الخلافات الألمانية التركية والحرب على داعش

الخميس 14/يوليو/2016 - 09:01 م
طباعة الخلافات الألمانية
 
الخلافات الألمانية
لا يستبعد رئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ) سحب قوات بلاده من قاعدة أنجرليك التركية، وذلك على ضوء منع أنقرة نوابا ألمان زيارة الجنود هناك. وشدد لامارت أنه على الجنود الألمان مغادرة المكان الذي يكونون فيه غير مرحب بهم. ويعتبر المراقبون هذه التوترات تبعات للقرار الذي تبناه البرلمان الألماني (بوندستاغ) باعتبار الجرائم التي تم ارتكابها بحق الأرمن إبان حقبة الإمبراطورية العثمانية قبل أكثر من مئة عام، "إبادة جماعية". وهو القرار الذي أدى إلى توتر غير مسبوق في العلاقات بين برلين وأنقرة.
وذلك في خضم الجدل الدائر بسبب منع تركيا النواب الألمان زيارة الجنود المتمركزين في قاعدة أنجرليك، طرح رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامارات سحب قوات بلاده من القاعدة التركية، كإمكانية واردة. وقال لامارت في حوار مع صحيفة "زوددويتشه تسايتنوغ" الألمانية: "لربما يجب إعادة توضيح أن البرلمان الألماني لا يصادق على مهمة الجنود الألمان في الخارج إلا إذا كانت هذه مهمات دولية والجنود مرحب بهم". وبالنسبة للقاعدة الجوية التركية أنجرليك يتابع لامارات أنه " على كل واحد أن يعلم، عندما يكون الجنود غير مرحب بهم، فإنه لا يمكن بقائهم هناك بشكل دائم".
 وتأتي تصريحات لامارت بعد اللقاء الذي عقدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السبت الماضي في وارسو على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن هذا اللقاء لم يفلح في تحقيق انفراجه في الخلاف بين برلين وأنقرة. وعن هذا اللقاء قالت ميركل "ليست هذه هي المرة الأولى في السياسة التي تكون فيها المحادثة الأولى غير كافية".
حيث قالت ميركل في أعقاب اللقاء: "المباحثات فشلت في التغلب على الخلافات القائمة في الرأي، لكني أعتقد أنه كان من المهم أن نتحدث".
وكان خبراء الدفاع في كل الكتل الحزبية في البرلمان الألماني قرروا القيام بزيارة للجنود الألمان في أنجرليك بالرغم من الحظر الحكومي التركي، ويعمل في قاعدة أنجرليك نحو 240 جنديا ألمانيا حيث يشاركون في الحرب على تنظيم (داعش) من خلال استطلاعات بطائرات "تورنيدو".
وقال مصدر مقرب من الرئاسة التركية إن أردوغان عبر لميركل عن استيائه من قرار البرلمان الألماني، والتي قالت بدورها إنها ستفعل ما بوسعها لضمان ألا يلحق هذا الأمر الضرر بالعلاقات بين البلدين. وقال المصدر إن ميركل عبرت أيضا عن رضاها عن وفاء تركيا بتعهداتها الخاصة بمنع اللاجئين والمهاجرين من عبور بحر إيجة إلى اليونان بعد أن تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا العام الماضي توجه أغلبهم إلى ألمانيا.
وكانت الحكومة التركية رفضت قبل أسابيع قليلة السماح لممثل وزارة الدفاع في البرلمان الألماني ونوابا برلمانيين بزيارة الجنود الألمان في قاعدة أنجرليك، ويرى البرلمان الألماني أن هذه الخطوة من قبل الحكومة التركية مرجعها إلى قرار البرلمان الألماني اعتبار الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن إبان السلطنة العثمانية قبل أكثر من مائة عام "إبادة جماعية".
وقد ألغى وزير الدولة للدفاع ونواب ألمان زيارة إلى تركيا بعد أن رفضتها أنقرة بسبب التوتر بين الجانبين بعد اعتراف البرلمان الألماني بإبادة الأرمن، وفق وزارة الدفاع الألمانية. وقالت وزارة الدفاع إن "زيارة وزير الدولة رالف بروكسيبي ونواب البوندستاغ لقاعدة الجيش في انجرليك في تركيا لا يمكن أن تتم وفقا لما تقرر"، وأضافت أن "السلطات التركية غير موافقة في الوقت الراهن على برنامج الزيارة" من دون أن توضح وجه الاعتراض.
وذكر موقع مجلة "دير شبيغل" أن الجنرال ديتر وارنيكي المكلف بالمسائل الإستراتيجية في الوزارة قال خلال جلسة مغلقة للجنة الدفاع في البوندستاغ إن الأتراك برروا رفض إتمام الزيارة التي كانت مقررة في تموز/يوليو بالاعتراف بإبادة الأرمن.
وجدير بالذكر انه في قاعدة انجرليك جنوب تركيا تنتشر طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي يخوض حربا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبينها طائرات تورنادو ألمانية تقوم بمهام استطلاع وطائرات تموين.

شارك