محاذير تحرير الفلوجة "تطغى" على معركة الموصل

السبت 09/يوليو/2016 - 04:53 م
طباعة محاذير تحرير الفلوجة
 
على خُطى معركة تحرير مدينة الفلوجة العراقية هناك العديد من المحاذير التي يجب أن يتم مراعاتها في معركة تحرير الموصل، بعد مواصلة القوات العسكرية العراقية انتصاراتها تمهيدا لتحرير مدينة الموصل من يد التنظيم الدموي "داعش" من خلال حصار التنظيم داخل المدينة، بعد تطهير المناطق المحيطة بها وإحكام قبضتها على المدينة.

محاذير تحرير الفلوجة
أبرز الانتصارات قيام القوات العراقية بالسيطرة على أهم قاعدة عسكرية بمحيط الموصل وهي قاعدة القيارة العسكرية جنوب الموصل بشكل كامل، بعد فرار عناصر تنظيم داعش منها بشكل جماعي، بعد أن تحركت باتجاه القيارة انطلاقاً من شمال محافظة صلاح الدين وتم التمهيد لعملية القيارة بغارات جوية عنيفة من التحالف الدولي استهدفت القاعدة واستطاعت تدمير جزء كبير من الدفاعات التي كان "داعش" يتحصن داخلها.
 قاعدة القيارة التي تعد أهم نقطة عسكرية محيطة بمدينة الموصل ولا تبعد عنها سوى 50 كيلو متراً فقط ما هي إلا البداية للتحرك العراقي الدولي لتحرير الموصل، والذي كان مقدمته إحكام الطوق على مدينة الحَضَر التي أصبحت خارج سيطرة تنظيم داعش، بعد سيطرة القوات العراقية على تقاطع المدينة وتقدمها تجاه قاعدة القيارة الجوية بالإضافة إلى تنفيذ عمليات خاصة، على بعد أقل من 20 كيلومتراً عن القيارة، وتنفيذ عملية عسكرية نوعية في جنوب الموصل، وتنفيذ التحالف ضربات جوية جنوب الموصل نتج عنها قتل قيادي بارز بداعش، مع تدمير مخازن أسلحة ومنصات صواريخ، ناهيك عن تنفيذ طائرات الولايات المتحدة وحلفائها 12 غارة على أهداف تابعة لتنظيم "داعش" في العراق، منهم أربع من الغارات التي جرت في العراق أصابت وحدات تكتيكية للتنظيم، وثلاثة مواقع قتالية، ودمرت موقعا لمدفع رشاش قرب الموصل.

محاذير تحرير الفلوجة
فيما أكد عباس الخزاعي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية على أن "السيطرة على محافظة الأنبار وقطع تمويل عصابات "داعش" الإرهابية سيحرر مدينة الموصل في فترة زمنية غير متوقعة، وقد باتت المبادرة اليوم بأيدي قواتنا الأمنية الباسلة وأبطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر الغيارى، و"داعش" باتت منهزمة منكسرة، وفي ظل هذا الإصرار والعزيمة والوحدة السياسية العراقية وانهزام الأجندات المعادية وصمت الأصوات النشاز التي تسيء دائمًا للقوات الأمنية والحشد الشعبي، فإن هذا النصر سيكون بوابة الانتصار في كافة محافظات البلاد، وستكون الوجهة الأخرى بعد تكريت هي الأنبار؛ حيث إنه إذا تم تحريرها فإن داعش ستنتهي في البلاد؛ لأن السيطرة على الأنبار وقطع تمويل "داعش" سيحرر الموصل في فترة زمنية غير متوقعة".
 فيما وضع محمد الشبكي عضو المركز ألاوربي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات- عدة اعتبارات تحتاج معركة الموصل إليها، منها: 
1- إعـادة الثقة بين المواطن الموصلي وبعض العشائر السنية من عرب نينوى وبين القوات الأمنية التي سوف تحرر المدينة. 
2- يجب أن تكون القوات التي ستحررالمدينة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة التي ليس لها أي مصلحة جيوسياسية في معركة التحرير. 
3- يجب أن لا يكون هدف عملية التحرير القضاء على عناصر التنظيم فقط، وإنما على الفكر التكفيري الذي يحمله داعش، وذلك يتطلب القضاء على جميع (الحواضن) التي يتمسك بها، وذلك الأمر مرهون بالعمل الجاد من قبل (الحكومه المركزية) واتباع سياسات متوازنة مع المناطق المحتملة لتكوين حواضن فيها. 
4- عدم الدفع بالاتجاه الطائفي واتباع سياسة (الثواب والعقاب). 
5- التركيز على الإعلام من خلال إعلام رسمي موجه وإعلام غير رسمي وطني يحاكي أبناء المدينة، ويتمثل عبر تخصيص ساعات بث تلفزيونية تتضمن رسائل موجهة للقضاء على التنظيم. 

محاذير تحرير الفلوجة
6- إعادة الثقة المفقودة بين السكان والقيادات السياسية من جهة ومع القوات الأمنية من جهه أخرى، وإقناع أهل الموصل بأن المعركة معركتهم الأولى، والعدو هو هدف مشترك لهم وللأجهزة الأمنية، ومن أجل إنقاذ الناس الأبرياء من سطوة هذا التنظيم الإرهابي، وهذا يجعلهم يتشجعون على مقاومة داعش من الداخل. 
7- يقع على عاتق الحكومة المركزية اتخاذ قرارات مهمة موازية للمعركة الإعلامية وقبل البدء بالمعركة العسكرية من شأنها إحباط معنويات العدو، وتبشير السكان بالقرب من خلاصهم، وأهم تلك القرارات قرارات الإعلان عن الاستعداد لمعركه الموصل وتخليص السكان وتحرير المدينة من الدواعش، وإعادة النازحين وأن أهل الموصل جزء مهم من الدولة .
8- البدء بتشكيل فرقه عمليات لإعادة وتأهيل الخدمات وإعادة الإعمار مع بدء العمليات من شأنه إعطاء رسائل تطمين مهمة للأهالي .
9- تشكيل لجنه لحصر المتضررين من أعمال الدواعش الإجرامية، خصوصًا الذين فقدوا أبناءهم بسبب أعمال هذا التنظيم الإرهابي.
10- إصدار قرار بتجريم كل من يساعد أو ينشر أو يبشر بأفكار هذا التنظيم مستقبلًا .
محاذير تحرير الفلوجة
فيما حذر حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي من أن تحرير الموصل بأيدي غير العراقيين سيكون مقدمة لتقسيم العراق، وأن المخطط هو أن يشارك الأتراك والكرد والأمريكيون في تحرير الموصل، تمهيداً لتقسيم العراق، وأن هناك تدخلات خارجية كبيرة بشأن عملية تحرير المدينة، وأن قرار مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل يعود للقائد العام للقوات المسلحة؛ لأن هناك من سيسعى إلى تشويه صورة الحشد الشعبي في حال شارك في معركة الموصل دون إجماع.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن القوات العراقية يجب أن تضع في اعتبارها عدة محاذير وقعت فيها عند تحرير مدينة الفلوجة العراقية حتى لا تتكرر نفس الأخطاء في معركة تحرير الموصل .

شارك