أفق المصالحة التركية المصرية بين إخوانية أردوغان وبراجماتية الحكومة التركية

الأربعاء 13/يوليو/2016 - 11:18 ص
طباعة أفق المصالحة التركية
 
 شكل الانحياز الأعمى للنظام الإخواني التركي بزعامة رجب طيب أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين المصرية عائقًا مباشرًا أمام تطوير أي علاقات بين الدولة المصرية والتركية بعد ثورة 30 يونيو 2013م ولكن تصريحات رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الأخيرة حول عدم وجود مانع من من تطوير علاقاتها مع مصر تعد تصرف براجمات] للحكومة التركية، خاصة بعد الاتفاق الذي وقعته تركيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
أفق المصالحة التركية
 وقال بن علي يلدريم نصًّا: "إذا وضعنا جانبًا الشكل الذي تغير به النظام في مصر، وما يتعرض له مرسي وفريقه من ظلم، فإنه لا يوجد مانع يتعلق بتطوير علاقاتنا وهناك إمكانية أن يشهد المستقبل القريب زيارات متبادلة بين مسئولين من البلدين تتعلق بالمجال العسكري".
وفي تلميحات تركية لإعادة العلاقات مع مصر تدريجيًا، أضاف يلدريم: "يمكن أن يذهب مستثمرونا إلى مصر، ويطوروا استثماراتهم، وقد يؤدي ذلك مستقبلا لتهيئة المناخ لتطبيع العلاقات، وحتى إلى بدء علاقات على مستوى الوزراء، لا يوجد ما يمنع حدوث ذلك وليست لدينا تحفظات فيما يتعلق بهذا الموضوع". لترد وزارة الخارجية المصرية معربة عن عدم ارتياحها لاستمرار التناقضات في التصريحات والمواقف التركية وقالت: "التأرجح ما بين إظهار الرغبة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع القاهرة، وبين استمرار حالة عدم الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو وما نتج عنها من أوضاع سياسية ومؤسسات شرعية اختارها الشعب المصري، في إشارة إلى ضرورة اعتراف القيادات التركية بثورة 30 يونيو كشرط لإصلاح العلاقات ومع ترحيبنا بكل جهد يستهدف تحسين تركيا لعلاقاتها مع مصر، إلا أنه يجب أن يكون واضحا أن الاعتراف بشرعية إرادة الشعب المصري، ممثلة في ثورة 30 يونيو، وما نجم عنها من تولى مؤسسات شرعية مسئولية إدارة البلاد، يحتم الاعتراف بها والانخراط في العمل معها كنقطة انطلاق لتطوير علاقة تركيا مع مصر". 
أفق المصالحة التركية
وقال السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري: "أردوغان يحاول الضغط على مصر، ظنًا منه أنها ستهرول تجاه أي مبادرة دون دراستها، ولا يعلم أن مصر لا تحتاج إلى وجود علاقات قوية مع تركيا ولن تكون هناك مصالحة حال استمرار الرئيس التركي في سياسته المناهضة لإرادة الشعب المصري، الذي اختار القيادة الحالية لترأسه، وتمثله حول العالم، وهناك خلافات جوهرية بين القيادتين تصعب من مهمة وجود أي نوع من المصالحة وأردوغان يركض خلف وهم، للضغط على السلطات المصرية من أجل تخفيف أحكام القضاء الصادرة بحق قيادات الجماعة، أو التوصل إلى مصالحة بين النظام المصري والإخوان لعودة ظهورهم على الساحة السياسية بشكل طبيعي".
وقال صلاح لبيب، المتخصص في العلاقات التركية: "تسعي السعودية إلى إتمام المصالحة بين مصر وتركيا، وتكوين تحالف سني قوي، لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك الحرب على تنظيم داعش الإرهابي ويسعى يلدريم، منذ توليه رئاسة الوزراء التركية، للمصالحة والانفتاح على كافة الدول، التي توجد بينها وبين أنقرة أزمات مع التمسك بمواقفها السياسية، الذي تمثل في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم تأييد أنقرة لحركة حماس التي تعتبرها إسرائيل "إرهابية"، وعودة العلاقات مع روسيا وتمسكها بموقفها تجاه الأزمة السورية، ويبدو أنها تريد المصالحة مع مصر مع تنحية ملف جماعة الإخوان جانبًا".
أفق المصالحة التركية
 واعتبرت الكاتبة إحسان الفقيه أن إرهاصات دخول تركيا ومصر أجواء المصالحة بعد شقاق تخطى أمده العامين يجري الآن وبحديث عن وجود وساطة سعودية لتطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وهو ما ظهر في حديث وزير الخارجية التركي (جاويش أوغلو) خلال مؤتمر الرياض الذي جمعه ونظيره السعودي عادل الجبير، وهو ما قد يفسر الهدوء النسبي في لهجة وسائل الإعلام المصرية حيال تركيا وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عدة حول حسابات الدول الثلاث في الدخول إلى أجواء المصالحة ومدى إمكانية تحققها، وحول تأثير المصالحة المحتملة على المسار الثوري في مصر، ومصير المعارضة المصرية التي تحظى بتأييد تركيا.
 فيما أكدت صحيفة "الجيمينير" الأمريكية، أن تركيا تقوم حاليًا برأب الصدع بينها وبين مصر بجانب تقليص دعمها لجماعة الإخوان، وأنه من المتوقع أن تكون تتوسع الخطوة المقبلة بالسياسة الخارجية التركية لتشمل شبكة الإخوان في الولايات المتحدة وأن تحد السياسة الدبلوماسية التركية الجديدة من دعم أنقرة لجماعة الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية وأن هذا التواصل مع القاهرة يتزامن مع عودة العلاقات مع روسيا وإسرائيل بعد قطيعة استمرت سنوات وأن تركيا- تحت قيادة حزب العدالة والتنمية- أصبحت سيئة السمعة لدعمها جماعة الإخوان في مصر وفلسطين، وحركة حماس. 
أفق المصالحة التركية
مما سبق نستطيع التأكيد على الانحياز الأعمى للنظام الإخواني التركي بزعامة رجب طيب أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين المصرية يمثل عائقًا مباشرًا أمام تطوير أي علاقات بين الدولة المصرية والتركية بعد ثورة 30 يونيو 2013م ولكن يبقى المستقبل هو الرهان بين الطرفين.

شارك