انقلاب تركيا الفاشل.. هل يدفع أردوغان إلى تعديل سياساته العدائية تجاه الأسد؟

الأحد 17/يوليو/2016 - 09:53 م
طباعة انقلاب تركيا الفاشل..
 
انقلاب تركيا الفاشل..
فيما يبدو محاولة إيرانية تذكير أردوغان بدوره في الحرب السورية الدائرة منذ نحو 5 سنوات عبر دعم الجماعات الإرهابية بزاعم دعم المعارضة المسلحة ضد النظام السوري برئاسة بشار الأسد، أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني الانقلاب العسكري في تركيا، وقال اليوم الأحد في خطابه بمحافظة كرمنشاه الواقعة غربي إيران: "لم يعد بإمكان المدافع والدبابات إسقاط حكومات حقيقية منتخبة بشكل ديمقراطي".
ونجا أردوغان من محاولة انقلاب قام بها بعض عناصر الجيش التركي، وسيطروا خلال 6 ساعات هعلى مقاليد الامور في البلاد، حتى تمنكت القوات الموالية لأردوغان (الشرطة العسكرية والشرطة المدنية والقوات الخاصة) السيطرة على مقاليد الامور مرة آخرى واستعادة السيطرة على الأوضاع.
اللافت إلى أنه على الرغم من فشل محاولة الانقلاب إلا أن الدولة التركية ونظام أردوغان من المؤكد أنهما قبل العملية ليسوا كما كانوا بعد العملية، خاصة أنه بات هناك جرح غائر في المؤسسة العسكرية بعدما أهان أنصار أردوغان عناصر الجيش بتنكيلهم وتعذيبهم ونحر أحدهم أو بعضهم.
الرئيس الإيراني، قال "للأسف لا يزال يعتقد البعض في المنطقة أنه يمكن لانقلاب عسكري إحداث تأثير ما، ولكن لا يمكن أن يتم حل المشكلات على مستوى العالم إلا من خلال صناديق الانتخابات"، وأن هذا الأمر يسري بالنسبة لتركيا وكذلك بالنسبة لإيران وللأزمة في سورية أيضاً.
ويمكن القول إن أردوغان بشكل عام لا يمكن تصور تراجعه عن موقفه إزاء الاوضاع في سورية رُغم تغيير لهجته نسبياً تجاه النظام السوري خلال الفترة الاخيرة، خاصة ان مصالحه مع السعودية تحديداً أكبر داعمي الجماعات المسلحة في سورية، تحول دون تحقيق ذلك التراجع. 

الخلافات التركية الإيرانية:

الخلافات التركية
ويمكن رصد الخلافات الإيرانية التركية في عدة ملفات مهمة في المنطقة، وعلى الرغم من خلافات البلدين في كثير من القضايا، ووقوف كل واحدة منهما على طرف نقيض من الموقف الآخر إلا أن المصالح التي تربط إيران بتركيا أكبر من أن تهزّها المشاكل البينية مهما كانت، ولكن بشرط أن تكون خارج حدود كلتا الدولتين، ولا تؤثر على أمنهما القومي.
ومن بين تلك الملفات الخلافية:
1 - خلاف الدولتين حول الأوضاع في سورية، ففي لالوقت الذي تدعم فيه إيران الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تساند تركيا الجماعات المسلحة الإرهابية هناك.
2 - الخلاف بين الدولتين على خلفية موقف إيران من دول الخليج ومحاولة تركيا إعادة ترميم علاقتها بدول الخليج عبر الإعلان المُتكرر رفض تلك التحركات.
3 - الأوضاع في اليمن وبخاصة عملية عاصفة الحزم العسكرية، إذ تؤيد تركيا العكلية العسكرية فين حين ترفضها إيران، لكن رُغم اتفاق توقيت العملية العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيران التي تعارض تركيا في موقفها تجاه اليمن، إلا أن إيران استقبلت الرئيس التركي بحفاوة.
4 - موقف إيران من دولة كردية، فإيران لا ترى غضاضة في دعم إقامة كيان كردي صديق لها في حال سارت سوريا إلى التقسيم، سواء جاء التقسيم بمشروع دولي تتبناه أمريكا والتحالف الدولي، أو بفعل الانهيار الفعلي لنظام الأسد عسكريا أمام جيوش الثورة السورية، وهذا المشروع التقسيمي لسوريا سوف يخدم الخطة الإيرانية الأخيرة في سوريا في حال عدم قدرتها على الإبقاء على بشار الأسد رئيسا للنظام السوري من الناحية الدولية، فإذا كانت مساعي أمريكا من خلال دعمها لكيان كردي في سوريا سيؤدي إلى تقسيم سوريا فإن الموقف الإيراني سوف يبحث عن مصالح له في هذا التقسيم، فحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتعاونه الكامل مع بشار الأسد، وهذا التعاون مع الأكراد لن يتم دون موافقة من إيران، وإن لم يكن رجال إيران في سوريا هم الذين يقومون بدعم هذا التوجه الكردي لإقامة هذا الكيان الكردي، فمصالح إيران ستكون مع إقامة كيان كردي في سوريا من الناحية السياسية.
وفي كل الاحوال، فيؤكّد مراقبون أنه بالنسبة لإيران، سيكون مستحيلا تجاهل تركيا رغم الخلافات الحادثة مؤخرا، وهي خلافات طبيعية على أية حال بين قوتين تتنافسان في الشام وبينهما عداوة تاريخية في تلك المنطقة منذ أيام الصراع العثماني الصفوي.
كما يحتاج الإيرانيون الأتراك في ملفات عدة في إطار التعاون الجديد مع الغرب، بيد أن ما يُقلِق أنقرة هو أن تصبح إيران حليفا على حساب تركيا في إطار المواجهة مع تنظيم الدولة “داعش”.

شارك