حلب تتحول إلى "مقبرة" جديدة للميليشيات الإيرانية في سوريا

الثلاثاء 05/يوليو/2016 - 12:07 م
طباعة حلب تتحول إلى مقبرة
 
لا يكاد يمر يوم في الصراع السوري إلا ويسقط المزيد من القتلى الموالين للنظام الإيراني والذين يدعمون قوات النظام السوري، وتعد حلب المقبرة الجديدة لهم؛ وذلك بعد أن شنت الفصائل الثورية و"جبهة النصرة" هجمات عكسية على المناطق والنقاط التي تقدمت عليها قوات الأسد والميليشيات الشيعية في أحياء مدينة حلب الغربية، والتي كانت تهدف إلى قطع طريق الكاستيلو آخر المعابر الحيوية التي تصل إلى المناطق المحررة في حلب، ونتج عن تلك المواجهات مقتل العشرات من قوات الأسد والميليشيات الشيعية خلال شن الثوار و"جبهة النصرة" هجمات مضادة على محاور حي الخالدية غربي مدينة حلب، تخللها عملية استشهادية نفذها عنصر من "النصرة" استهدفت معمل شبيب قرب منطقة الليرمون؛ الأمر الذي أجبر تلك الميليشيات على الانسحاب من المنطقة.
حلب تتحول إلى مقبرة
هذا في الوقت الذي كشفت عدة تقارير ميدانية عن مقتل 630 عنصراً من قوات الأسد والميليشيات الشيعية وتنظيم الدولة خلال اشتباكات مع الثوار على جبهات حلب في الشهر الماضى، وأن الثوار تمكنوا من تدمير 12 دبابة و7 رشاشات ثقيلة، و7 مدافع ثقيلة بالإضافة إلى 3 قواعد صواريخ و31 سيارة عسكرية و8 آليات عسكرية ثقيلة متنوعة لقوات الأسد، كما دمروا 7 آليات و5 سيارات عسكرية للتنظيمات الكرية وأسقطوا عددًا من القتلى في صفوفهم، وأسروا 6 عناصر آخرين.
 فيما أكد ناشطون أن أكثر من 50 عنصراً من الميليشيات الشيعية قتلوا خلال معارك مع "جيش الفتح" في قرية خان طومان بريف حلب الجنوبي حيث قال الناشط الإعلامي "هادي العبد الله" في صفحته على "فيسبوك": إن 50 عنصراً من الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية واللبنانية قلتوا في ريف حلب الجنوبي، وإن عشرات الجثث تنتشر في قرية خان طومان ومحيطها، وإن 5 عناصر من ميليشيا "حزب الله" تم أسرهم خلال معارك مع جيش الفتح في ريف حلب الجنوبي، كما أسر عدد من الميليشيات الأفغانية والشيعية، وسط تأكيدات بأن مجموعة كاملة من عناصر "حزب الله" فقد الاتصال بهم في خان طومان دون معرفة مصيرهم.
حلب تتحول إلى مقبرة
يذكر أن مدينة حلب التي تعرضت للدمار والقصف والتي تعتبر من المدن السورية المنكوبة، أبدت روح المقاومة ضد النظام؛ حيث تعرضت القوات الإيرانية والميليشيات الإرهابية الموالية لها خلال الأيام الماضية لهزائم متتالية في حلب شمال غربي سوريا، لتصبح المحافظة عنوانًا بارزًا في فصل جديد من الحرب السورية يؤكد غرق إيران في المستنقع السوري.
وتشير خسارة إيران الأخيرة في ريف حلب الجنوبي، التي شملت سقوط أسرى وقتلى، بينهم قيادات في الحرس الثوري، إلى أن الأوحال السورية باتت تحاصر طهران التي تعد الداعم الأكبر للإرهاب، وفق تقرير أمريكي، كما أن الهجوم الواسع الذي شنته فصائل مسلحة في جنوب غرب حلب انتهى بهزيمة ميدانية قاسية لقوات النظام السوري وحلفائها الإيرانيين والميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية، وفق مصادر عدة.
إيران، التي تدخلت في النزاع السوري تحت ذريعة دعم الرئيس السوري بشار الأسد ومحاربة الإرهاب، استقطبت ميليشيات "شيعية" متطرفة من العراق ولبنان وأفغانستان في محاولة لتحقيق مشروعها التوسعي، إلا أن محافظة حلب أكدت في الأشهر القليلة الماضية أنها تقف سدًّا منيعًا في وجه مشروع ولي الفقيه التوسعي المتطرف، الذي ينطلق من نشر الفوضى في المنطقة عبر دعم الإرهاب، والقضاء على مفهوم الدولة الوطنية، فالهزيمة الجديدة التي تكبدتها إيران في ريف حلب الجنوبي لم تكن الأولى ولن تكون حتما الأخيرة؛ إذ شهد شهر مايو 2016م مقتل وإصابة أكثر من 80 إيرانيًّا ومسلحًا مواليًا لطهران قرب خان طومان أيضًا.
حلب تتحول إلى مقبرة
وفي أبريل، مني "حزب الله"- المصنف جماعة إرهابية- بخسائر فادحة في ريف حلب، وصلت أصداؤها إلى لبنان مع توالي مواكب تشييع القتلى، قبل أن تتضارب الأنباء عن سحب الحزب مسلحيه من المنطقة، وفي حين تحدثت تقارير عن اتخاذ الحزب قرار بإعادة تموضع في سوريا ونقل مسلحيه من محافظة حلب إلى مناطق أخرى- أشارت وسائل إعلام مقربة من الجماعة الإرهابية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن مدينة حلب ومقاومتها للنظام السوري والميليشيات الشيعية الموالية لها، قد أثبتت أنها ستكون مقبرة لميليشيات إيران التي تخسر يومًا بعدَ يوم المزيد والمزيد من رجالها.

شارك