الولايات المتحدة بين "قبول وإجهاض" أحلام السوريين باللجوء على أراضيها

الخميس 14/يوليو/2016 - 11:33 ص
طباعة الولايات المتحدة
 
منذ بداية الثورة السورية في 15 مارس 2011م والولايات المتحدة الأمريكية لا تكف عن التلاعب بطموحات السوريين في الحرية وعقب تفاقم أزمة اللجوء السوري للخارج لا تكف أيضًا عن التلاعب بأحلام السوريين باللجوء إلى أراضيها، فبعد أن أعلنت عن امكانية أستقبلالها لـ 10 آلاف سوري سرعان ما بدأت بالمماطلة والآن تعلن على لسان وزير خارجيتها الأمريكي جون كيري عن أن الولايات المتحدة ستتمكن من الوفاء بتعهداتها باستقبال حصتها من اللاجئين السوريين بنهاية السنة المالية الحالية للحكومة الفيدرالية، وذلك قبل الثلاثين من سبتمبر 2016م وقال: "اليوم أستطيع أن أعلن وبفخر أن الولايات المتحدة ستتمكن من تنفيذ هدف الرئيس باراك أوباما الذي وضعه بشأن استضافة 10 آلاف من اللاجئين السوريين، وذلك بنهاية السنة المالية الحالية للحكومة الفيدرالية".
الولايات المتحدة
وقال لاري يونك، الموظف الرفيع المستوى في قسم إعادة التوطين في المفوضية في واشنطن، إنه من المتوقع أن تقبل الولايات المتحدة 35 بالمائة فقط من الحالات الفردية الـ 13,000 التي تقدمت بطلبات للمفوضية. وفي ظل عملية التدقيق الأمني الطويلة التي تتبعها الولايات المتحدة، التي تنطوي على عمليات فحص إضافية للسوريين، فمن المحتمل أن تستغرق العملية عامين أخريين على الأقل قبل أن تطأ أقدام اللاجئين الأراضي الأمريكية.
 وقالت إليانور ايسر، من منظمة حقوق الإنسان أولاً Human Rights First، التي تدعو الولايات المتحدة لقبول 65,000 لاجئ سوري بنهاية عام 2016: "هذا العدد قليل جداً وهذه وتيرة بطيئة للغاية بالنسبة لدولة ينبغي أن تكون رائدة على الصعيد العالمي".
الولايات المتحدة
وقالت كيلي جوجر، نائب مدير مكتب القبول في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): إن هناك 500 لاجئًا سوريًّا إضافيًّا سيصلون إلى الولايات المتحدة قبل شهر سبتمبر، لكنها اعترفت بأن عملية الفرز الطويلة التي تقوم بها السلطات الأمريكية وحقيقة أن المفوضية لم تبدأ في تقديم المرشحين السوريين للجوء سوى في العام الماضي فقط، تعني "أننا قد لا نرى أعداداً كبيرة لبضع سنوات مقبلة، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بكونها لاعباً كبيراً لكن علينا أن نكون حذرين.. من أننا نقبل السوريين الذين لا يشكلون خطراً علينا".
وتطال الفحوصات الأمنية الكثيرة التي تشترطها الولايات المتحدة الجميع باستثناء الفئات الأشد ضعفاً، خاصة النساء والأطفال وضحايا التعذيب. وقالت ايسر: إن "شروط عدم القبول العديدة" بموجب هذه التدابير الأمنية تستبعد أعداداً كبيرة من الناس الذين لا يشكلون خطراً محتملاً على الولايات المتحدة. وقالت: "يتم تفسير [هذه الشروط] على نطاق واسع جداً ومن ثم تكون النتائج غير منطقية".
الولايات المتحدة
يذكر أن ''أسباب عدم القبول المتصلة بالإرهاب'' تستبعد الأفراد الذين قدموا "دعماً مادياً" لأي شخص مرتبط بمنظمة من تلك التي تصنفها الولايات المتحدة بأنها إرهابية. ولكن في بلد دمرته حرب أهلية ومن ثم توجد فيه منظمات عدة من هذا القبيل، من الصعب تجنب هذا الدعم- الذي يمكن أن يكون شكلياً فقط كبيع ساندويتش لشخص يرتبط بجماعة إرهابية أو دفع نقود للمسلحين للمرور من نقطة تفتيش. وقد بدأ المسئولون الآن في أخذ هذا الأمر في الاعتبار، وإعادة النظر في كثير من الحالات المستثناة مسبقاً جرّاء هذا الشرط، ولكن من المحتمل أن يقود هذا التدبير إلى قبول بضع مئات أكثر من اللاجئين السوريين، وليس عشرات الآلاف الذين يطالب النشطاء بقبولهم.
الولايات المتحدة
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه منذ بداية الثورة السورية في 15 مارس 2011م والولايات المتحدة الأمريكية لا تكف عن التلاعب بطموحات السوريين في الحرية، وعقب تفاقم أزمة اللجوء السوري للخارج لا تكف أيضًا عن التلاعب بأحلام السوريين باللجوء إلى أراضيها، وذلك على حسب ما تراه تسمح به ظروفها الأمنية. 

شارك