بعد تسلمها مقر الوزراء.. هل تنجح حكومة الوفاق في استعادة ليبيا؟

الثلاثاء 12/يوليو/2016 - 12:26 م
طباعة بعد تسلمها مقر الوزراء..
 
بعد مرور ثلاثة أشهر علي دخولها لطرابلس، تسلمت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج رسميًا  مقر رئاسة الوزراء، وهي خطوة تؤكد علي مباشرة عمل الحكومة بصورة رسمية بعد الاضطرابات التي تعرضت لها منذ دخولها العاصمة.
بعد تسلمها مقر الوزراء..
وجرت عملية تسلم المقر الواقع في وسط طرابلس أمس الأثنين 11 يوليو 2016، بحضور رئيس الوزراء فايز السراج وأعضاء في الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي التي عقدت اجتماعا في المقر فور دخولها إليه.
وصرح نائب رئيس الوزراء موسى الكوني في مؤتمر صحفي عقده في المقر الحكومي اليوم استلمنا مقر رئاسة الوزراء بعد أن أمضينا أكثر من مئة يوم في القاعدة البحرية"، متابعا "اعتبارا من اليوم ستباشر حكومة الوفاق عملها من هذا المقر".
ورأى الكوني أن "البداية الفعلية لعمل الحكومة انطلقت بالفعل، مضيفا: كنا مكبلين في السابق واليوم أصبحنا قادرين على إدارة شؤون الدولة".
وكانت حكومة الوفاق دخلت إلى طرابلس في 11 مارس الماضي ونجحت في إقصاء حكومة الإخوان التي تمركزت في طرابلس منذ عامين.
ويري محللون أن تسلم حكومة الوفاق مقر مجلس الوزراء، يعتبر نقطة بداية لتحقيق الأهداف التي انبثقت من أجلها الحكومة وهي القضاء علي الصراع الدائر في ليبيا واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وعقد المجلس الرئاسي للحكومة غداة تسلّمه المقر اجتماعاً، حضره رئيس الحكومة فائز السرّاج وأعضاء في المجلس، وانتهى في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين، حيث شارك في الاجتماع من المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق وموسى الكوني ومحمد العماري زايد وعبدالرحمان كاجمان وفتحي المجبري بالإضافة إلى وزير الداخلية العارف خوجة.
وفضلا على مقر رئاسة الوزراء فقد تسلّمت حكومة الوفاق الوطني مقار وزارات الخارجية، والدفاع، والشباب والرياضة، والشؤون الاجتماعية، والحكم المحلي، والمواصلات، والداخلية، والتخطيط، والأوقاف ووزارة الإسكان.
بعد تسلمها مقر الوزراء..
وكان المجلس الرئاسي قرر في 30 يونيو من الشهر الماضي قبول استقالة، وزير العدل جمعة عبدالله الدرسي، ووزير المالية فاخر مفتاح أبو فرنة، ووزير الاقتصاد و الصناعة عبدالمطلوب أحمد بوفروة، ووزير شؤون المصالحة المحلية عبدالجواد فرج العبيدي، بشكل اعتباري، و ذلك بسبب غيابهم المتواصل عن استلام مهامهم.
وتعرضت حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي لصعوبات عديدة، في ظل عدم منحها الثقة من قبل الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبدالله الثني في شرق البلاد.
وانبثقت حكومة الوفاق من اتفاق السلام، الذي وقعته أطراف ليبية في مدينة الصخيرات المغربية ديسمبر 2015، حيث نص الاتفاق علي أن تقود هذه الحكومة مرحلة انتقالية لمدة عامين تنهي النزاع على السلطة المتواصل منذ منتصف العام 2014.
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في انتفاضة شعبية عام 2011 فوضى امنية بسبب احتفاظ الجماعات المسلحة التي قاتلت هذا النظام باسلحتها.
كما تعاني ليبيا الغنية بالنفط من انهيار اقتصادي بسبب تراجع انتاج النفط وسعره وتوقف الاستثمارات والنقص في السيولة وعدم القدرة على تحصيل الضرائب.
وفي سياق متصل، تواصل قوات الوفاق الليبية مساعيها لتحرير مدينة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث أعلنت قوات "البنيان المرصوص"، الموالية لحكومة الوفاق الليبية، سيطرتها أول الشهر الجاري على العديد من الأحياء وسط مدينة سرت بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم "داعش" في المدينة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الهجوم كبد تنظيم داعش خسائر كبيرة في الأرواح والآليات، وغنمت قطع عسكرية من التنظيم أثناء تقدم القوات باتجاه مجمع قاعات "واغادوغو" وسط مدينة سرت، والتي تعتبر أهم معاقل التنظيم في المدينة الساحلية.
وتأمل قوى غربية أن تتمكن حكومة الوفاق من توحيد الأطراف الرئيسية لقتال تنظيم داعش الذي استفاد من الفوضى للاستيلاء على بعض المناطق الليبية.
وأحرزت قوات "البنيان المرصوص" تقدمًا ميدانيًّا مهمًّا ضد تنظيم "داعش" في سرت خلال الأسابيع القليلة الماضية.
بعد تسلمها مقر الوزراء..
وبدأت القوات الحكومية قبل شهرين عملية "البنيان المرصوص العسكرية" التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، من أيدي التنظيم الإرهابي الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.
ونجح التنظيم الدموي داعش في التوسع في ليبيا عام 2014 مستغلًّا الصراع السياسي الذي أعقب الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم داعش سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وتقوم العناصر القتالية من التنظيم بتحصين نفسها في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية، وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى آخر مع عناصر التنظيم.
وأصبحت سرت التي تبعد 450 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس أكبر معقل للتنظيم خارج مناطق سيطرته في العراق وسوريا. واستولى متشددون على المدينة العام الماضي مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.
وتتطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط، ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.

شارك