ونقلت مصادر ميدانية أن الثوار استعادوا عين القنطرة وتل طوبال، وقلعة شلف، وما يزال العمل قائماً على باقي النقاط وبسطوا سيطرتهم الكاملة على بلدة "كنسبا"، و"شير قبوع" والحمرات، كما بدأ العديد منهم باستهداف معاقل الأسد بقذائف المدفعية والهاون تلاه دخول اشتباكات مباشرة مع قوات العدو، ليهرب حينها عناصر الأسد فارين بحياتهم تاركين ورائهم سلاحهم وعتادهم غنائم للثوار.

 تأتي هذه التطورات في إطار ما يسمى معركة "اليرموك" التي بدأت في نهاية شهر يونيو 2016م لتحرير ريف اللاذقية وتمكنت المعارضة المكونة من الفصائل التالية "أحرار الشام وفيلق الشام وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني وجيش العزة" من استعادة النقاط التي تقدم إليها النظام في جبل الأكراد بريف اللاذقية، في ظل تقدم كبير للثوار على حساب النظام وتدور معارك عنيفة بين الثوار وعناصر النظام، وسيطر المعارضة خلالها على تلة أبو علي الاستراتيجية وقرية مزغلة وأجزاء كبيرة من تلة رشا، في ظل قصف جوي ومدفعي مكثف كما استهدفت تحصينات النظام في بلدة شير قبوع وتلة رشا وبلدة كنسبا وعين الغزال بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، محققين إصابات مباشرة مع تدمير دبابة للنظام على محور بلدة شير قبوع في جبل الأكراد، جراء استهدافها بصاروخ تاو وسيارة من نوع “فان” محملة بعناصر النظام على طريق بلدة كنسبا، باستهدافها بصاروخ فاغوت .

وفي إطار المعركة تجددت المعارك بين فصائل غرفة عمليات "معركة اليرموك" وقوات الأسد والميليشيات الشيعية في ريف اللاذقية وأفاد شهودعيان بمقتل عدد من عناصر قوات الأسد والميليشيات الشيعية خلال سيطرة فصائل غرفة عمليات "معركة اليرموك" على جبل الزويقات الاستراتيجي، وعدد من التلال بين قريتي كبانة وجب الأحمر في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وسط قصف جوي ومدفعي طال عدد من النقاط في المنطقة، كما أحرز الثوار تقدماً جديداً ضمن سلسلة معرك "اليرموك" من تحرير قرى وبلدات ومدن ريف اللاذقية التي كان النظام استولى عليها العام الماضي، متقدمين إلى محور "تل الزويقات" التي بسطوا سيطرتهم عليها وهاجمت فصائل الثوار والحزب التركستاني مواقع قوات الأسد وميليشياته في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وقتلوا وجرحوا عدد من العناصر، وأسروا عنصر.

وشن عناصر الفصيلين الهجوم بشكل مفاجئ ومباغت، وهو ما مكنهم من التقدم بشكل سريع؛ حيث كان الهجوم من محور الكبانة "كبينة"، وتمكنوا خلاله من فرض السيطرة الكلية على تلة الزويقات وذلك بعد أن كانت قوات الأسد وميليشياته سيطرت على أجزاء من تلة الزويقات الشهر الماضي؛ حيث شهد محور الكبانة "كبينة" معارك عنيفة خسر فيها نظام الأسد عشرات العناصر بين قتيل وجريح كما أستطاع الثوار التصدي لحملة شرسة قامت بها قوات الأسد، مدعومة بالميليشيات الموالية لها، بهدف إعادة الاستيلاء على النقاظ التي حررها الثوار قبل أيام بريف اللاذقية ونقلت مصادر ميدانية أن الثوار استطاعوا أثناء عملية التصدي تلك والتي استهدف محاور "كنسبا، قلعة شلّف" قتل عشرات العناصر التابعة للأسد.

ونعت صفحات موالية للنظام مقتل كل من قائد ميليشيات ما يسمى الدفاع الوطني "رءوف رسلان" الملقب بـ "أبو أسد" في جبل التركمان بريف اللاذقية، كما نعت ذات الصفحات الشبيح "وديع الوزة" أحد القياديين في ذات الميليشيا وابتدأت عناصر الأسد اقتحامها مدعومة بميلشييات "صقور الصحراء" و "مغاوير البحر" من ناحية "كنسبا" التي استعادها الثوار قبل أيام، بعد تمهيد صاروخي ومدفعي وغارات مكثفة على جميع النقاط التي تم تحريرها في وقت سابق واستطاع الثوار تدمير دبابة على محور "آرا" بصاروخ (م د) موجه، كما استطاعوا قتل 3 ضباط وعدد كبير من العناصر، في الوقت الذي شوهدت فيه سيارات الإسعاف تنقل الجثث إلى مشافي "الحفة"، ومشافي مدينة اللاذقية.

وأكدت مصادر عسكرية في صفوف الثوار أن المنطقة الآن مؤمنة بالكامل وتحت السيطرة من قبل مقاتلي معركة اليرموك، المعركة التي انطلقت قبل أيام بهدف استعادة النقاط التي استولى عليها النظام العام الماضي، والتي بدأت تؤتي ثمارها بالسيطرة على "كنسبا" وما حولها، وباتت عيون الثوار الآن على "سلمى" التي تم تحريرها قبل عامين لتعود قوات الأسد وتسيطر عليها العام الماضي.

 مما سبق نستطيع التأكيد على أن "ريف اللاذقية" بما له من أهمية كبيرة للنظام السوري؛ حيث يشكل الخزان البشري للجيش السوري في معركته المصيرية ضد المعارضة السورية المسلحة أصبح يشهد حالة من الكر والفر بين القوتين، فتارة تستعيد المعارضة المسلحة مناطق استولى عليها الأسد، وتارة تستعيد قوات الأسد مناطق استولت عليها المعارضة، وهو ما يجعله دائمًا في بؤرة الصراع الدامية باستمرار في سوريا.