ملف تدمير "داعش" للآثار على مائدة الدورة الـ40 لليونسكو

الإثنين 11/يوليو/2016 - 01:06 م
طباعة ملف  تدمير داعش للآثار
 
مع افتتاح  الدورة الـ40 لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، في اسطنبول دعت الهيئة الدولية "للرد بقوة" على الإرهاب من خلال الحفاظ على التراث والثقافة. خاصة بعد تدمير داعش للكثير من تراث البشرية الأثري في العراق وسوريا، وسوف تشهد الدورة الحالية مراجعات  قائمة التراث العالمي في اسطنبول التي شهدت مؤخرًا هجمات إرهابية استهدفت مطارها الدولي، مخلفة 47 قتيلاً.
وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونيسكو، خلال خطابها لافتتاح الدورة: إن "رد اليونسكو  يجب أن يكون قويًا في مواجهة المتطرفين الذين يستهدفون ويتلاعبون بالثقافة ويشيعون الخوف". وأضافت: "ننتمي إلى الأسرة نفسها وهذا ما يريد المتطرفون تدميره تحديدًا"، مشيرة ليس فقط إلى الخسائر البشرية، بل أيضًا إلى تدمير مدن تدمر وحلب في سوريا والموصل في العراق.
ومن المنتظر إدراج 29 موقعًا أثريًّا من العالم على لائحة التراث التي تضم 1031 موقعًا في 163 بلدًا. ويعود الخيار النهائي للجنة التراث التي تضم 21 بلدًا ويتم انتخابها لست سنوات.
ومن أبرز الدول العربية التي ستقدم مواقعها للإدراج خلال هذه الدورة، بلاد الرافدين العراق الذي يسعى لإدراج 3 مواقع أثرية وهي المدن السومرية "الوركاء" و"أور" و"أريدو" و4 مواقع طبيعية في الأهوار (المستنقعات العراقية الفريدة من نوعها بيئيًا) على لائحة التراث العالمي.
وفيما يلي لائحة عن أبرز ثمانية مواقع دمرت على يد التنظيم، الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منذ يونيو2014 في ما يتزايد الاعتقاد بأنه عملية ممنهجة لمحو آثار بلاد ما بين النهرين.
نمرود
مدينة أثرية آشورية جنوب شرق الموصل، مرشحة للإدراج على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" للتراث العالمي. يعود تاريخها للقرن الـ13 قبل الميلاد، وكانت تعرف باسم "كلحو". بحسب الحكومة العراقية، تعرضت المدينة لـ"تجريف" الخميس الماضي من قبل التنظيم باستخدام جرافات وآليات، في ما اعتبرته اليونيسكو "جريمة حرب".
متحف الموصل
هو ثاني أهم المتاحف بعد المتحف الوطني في بغداد. نشر التنظيم المتطرف في 26 فبراير شريطا مصورا يظهر قيام عناصره بتحطيم آثار وتماثيل بعضها من نمرود وأخرى من مدينة الحضر الأثرية، التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني، ومدرجة على لائحة التراث العالمي.
وبحسب مسئولين في قطاع الآثار، دُمرت نحو 90 قطعة وتمثالا، غالبيتها قطع أثرية أصلية. وقارن خبراء آثار بين عملية التدمير الواسعة، وإقدام حركة طالبان الأفغانية على تدمير تمثالي بوذا في باميان في العام 2001.
مرقد النبي يونس
في 24 يوليو الماضي، سوى عناصر التنظيم مرقد النبي يونس، وهو من الأبرز في الموصل، بالأرض. وقام المتطرفون بتفخيخ المرقد ونسفه بالكامل أمام جمع من الناس.
مكتبة الموصل
أُحرِقت الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة في فبراير، ولم يتضح حجم الدمار الذي تعرض له مبنى المكتبة. ووصفت "اليونيسكو" حرق الكتب كمرحلة جديدة في عملية "تطهير ثقافي" يقوم بها التنظيم.
قلعة تلعفر
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا في يناير الماضي تظهر ضررا كبيرا في جدران قلعة تلعفر، المدينة الواقعة غرب الموصل، والخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش". ويُعتقد أن الأضرار وقعت في نهاية ديسمبر أو مطلع يناير الماضيين.
تمثال أبو تمام
أقام الشاعر العباسي أبو تمام في الموصل خلال القرن التاسع، وأقيم له فيها تمثال ضخم في حي الطوب. وتعرض تمثال صاحب ديوان "الحماسة" للتدمير في يونيو الماضي، بعد أيام فقط من سيطرة التنظيم على المدينة.
الكنيسة الخضراء
كنيسة كبيرة تعود إلى نحو 1300 عام في تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين شمال بغداد. هي كنيسة احوداما، وتعرف باسم "الكنيسة الخضراء"، وكانت مسرحا لمجزرة تعرض لها المسيحيون على يد المغول خلال العام 1258. وقد تعرضت للتدمير أواخر سبتمبر أو مطلع أكتوبر الماضيين. 
مرقد الأربعين
في نهاية سبتمبر الماضي، تعرض "مرقد الأربعين" في مدينة تكريت للتفجير. وكان المرقد يضم رفات 40 جنديا من جيش الخليفة عمر بن الخطاب خلال الفتح الإسلامي لبلاد ما بين النهرين في العام 638.
وفي سوريا 
آثار عمرها آلافُ السنين، لم يشفع لها تاريخُها العريق في أن تكون بمنأىً عن عملياتِ التخريب والتدمير التي تعرضت لها خلالَ السنوات الأخيرة في سوريا. فقد عمدَ تنظيمُ داعش إلى تخريب الإرثِ المعماري الذي تعاقبت عليه حضارات عدة على ارضِ سوريا. 
-  فخلال السنة المنصرمة تضررت آثارً مدينة بصرى الشام التي تعدُ من أغنى وأقدم مدن المنطقةِ الجنوبية، والتي تحتوي على عددٍ كبير من المعالمِ التاريخية الرومانية والبيزنطية والإسلامية، أهمها المدرجُ الروماني والكاتدرائية البيزنطية.
-  في شهرِ أبريل الماضي تعرضت مئذنة الجامع الأموي الأثري في حلب للتدمير  من قبل قوات النظام.
-  في شهر يونيو الماضي استهدفت طائرات النظام متحف معرة النعمان بريف إدلب ما تسبب بتدمير أجزاء كبيرة في المتحف.
انتهاكات داعش طالت أيضًا الحضارة السورية القديمة:
ففي الحادي والعشرين من أغسطس الماضي هدم داعش دير "مار إليان" التابع للسريان والكاثوليك في مدينة القريتين في حمص، والذي يعود بناؤه إلى القرن الخامس الميلادي. 
-  وفي الثالث والعشرين من شهر أغسطس الماضي فجر داعش معبد "بعل شمين" الشهير والذي بُني سنة ثلاث وعشرين ميلادية في مدينة تدمر الأثرية التي تقع في وسط سوريا والمدرجة على لائحة التراث العالمي
-  في الثلاثين من أغسطس من السنة الماضية دمر داعش "معبد بل" الواقع في مدينة تدمر، والذي يعود للعصر الروماني، ويعد أحد الكنوز الأثرية العالمية.
إذًا تعاني الحضارة السورية من نزيف في ظل قصف طائرات الأسد للمواقع الأثرية، وهدم وتدمير تنظيم داعش للمعابد والأديرة، وقتل علماء الآثار، لتصبح حضارة سوريا العريقة بين فكي كماشة النظام وداعش.فيا تري ماهو الرد القوي الذي ننتظره من اليونسكو أثر هذه الهجمة الكبري على تاريخ البشرية الحضاري ؟!

شارك