معركة سرت.. نفوذ "داعش" تربك تقدم قوات الوفاق
السبت 16/يوليو/2016 - 04:54 م
طباعة
تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني، حربها ضد إرهاب داعش في مدينة "سرت"؛ حيث بدأت القوات تتراجع في المدينة بشكل ملحوظ، وقتل 20 من عناصر الوفاق وأصيب أكثر من 100 بجروح، في محيط المقر الرئيسي للجهاديين في مدينة سرت.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات الحكومية، يقوم التنظيم الإرهابي بتنفيذ هجمات انتحارية، تستهدف تجمعات لقوات حكومة الوفاق، جنوب شرقي مدينة سرت، وغربها.
وقالت القوات الحكومية في بيان لها أمس الجمعة 15 يوليو 2016: إن معارك اندلعت بعد تقدم قواتنا إلى مركز واغادوغو"، المقر الرئيسي لتنظيم "داعش" في مدينة سرت450 كلم شرق طرابلس، مشيرة إلى أن الاشتباكات دارت "على أسوار قاعات واغادوغو".
وأعلن المستشفى المركزي في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز قيادة القوات الحكومية، أن 20 عنصرًا من هذه القوات قتلوا في المعارك اليوم، بينما أصيب أكثر من 100 بجروح.
وأوضح على صفحته في موقع فيسبوك أن "حصيلة ما استقبله مستشفى مصراتة المركزي من شهداء من قوات عملية البنيان المرصوص حتى الآن 20 شهيدا".
وأضاف أن "105 جرحى من قوات عملية البنيان المرصوص وصلوا إلى قسم الحوادث والطوارئ"، مبينًا أن "إصابات الجرحى تباينت بين بسيطة ومتوسطة".
وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل سبعة عناصر من القوات الحكومية وإصابة 49 آخرين بجروح.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن القوات الحكومية بدأت قبل شهرين عملية "البنيان المرصوص العسكرية" التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، من أيدي التنظيم الإرهابي الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.
وبدأ تنظيم داعش التوسع في ليبيا عام 2014 مستغلًّا الصراع السياسي الذي أعقب الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن تنظيم داعش سلسلة هجمات مضادة بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وتقوم العناصر القتالية من التنظيم بتحصين نفسها في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية، وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى آخر مع عناصر التنظيم.
وأصبحت سرت التي تبعد 450 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس أكبر معقل للتنظيم خارج مناطق سيطرته في العراق وسوريا. واستولى متشددون على المدينة العام الماضي مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.
ويعتبر استعادة سرت من قبضة التظيم الإرهابي انتكاسة كبري للأخير؛ حيث ستشكل جائزة كبرى لكتائب مصراتة التي تدعم حكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحًا في البلاد؛ إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وتتطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط، ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.