الزيارات المفاجئة للقادة العسكريين "أداة" واشنطن والغرب للهيمنة على القرار العسكري بالعراق

الإثنين 11/يوليو/2016 - 02:24 م
طباعة  الزيارات المفاجئة
 
 دائمًا ما تشكل الزيارات المفاجئة لقادة عسكريين غربيين لبغداد البدايات العملية لإنهاء معركة عسكرية ضد تنظيم داعش الدمي في العراق، وذلك لما تتضمنه في أغلب الأحيان من عناصر للاتفاق حول طبيعة الدعم المقدم والتنسيق على الأرض ميدانيًّا وسبل الدعم اللوجستي للقوات المقتحمة لمناطق نفوذ داعش، وتكون أيضًا وسيلة قوية من قبل واشنطن والغرب للهيمنة على القرار العسكري بالعراق. 
 الزيارات المفاجئة
ويمكن اعتبار وصول وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر اليوم الاثنين 11-7-2016م ووزير الدفاع الكندي هارجيت سينج ساجان، إلى العاصمة بغداد، وذلك بعد ساعات على وصول وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في زيارة لم تعلن مسبقا بداية لعملية تمهيد الأرض؛ لإنهاء سيطرة داعش على الموصل، ولبحث العمليات العسكرية الجارية ضد التنظيم الدولة ولا سيما الخطط المتعلقة باستعادة مدينة الموصل وأيضًا للهيمنة على القرار العسكري العراقي . 
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، "استعداد المستشارين الأمريكيين لمرافقة القوات العراقية خلال معركة الموصل إذا تطلب الأمر ذلك، وأن استعادة السيطرة على قاعدة القيارة ستكون منطلقًا لاستعادة السيطرة على الموصل، وأن تقدم للقوات العراقية في القيارة يمثل نصرًا استراتيجيًّا، وأن التحالف الدولي مستعد لاستخدام قاعدة القيارة منطلقًا لمعركة الموصل، وهو الأمر الذي ينطبق أيضًا على زيارة وزير الدفاع الكندي هارجيت سينج ساجان، إلى العاصمة بغداد، وذلك بعد ساعات على وصول وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر له".
 الزيارات المفاجئة
 وكان وزير الدفاع الأمريكي قد سبق له زيارة العاصمة العراقية بغداد، في أبريل 2016م لإجراء محادثات مع القادة العراقيين بشأن تعزيز عمل القوات العراقية لاستعادة مدينة الفلوجة والموصل، ونقلت وكالة اسوشييتد برس وقتها عن مسئول أمريكي رفيع قوله: إن تحرك الولايات المتحدة لمساعدة العراقيين من المرجح أن يعني أيضًا إرسال "عدد قليل" من القوات الأمريكية الإضافية إلى منطقة الحرب هناك، وأن الولايات المتحدة تريد من دول الخليج مساعدة العراق في إعادة إعمار مدنه، بعد دحر مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان الجنرال جوزيف دونفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، أكد على أنه وكارتر يعتقدان أن عدد القوات الأمريكية في العراق سيزداد في الأسابيع القادمة، وأن أي قرار نهائي سيتم التوصل إليه مع الحكومة العراقية سيتطلب موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
 الزيارات المفاجئة
 يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" قد كشفت أن القلق الأمريكي حيال الأوضاع في العراق دفع إلى موجة من الزيارات والوعود من مسئولين بارزين في واشنطن خلال الأيام والأسابيع الأخيرة؛ حيث توجه إليها كل من وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع آشتون كارتر في رحلتين منفصلتين، وتعهدا بتقديم مزيد من المساعدات، بالإضافة إلى زيارات المستشارين العسكرين ومسئولي القوات الجوية، وتأتي هذه الزيارات بينما يمر العراق ورئيس حكومته بفترة من الاضطراب الحاد؛ حيث يكافح العبادي من أجل الحفاظ على سلطته وسط أزمة سياسية كبيرة، واقتصاد متعثر، فضلًا عن حرب طاحنة ضد تنظيم داعش، وأنه برغم النجاحات الأخيرة للقوات العراقية، مدعومة بالقوات الجوية والمستشارين العسكريين الأمريكيين، في إخراج "داعش" من الأراضي التي سيطر عليها الصيف الماضي، يتزايد القلق من تسبب الفوضى السياسية في البلاد في تقويض الزخم العسكري.
 الزيارات المفاجئة
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه دائمًا ما تشكل الزيارات المفاجئة لقادة عسكريين غربيين لبغداد البدايات العملية لإنهاء معركة عسكرية ضد تنظيم داعش الدموي في العراق؛ وذلك لما تتضمنه في أغلب الأحيان من عناصر للاتفاق حول طبيعة الدعم المقدم والتنسيق على الأرض ميدانيًّا، وسبل الدعم اللوجستي للقوات المقتحمة لمناطق نفوذ "داعش"، وتكون أيضًا وسيلة قوية من قبل واشنطن والغرب للهيمنة على القرار العسكري بالعراق. 

شارك