مقاتلو "داعش" بين "مطرقة" القتل في المعركة و"سندان" عقوبة الفرار

الخميس 07/يوليو/2016 - 04:52 م
طباعة مقاتلو داعش بين مطرقة
 
بدأ تنظيم الدولة المعروف إعلاميًّا بـ"داعش" التكشير عن أنيابه في وجه مقاتليه، فبعد أن كان يمنيهم بالحياة الرغدة المليئة بالمتع والرفاهية التي استطاع أن يستميلهم بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. بعد كل تلك الأحلام كشر عن أنيابه مُظْهِرًا عينه الحمراء لهم؛ فقد قام التنظيم بإعدام 7 من عناصره بطريقة جديدة أكثر بشاعة عما قبل؛ حيث وضعهم في "الماء المغلي"- حسب شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية- عقابًا لهم على فرارهم من القتال وسط الفالوجة.. وكعادة التنظيم يسلب من ضحاياه قدرتهم أو حتى تفكيرهم على المقاومة؛ فقد قام بتقييد أياديهم وأرجلهم قبل إلقائهم في وعاء كبير من الماء المغلي.
وذكر مسئول عسكري عراقي أن عدد الفارين من مقاتلي "داعش" بلغ أكثر من 500 مقاتل فروا من القتال الذي دام نحو خمسة أسابيع، وذلك في الفالوجة فقط.

معركة الفالوجة

الفالوجة بعد خروج
الفالوجة بعد خروج داعش
بدأت محاولة إخراج تنظيم "داعش" من العراق بالفالوجة وذلك في 23 مايو 2016، تحت اسم "عملية كسر الإرهاب"، وقد شارك الحشد الشعبي في العملية بالإضافة لقوات كبيرة من الشرطة والجيش والحشد العشائري بمساندة القصف الجوي والمدفعي.. وقامت العملية على مراحل أولها حصار المدينة ثم تضييق الخناق على التنظيم، نهاية باقتحام المدينة مباشرة.. ولم يأت النصر سهلًا، على طبق من فضة، بل قدم الجيش العراقي ضحايا كثيرين، وكذلك ميليشيا الحشد الشعبي، نتيجة لاستخدام التنظيم العربات المفخخة، وأعمال كر وفر، وفي 26 يونيو 2016 استطاعت القوات العراقية استعادة الفالوجة بعد السيطرة عليها بالكامل.
وبعد التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست بعد تحرير الفالوجة تبين أن التنظيم أعد سجونًا خاصة بتصميماته هو، استخدمها خلال عامين ونصف؛ لتطبيق عقوباته الدامية، وكذلك تم العثور على وثائق وأسلحة تركها مسلحوه قبل فرارهم.
ومعركة الفالوجة تؤكد أن تنظيم الدولة "داعش" لا يستطيع أن يواجه جيشًا نظاميًّا كاملًا بعتاده ورجاله، وإنما هو قادر على التعامل مع الأهالي والمدنيين العُزَّل وذلك عن طريق الفزاعة التي يطلقها يمينًا ويسارًا قبل هجومه على مدن العراق وسوريا واحدة تلو الأخرى.. ويبدو أن التنظيم ينتشر في الدول التي سقط فيها النظام الحاكم وتبعه تشرذم جيشه وشرطته.. وهو ما يسر له التوغل والانتشار في العراق وسوريا وليبيا.. أما الدول المستقرة فيلجأ للعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة كما نرى في تبنيه للعمليات الانتحارية التي حدثت وما زالت تحدث في الدول العربية كمصر والسعودية، والدول الأوروبية أيضًا.. 

تنظيم "داعش" السينيمائي

ذبح الأقباط على يد
ذبح الأقباط على يد داعش في ليبيا
دائمًا ما يُنوع تنظيم "داعش" طرق القتل التي يستخدمها سواء مع أعدائه أو مع مخالفيه، أو مع مقاتليه الذين يفرون من المعركة، فبالنسبة لأعدائه يحاول التنظيم تقديم أبشع طرق القتل والانتقام، سواء في سوريا أو في العراق أو حتى في ليبيا، وجدير بالذكر هنا معاذ الكساسبة الطيار الأردني الذي وقع بأيدي التنظيم وقاموا بعد استجوابه في شرائط مسجلة، بحرقه في قفص من حديد وتم تصوير فيلم يصور كيفية حرقه من البداية وحتى النهاية مع الموسيقى التصويرية التي تبين خطورة التنظيم ومن وراءه.. كما لا ننسى القتل البشع الذي مارسه التنظيم ضد 21 قبطيًّا مصريًّا في ليبيا.
ويقوم التنظيم بسلب إرادة الضحية قبل قتله بحقنه بمادة شبه مخدرة تجعله يعجز عن المقاومة حتى يتسنى للتنظيم عرض فيلمه على أكمل وجه وأفضل إخراج.
وصور أخرى من نماذج القتل ما بين الإغراق في قفص حديدي لأناس قالوا إنهم جواسيس على التنظيم، وأيضًا وضع آخرين في سيارة وحرقها، والدهس وطرق أخرى كثيرة اخترعها التنظيم لإظهار أمراضه النفسية التي يُظهرها تحت ستار تطبيق الشريعة الإسلامية، والدين منه ومن أساليبه براء.
ناهيك عن استعمال طرق القتل الأخرى مع مخالفي الشريعة- من وجهة نظره- من قطع للأيدي والجلد والرجم وقطع الرءوس والصلب، وعقاب المثليين بإلقائهم من فوق أسطح المنازل الشاهقة الارتفاع مقيدين، والإجهاز عليهم في حال بقوا على قيد الحياة بعد السقوط.. حتى بدأ العقاب يصل لمقاتليه الذين فروا من القتال ولم يثبتوا في المعركة- من وجهة نظر التنظيم، الذي ساوى بين عدوه ومن فر من المعارك وهو ما لم نره لا في دين ولا حتى في قانون حرب.. 

شارك