"منبج".. بين تقدم داعش وتراجع قوات سوريا الديمقراطية
الأربعاء 13/يوليو/2016 - 11:52 ص
طباعة
في الوقت الذي تُواصل فيه القوات السورية الديمقراطية، حربها ضد التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة منبج بحلب- تشهد منطقة السبع بحرات جنوب المدينة منبج مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي التنظيم داعش.
وقالت مصادر محلية: إن التنظيم شن هجومًا واسعًا فجر اليوم الأربعاء 13 يوليو 2016، لاستعادة النقاط التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية في حي الحزاونة جنوب المدينة وقرب المشفى الوطني، وقد حاول تفجير سيارتين مفخختين ولكن مقاتلي الديمقراطي تمكنوا من تفجير السيارتين قبل وصولهما إلى الهدف.
وذكرت صفحات تابعة للتنظيم الإرهابي داعش على فيس بوك أن أكثر من 17 عنصرًا من قوات سورية الديمقراطية قتلوا في تفجير إحدى السيارتين.
المصادر كشفت أن لدى قوات سوريا الديمقراطية معلومات تفيد بأن تنظيم داعش جهز نحو 150 سيارة مفخخة داخل مدينة منبج للدفاع عن معاقله، وعرقلة تقدم القوات المهاجمة لتحرير المدينة، إضافة إلى زرع الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن مدينة منبج السورية تعد من المدن المهمة في الشمال السوري؛ وذلك لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم الدولة "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي يشكل في حال خسارة "داعش" لها أزمة كبيرة للتنظيم الدموي، وينهي نفوذه في الشمال السوري ومنطقة حلب بالكامل.
وفي ذات السياق، شنت المقاتلات الحربية للتحالف الدولي نحو 13 غارة جوية على محيط سوق الهال وطريقي جرابلس والجزيرة في مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
واستهدف التنظيم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري تجمعاً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) قرب مقبرة الشيخ عقيل في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم داعش وقسد يشهدها المحور الجنوبي والغربي من مدينة منبج.
إلى ذلك تحاصر قسد مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة متمركزين داخل المستشفى الوطني من الجهتين الجنوبية والشمالية، وتعد المستشفى عينها، أحد أهم المراكز الطبية لتنظيم الدولة في مدينة منبج.
ومن ناحية أخري، أفادت مصادر إعلامية مقربة من قوات سوريا الديمقراطية أمس الثلاثاء 12 يوليو2016، بمقتل 32 عنصراً لتنظيم داعش عند أطراف حي الحزاونة ومحيط دوار الشريعة بمدينة منبج في الريف الشرقي لمحافظة حلب شمالي سوريا، خلال اشتباكات بين التنظيم ومقاتلي مجلس منبج العسكري منتصف ليلة أمس الاثنين.
فيما قُتل أحد أمراء التنظيم في المدينة خلال اشتباكات مع مقاتلي مجلس منبج العسكري المنضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب شمالي سوريا، ليلة أول أمس الاثنين.
في حين تمكن مقاتلي قسد من السيطرة على مدرسة العاديات من الجهة الشرقية لحارة الحزاونة، ومدرسة الشعرية غرب مدينة منبج، ومقاتلو قسد يقومون بتمشيط الجهات الشرقية والشمالية من المدرسة، وسط أنباء عن إخلاء مقاتلي التنظيم المنازل والأبنية السكنية على طريق حلب من مدينة منبج.
كما شهدت الشوارع الداخلية لمدينة منبج انتشاراً مكثفاً لقناصي قسد وتنظيم الدولة؛ ما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح بين صفوف المدنيين، نتيجة عمليات القنص المتبادل بين الطرفين، بالتزامن مع حدوث انفجارات متتالية جراء الألغام التي زرعها مقاتلي التنظيم في شوارع المدينة.
فيما يعاني السكان المدنيين، المتواجدين في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلي التنظيم، من فقدان مادتي "الخبز والماء"، نتيجة الحصار الذي تفرضه قسد على التنظيم، حيث يقوم التنظيم بتوزيع الخبز على مقاتليه فقط.
ويدرك تنظيم داعش الإرهابي معنى خسارته لمدينة منبج، والتي تعني بشكل عملي خسارته لكل مواقعه في ريف حلب؛ لذلك يحاول بكل قوته أن يوقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية، وذلك باستهداف مواقع جيش سوريا الديمقراطي على طول ضفاف نهر الفرات من ناحية الشيوخ شمالاً وحتى منطقة جسر قره قوزاق جنوباً، لكن كل محاولاته لاستعادة سد تشرين باءت بالفشل حتى الآن.
وستقضي خسارة تنظيم داعش لمدينة منبج على نفوذه في حلب، بل والشمال السوري بالكامل؛ لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيسي للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب له وتدريبهم وتصديرهم للخارج، وهو الأمر الذي يشكل خسارة كبيرة للتنظيم الإرهابي.