

الأحد 03/يوليو/2016 - 01:55 م
طباعة البنيان المرصوص تحول
 
نجحت عملية "البنيان المرصوص" التابعة لقوات الوفاق الوطني، في تحويل مدينة سرت إلى مقبرة لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، وذلك منذ انطلاقها في الشهر الماضي، وفي ظل مساعي حكومة الوفاق الليبية، لتحرير مدينة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، قامت بتطويق قاعة مؤتمرات في المنطقة التي ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم بعد غارات جوية واشتباكات أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثة قتلى من المقاتلين الموالين للحكومة.
البنيان المرصوص تحول
وأحرزت قوات "البنيان المرصوص" تقدمًا ميدانيًّا مهمًّا ضد تنظيم "داعش" في سرت خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال مستشفى مدينة مصراتة في بيان أصدره: إن قسم الطوارئ استقبل قتلى وعشرات المصابين بجروح خفيفة إلى متوسطة جميعُهم من جنود قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
واشتدت المعارك بين قوات الوفاق الوطني وعناصر تنظيم داعش الإرهابي مع تقدم االقوات داخل مدينة سرت؛ حيث ما يزال التنظيم يسيطر على بعض الأحياء المحصنة.
وأعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص أنها تمكنت من السيطرة بالكامل على أحد أهم الأحياء السكنية بالمدينة وهو حي "700" الذي يعتبر أحد المحاور الرئيسية في سرت.
وتعتبر السيطرة على الحي "700" هي فتح المجال أمام تقدم قوات البنيان المرصوص باتجاه مستشفى ابن سيناء ومركز المؤتمرات المعروف باسم واغادوغو والذي كان يحتضن مقر الاتحاد الإفريقي في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي وهو تحت حصار خانق حاليا.
وأطلق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في 12 من مايو الماضي عملية "البنيان المرصوص" بهدف تحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم داعش، وتطلب الأمر نحو شهر قبل دخول للمدينة في التاسع من يونيو المنصرم. وتباطأ تقدم مقاتلي حكومة الوفاق الوطني داخل المدينة نتيجة المقاومة الشرسة من قبل الإرهابيين الذين قادوا هجمات مضادة ونفذوا عمليات انتحارية وفخخوا أحياء المدينة لمنع تقدم الجيش.
من جانب آخر، تكبدت حكومة الوفاق الوطني خسائر بشرية كبيرة تتكون أساسًا من مقاتلي ثوار مصراتة ومقاتلين من تاجوراء وطرابلس.
ومنذ بدء عملية البنيان المرصوص سقط نحو 250 قتيلًا من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني خلال المعارك التي دارت في الطريق إلى سرت وداخلها؛ حيث أوقعت العمليات الانتحارية والكمائن المزروعة على الطرقات العدد الأكبر من الضحايا.
البنيان المرصوص تحول
وتأمل قوى غربية أن تتمكن حكومة الوفاق من توحيد الأطراف الرئيسية لقتال تنظيم داعش الذي استفاد من الفوضى للاستيلاء على بعض المناطق الليبية.
فيما أكدت غرفة عمليات تحرير سرت أنها استطاعت قتل مئات العناصر الإرهابية وأرغمت عشرات منهم على الفرار من ساحات المعارك في محيط مدينة سرت.
وتتبع قوات "البنيان المرصوص" منهج النفس الطويل في منطقة ضيقة حتى نفاذ ذخيرتها ومن ثم يتم الانقضاض عليه بمساعدة الطيران الحربي الذي يتولى تصفية القناصة المنتشرين على أسطح المنازل.
ويخشي الليبيون من أن عملية تحرير سرت لن تكون آخر المطاف بالنسبة لداعش في ليبيا، متوقعين أن تفر عناصر التنظيم إلى مدن أخرى في البلاد، ليعود الوضع إلى مربع الصفر مجددًا.
وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، صرح قبل أيام بأن تطهير ليبيا من الإرهاب يتطلب جيشًا موحدًا يقاتل من أجل الهدف ذاته، وهو أمر ما يزال بعيد المنال في ظل الانقسام الحالي.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحًا في البلاد؛ إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وتتطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط، ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.

شارك