ألمانيا تندد بتفجيرات السعودية
الأربعاء 06/يوليو/2016 - 04:33 م
طباعة
وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير
تواصلت الإدانات للهجمات الإرهابية التي استهدفت ثلاث مدن سعودية، أبرزها المدينة المنورة ذات الرمزية الخاصة عند المسلمين. وقد نددت الحكومة الألمانية على لسان وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير بهذه الاعتداءات.
أدان وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير التفجيرات التي وقعت أول من أمس الاثنين في السعودية بشدة، معتبرًا أنه من سخرية الأقدار أن تحدث مثل هذه الأعمال في شهر الصوم رمضان، وفق ما نشرته وزارة الخارجية الألمانية على صفحتها على موقع تويتر أمس الثلاثاء (الخامس من يوليو 2016). وقال شتاينماير: إن الهجمات في جدة والقطيف والمدينة تؤكد مرة أخرى أن الإرهابيين لا يردعهم شيء بل ولا يتوقفون عن أي حد إطلاقًا.
وأعرب الوزير الألماني أن "يدرك الشباب أن مثل هذه الأعمال الوحشية لا يمكن أن يبررها أي دين"، مبديًا تعاطفه مع أسر الضحايا ومع كل المسلمين في العالم، الذين يحتفل الكثير منهم بمناسبة عيد الفطر.
وكانت ثلاثة تفجيرات انتحارية قد هزت السعودية، أحدها غير مسبوق وقع قرب المسجد النبوي في المدينة المنورة، ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الأمن السعودي.
من ناحيته اعتبر مساعد أسقف هامبورغ، هانز يوخن ياشكا، أنه من المرعب أن يستغل الإرهابيون شهر رمضان لتنفيذ أعمال عنف وإرهاب، مبديًا في الوقت نفسه رفضه لاستغلال شهر رمضان سياسيا في ألمانيا بأي شكل من الأشكال، وفق ما نقلت عنه محطة "كولنر دوم راديو".
إلى ذلك يرى رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" يشكل تهديدا للإسلام، مشيرا إلى أن الهجمات التي وقعت مؤخرًا في دول إسلامية توضح مجددا وبما لا يدع مجالًا للشك أن هذا التنظيم "يحارب الإسلام والمسلمين".
ثلاث عمليات انتحارية في السعودية أبرزها قرب المسجد النبوي
وفي تطور نوعي في العمليات الانتحارية، استهدف انتحاريون في حملة منسقة على ما يبدو، ثلاث مدن سعودية في يوم واحد أبرزها انفجار قرب المسجد النبوي في المدينة المنورة. وفيما كان الانفجاران الآخران في القطيف وجدة.
واستهدف انتحاريون ثلاث مدن في عموم السعودية أول من أمس الاثنين في حملة منسقة على ما يبدو بينما يستعد السعوديون للاحتفال بعيد الفطر في اليوم قبل الأخير من شهر رمضان. ووقعت التفجيرات التي أصابت قنصلية أمريكية في جدة ومصلين شيعة ومركزًا أمنيًّا قرب المسجد النبوي في المدينة بعد أيام من عمليات نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" أسقطت أعدادا كبيرة في تركيا وبنجلادش والعراق.
ونسقت الهجمات على ما يبدو لتتزامن مع قرب حلول عيد الفطر. وقال مسئول أمني سعودي: إن مهاجمًا أوقف سيارة قرب القنصلية الأمريكية في جدة قبل أن ينفذ التفجير. وقالت قناة العربية الفضائية: إن العدد المبدئي لقتلى انفجار المدينة وصل إلى أربعة أشخاص اثنان منهم ضابطا أمن.
وأظهر مقطع فيديو أرسله شاهد لرويترز بعد انفجار المدينة سحابة دخان هائلة وسيارات متوقفة مع حلول الليل مع صوت صافرات الإنذار في الخلفية. وأظهرت صورة أرسلت لرويترز رجلًا مصابًا بحروق وينزف راقد فوق محفة في أحد المستشفيات. وبينت صور أخرى متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي دخانًا أسود يتصاعد من ألسنة اللهب قرب المسجد النبوي.
في غضون ذلك ذكرت صحيفة "سبق" السعودية نقلًا عن مصادر أن التفجير الذي وقع في محافظة القطيف هو تفجير مزدوج وقع بجوار جامع الشيخ فرج العمران بوسط محافظة القطيف وتحديدًا في مواقف السيارات.
وقالت المصادر، التي لم يتم تسميتها: "إن الانتحاريين حاولا الدخول للجامع الذي يخطب فيه أهم علماء القطيف وهو الشيخ حسين العمران إلا أنهما لم يستطيعا الدخول بسبب الحواجز الأمنية فقام أحدهما بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف والآخر أيضا قام بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف داخل إحدى المركبات التي كانا يستقلانها لدخولهما للمحافظة في مواقف سيارات الجامع مع ارتفاع أذان المغرب".
وأضافت المصادر أنه بعد الحادث شوهدت أشلاء جثث لم يتم التعرف عليها مرجحة أنها لانتحاريين، فيما نتج عن الحادث أيضًا احتراق مجموعة من المركبات المتوقفة بجوار الجامع، إضافة إلى إصابات بسيطة عولجت في نفس الموقع. هذا وقد باشرت الجهات الأمنية الموقع وفرضت حصارا أمنيا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
إدانة واسعة للتفجيرات الإرهابية
وقد أدان الأزهر الشريف التفجيرات الإرهابية بشدة وأكد الأزهر وقوفه إلى "جانب المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب، والتصدي له حتى القضاء عليه واقتلاعه من جذوره". وطالب جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية بالوقوف صفًّا واحدًا ضد الإرهاب ومحاصرته في كل مكان.
وكذلك أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إدانتها الشديدة للهجمات الإرهابية الخسيسة التي طالت جدة والقطيف ومحيط المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة بالسعودية. وقال الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات "نقف صفا واحدا مع السعودية في تصديهم للإرهاب المجرم الذي يستهدف الترويع والتكفير والفتنة". وأعلن في بيان مساء اليوم الاثنين "وقوف الإمارات وتضامنها التام مع قيادة وشعب السعودية في اتخاذ كل الاجراءات لاستئصال خطر الإرهاب الذي يهدف لزعزعة الامن والامان في المملكة ولا يراعي حرمة هذا الشهر الفضيل وقدسية المسجد النبوي الشريف واماكن العبادة الاخرى التي يستهدفها بجرائمه".
وبدوره أدان حزب الله اللبناني التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي استهدفت المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وأحد المساجد في منطقة القطيف. وقال الحزب في بيان أصدره "إن هذه التفجيرات التي استهدفت أقدس الأماكن في بلاد الحرمين الشريفين، في أقدس الأوقات، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هي مؤشر آخر على استخفاف الإرهابيين بكل مقدسات المسلمين وبكل ما أجمعوا على احترامه من أيام وأماكن، بما يؤكد انسلاخهم عن الأمة والدين الحنيف" بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية. وأضاف البيان " أن ما قام به هؤلاء الإرهابيون مساء اليوم، وما قاموا به خلال الأيام الماضية من جرائم بشعة في تركيا والعراق وبنجلادش ولبنان وغيرها، يؤكد أن هذا الوباء الخطير بات بحاجة إلى معالجة جدية ومختلفة وتضامن سياسي وشعبي واضح لاجتثاث هذا الورم الخبيث من جذوره".
وفي سياق متصل أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أيضا بأشد العبارات هذه التفجيرات الإرهابية وقدم أبو الغيط خالص تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولحكومة وشعب المملكة، وإلى عائلات الضحايا الأبرياء سائلا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان. وأشار الأمين العام إلى أن هذه "التفجيرات المشينة تأتي لتؤكد مرة أخرى على أن الإرهاب ليس له دين أو وطن، خاصة وأن من قاموا بهذه الجرائم الشنيعة لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم أو حرمة المقدسات".