انقسام الأطراف المتنازعة.. يضع ليبيا تحت وطأة "داعش"

الأحد 17/يوليو/2016 - 11:10 ص
طباعة انقسام الأطراف المتنازعة..
 
علي الرغم من أن حكومة الوفاق الليبية بدأت مباشرة عملها منذ مارس الماضي، إلا أن الأوضاع لم تستقر حتى الآن، بل تزداد سوءا يوما تلو الأخر في ظل توغل وتنامي التنيظم الإرهابي "داعش" داخل المدن الليبية.
انقسام الأطراف المتنازعة..
فمن ناحية يقوم الجيش الليبي بمحاولة السيطرة علي الأوضاع واستعادة الأراضي من قبضة التنظيم الإرهابي، فيما تحاول قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق بتحرير مدينة سرت من أيدي التنظيم الإرهابي.
وفي هذا السياق، استعاد الجيش الليبي سيطرته على بلدة المقرون غرب مدينة بنغازي بعد اشتباكات عنيفة أمس ضد ما يُسمى "سرايا الدفاع عن بنغازي"، سقط إثرها قتيلان وسبعة جرحى من صفوف الجيش الليبي.
عمران الهمالي، منسق الشؤون الإدارية بالمحور الغربي ببنغازي، قال إن قوات الجيش استطاعت بمشاركة سلاح الجو ردع قوات سرايا الدفاع عن بنغازي وردها بعد تقدمها تجاه بلدة المقرون الليلة قبل الماضية، مضيفًا أن الجيش عزز قواته القتالية والدفاعية في البلدة لتفادي حدوث أي التفاف أو هجوم مباغت في المستقبل.
من جانب أخر، تواصل قوات الوفاق الليبية حربها ضد داعش في مدينة سرت، حيث تكبدت خسائر فادحة في صفوفها بسبب القناصة والألغام أثناء قتالها لتنظيم داعش بهدف السيطرة على مركز مؤتمرات استراتيجي في مدينة سرت الساحلية.
وقتل عشرون من عناصر القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا وأصيب أكثر من 100 بجروح الجمعة، في معارك مع تنظيم داعش في محيط المقر الرئيسي للجهاديين في مدينة سرت، بحسب مصادر طبية وعسكرية.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن تنظيم داعش يفرض نفوذه في سرت، وأن حكومة الوفاق تواجه صعوبة في مواجهة التنظيم الإرهابي، حيث لم تحرز أي تقدم منذ أيام.
ويعتبر التنظيم سرت الساحلية أحد معاقله الرئيسية بعد الموصل في العراق والرقة ودير الزور في سوريا، وهو ما يفسر تشبثه بالمدينة.
وقالت القوات الحكومية في بيان لها إن معارك اندلعت الجمعة بعد تقدم قواتنا إلى مركز واغادوغو، المقر الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس، مشيرة إلى أن الاشتباكات دارت على أسوار قاعات واغادوغو.
انقسام الأطراف المتنازعة..
وأعلن المستشفى المركزي في مدينة مصراتة، مركز قيادة القوات الحكومية، أن 20 عنصرا من هذه القوات قتلوا في المعارك بينما أصيب أكثر من 100 بجروح.
وأوضح على صفحته في موقع فيسبوك أن حصيلة ما استقبله مستشفى مصراتة المركزي من شهداء من قوات عملية البنيان المرصوص حتى الآن 20 شهيدا، مضيفًا أن 105 من الجرحى من قوات عملية البنيان المرصوص وصلوا إلى قسم الحوادث والطوارئ، مبينا أن إصابات الجرحى تباينت بين بسيطة ومتوسطة.
وكان أعلن التنظيم الإرهابي في بيان نشره علي موقع تويتر أن اثنين من عناصره، أحدهما ليبي والآخر مصري، نفذا عمليتين انتحاريتين بسيارتين مفخختين في جنوب سرت استهدفتا تجمّعا للقوات الحكومية.
وأطلقت القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة قبل أكثر من شهرين عملية البنيان المرصوص بهدف استعادة مدينة سرت من قبضة تنظيم داعش بعدما خضعت لسيطرته لأكثر من عام.
وتتشكل القوات الموالية للحكومة من كتائب تضم بشكل رئيسي مقاتلين من مدينة مصراتة الواقعة في غرب البلاد. وبعد التقدم السريع الذي حققته هذه القوات في بداية عمليتها العسكرية، تباطأ هذا التقدم بفعل المقاومة التي يبديها الجهاديون الذين يشنون هجمات مضادة خصوصا عبر سيارات مفخخة يقودها انتحاريون.
وكانت أعلنت القوات الموالية للحكومة الليبية في أول يوليو الجاري، سيطرتها على حي السبعمئة في وسط مدينة سرت، وكان ذلك أبرز تقدم لها، وبدأت تتجه نحو محيط مركز واغادوغو للمؤتمرات حيث مركز قيادة الجهاديين، والذي تجد صعوبة كبيرة في اختراقه.
وتقوم العناصر القتالية من التنظيم بتحصين نفسها في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية، وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى آخر مع عناصر التنظيم.
انقسام الأطراف المتنازعة..
وأصبحت سرت التي تبعد 450 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس أكبر معقل للتنظيم خارج مناطق سيطرته في العراق وسوريا. واستولى متشددون على المدينة العام الماضي مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.
ويعتبر استعادة سرت من قبضة التظيم الإرهابي انتكاسة كبري للأخير؛ حيث ستشكل جائزة كبرى لكتائب مصراتة التي تدعم حكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحًا في البلاد؛ إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.
في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.
وتتطلع الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني إلى القضاء على تهديد داعش الذي استغل الفوضى الأمنية في ليبيا للتوسع في هذا البلد الغني بالنفط، ولا يبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن السواحل الأوروبية.
ويري مراقبون أن الوضع في ليبيا سيظل كما هو في ظل حالة الانقسام بين الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر وقوات الوفاق والميلشيات المسلحة والتي وضعت ليبيا تحت وطأة التنظيم الإرهابي "داعش"، معتبرين أن عودة الاستقرار ستأتي بتوحد الأطراف المتنازعة.

شارك