الجيش الليبي.. بين طرد الجماعات الإرهابية وعودتها مجددًا

الأحد 10/يوليو/2016 - 10:55 ص
طباعة الجيش الليبي.. بين
 
تستمر معارك الجيش الليبي، في محاربة التنظيم الإرهابي "داعش"، لتحرير الأراضي الليبية التي سيطر عليها التنظيم منذ دخوله ليبيا في 2014؛ حيث بدأ يجهز الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر لخوض معركة لطرد الجماعات الإرهابية المتمركزة في مناطق الجنوب وبعض المناطق في الجهة الشرقية من البلاد.
الجيش الليبي.. بين
ونشر المركز الإعلامي التابع للقيادة العامة للقوات العربية الليبية المسلحة مقطعًا مرئيًّا مصورًا لقوة عسكرية كبيرة مكونة من سيارات دفع رباعي ومدرعات وقوات مشاة متجهة إلى الجنوب الليبي.
من جانبه قال العميد مفتاح شقلوف: إن أمر القيادة العامة بتوجه تلك القوات لمناطق أوجلة وجالو وأجدابيا والبريقة وراس لانوف وبن جواد، يأتي في إطار تلبية المطالب المتكررة للسكان بالمزيد من تأمينها، إلا أنه كشف عن دور آخر لهذه القوات وهو حماية المناطق الحيوية التي يسيطر عليها الجيش في هذه المناطق.
وأضاف شقلوف أن هذه القوات كانت في مدينة بنغازي، لكن القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر أمر بنقلها إلى هذه المناطق؛ وذلك لانتفاء الخطر من مدينة بنغازي بعد أن تمكن الجيش من استرداد مجملها من الجماعات الإرهابية.
وأعلنت رئاسة أركان الجيش الليبي، التابعة للحكومة المؤقتة، في بنغازي أمس السبت، عن تنفيذ سلاح الجو غارات على مواقع عدة تابعة لتنظيم القاعدة في درنة، فيما أعلنت قوات عملية البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، أن سلاح الجو التابع لها قصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي وسط سرت.
وأوضح بيان لرئاسة الأركان، أنه في ساعات الصباح الأولى نفذ فريق رعد أم أي 17 سلسلة غارات جوية موجعة استهدفت تمركزات ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم القاعدة في درنة في كل من الميناء والمحكمة والكسارات والعمارات التركية، وفق ما ذكرته بوابة الوسط الليبية.
وخلفت الغارات 10 جرحى من المدنيين، إلى جانب أضرار مادية كبيرة في المباني السكنية، فيما أعلنت عملية البنيان المرصوص أن سلاح الجو التابع لها قصف، أمس، مواقع التنظيم وسط سرت.
الجيش الليبي.. بين
وذكرت مصادر محلية أن الإمدادات مقطوعة على قوّات التنظيم، وكذلك المياه، بينما تتواصل الاشتباكات بين حين وآخر بمحاور القتال في سرت.
وكان مصدر في غرفة عمليات البنيان المرصوص قال، إن قواته دكت بالمدفعية التنظيم الذي يتّخذ من مجمع واغادوغو الإداري وسط المدينة معقلاً له، مضيفًا أن سلاح الجو شن بدوره غارات على معاقل التنظيم في المجمع، ومحيط ميناء سرت، والحي رقم 2 بسرت، وما يعرف بالعمارات الهندية.
والجدير بالذكر أن قائد الجيش خليفة حفتر أطلق في 16 مايو 2014، عملية عسكرية باسم الكرامة، ضد كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة، متهمًا تلك الأطراف بالوقوف وراء تردّي الوضع الأمني في بنغازي والقيام بسلسلة اغتيالات، طالت نشطاء ومثقفين.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها، أن قوات حفتر استطاعت بدعم من ميليشيات مسلحة خلال العامين الماضيين، السيطرة على أجزاء من مدينة بنغازي، في حين لا تزال أحياء وسط المدينة وشمالها وغربها تحت سيطرة مجلس ثوار المدينة.
وفيما قال المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، جونتان واينر: إن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تعترف بالحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني- كشفت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية عن تواجد قوات خاصة من بريطانيا وأمريكا وإيطاليا في بنغازي لمساندة الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب بالمدينة.
الجيش الليبي.. بين
وتنتهز بعض الجماعات الإرهابية المتمركزة في مدينة الجفرة جنوب ليبيا والتي طردها الجيش من مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد، الفرصة لشن هجوم على قوات الجيش بهدف السيطرة على المدينة من جديد. 
وكانت "سرايا الدفاع عن بنغازي" هاجمت تمركزات للجيش الليبي جنوب مدينة أجدابيا أواسط الشهر الماضي تمكنت على إثر ذلك من السيطرة على بعضها، قبل أن يقوم الجيش باسترجاعها.
وتوعدت هذه المجموعة التي تشكلت يونيو الماضي بالعودة إلى مدينة بنغازي، وقالت في فيديو بثته على الانترنت إنها تتبع دار الإفتاء التي يترأسها المفتي المعزول الصادق الغرياني المحسوب على الجماعة الليبية المقاتلة التي تتبنى فكر القاعدة.
ورغم ما تمثله هذه المجموعة من خطر على قوات الجيش الليبي، إلا أن عدوًّا جديدًا ظهر للجيش في الآونة الأخيرة في المنطقة الشرقية وهو حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران الذي يسيطر على أكبر حقلين نفطيين هما السدرة وراس لانوف المغلقين منذ نحو سنتين.
ووفق مراقبين فإن هناك احتمالية باندلاع حرب خلال الفترة القليلة القادمة بين الجيش الليبي وحرس المنشآت النفطية الذي أعلن ولاءه للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاقية الصخيرات، لكنها ما زالت لم تحظ بثقة مجلس النواب بعد.

شارك