بين "نيس" و"تركيا".. رجال دين ينعون الضحايا

الإثنين 18/يوليو/2016 - 12:13 م
طباعة بين نيس وتركيا..
 
أرواح الأبرياء ودموع الأقارب والحزن هذه هي الحالة العامة الباقية بعد دماء نيس ودماء تركيا، والتي لأجلها تخرج بيانات النعي من رجال الأديان؛ حيث أعرب البابا فرنسيس عن تعاطفه مع عائلات ضحايا اعتداء نيس والشعب الفرنسي، أمام آلاف احتشدوا في ساحة القديس بطرس للمشاركة في صلاة التبشير الملائكي. 
وقال: "أتعاطف مع كل عائلة ومع الأمة الفرنسية جمعاء". وأضاف: "الألم يعتصر قلوبنا بعد هذه المجزرة التي حصدت مساء الخميس في نيس عددًا كبيرًا من الأرواح البريئة"، داعيًا المؤمنين إلى رفع صلاة صامتة.
كذلك، وجه "تحية أبوية وأخوية إلى جميع سكان نيس، وإلى الشعب الفرنسي برمته".
وكان الفاتيكان دان الخميس "بأشد العبارات" اعتداء نيس. وعبّر باسم البابا عن "التضامن مع آلام الضحايا والشعب الفرنسي بكل فئاته".
وفي تركيا قال ممثلو الأديان الثلاث: "الإسلام والمسيحية واليهودية.. السبت، إنه لا يمكن إضفاء الشرعية على الإرهاب والعنف، أو تبريرهما، مهما كانت الجهة التي جاءا منها".
وأعرب ممثلو الأديان في بيان مشترك نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، عن أسفهم العميق للأحداث الإرهابية، التي قضى الكثيرون فيها في العالم وتركيا. وأشار إلى أن "المحبة الإلهية هي أساس مشترك للأديان السماوية"، موضحًا أن "محبة الإنسان والمخلوقات والبيئة جزء لا يتجزأ من هذه المحبة".
وأكد البيان أنه من غير الممكن إضفاء الشرعية على الإرهاب والعنف أو تبريرهما، مهما كان المكان أو الجهة التي جاءا منها. وشدد الممثلون على استعدادهم لفعل كل ما بوسعهم للحيلولة دون الإرهاب والعنف، وحتى يسود العدل والمحبة في تركيا وكافة أنحاء العالم.
ووقع البيان كل من رئيس الشئون الدينية التركي محمد غورماز، وبطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس، وزعيم الجماعة الموسوية بتركيا الحاخام إيزاك حاليوا، ووكيل البطريركية الأرمنية الرسولية أرام أتيشيان، ووكيل بطريرك الكنيسة السريانية باسطنبول وأنقرة وإزمير يوسف جتين، ووكيل بطريرك السريان الكاثوليك بتركيا يوسف جاغ.
قال رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين الكاردينال أنجلو بانياسكو: إن "علينا بالتأكيد رفع مستوى اليقظة والانتباه والحذر إلى أقصى حد ممكن إنسانيًّا"، لكن "علينا ألا نستسلم للخوف"، تعليقًا على الهجوم الذي وقع في نيس مساء أمس- الخميس- مسببًا سقوط أكثر من 50 قتيلاً".
وأضاف الكاردينال بانياسكو في تصريحات متلفزة الجمعة الماضية، أن "الشعور بالخوف يضللنا ويبعدنا عن الحلول الجيدة والسلوكيات الصحيحة والمناسبة، حتى بما يتعلق بالحالات الصعبة والمعقدة مثل هذه". ولفت إلى أن "هذا مشهد العنف والإرهاب هذا، يندرج ضمن سياق عام يجب أن يثير مخاوف وأفكار الاتحاد الأوروبي، لا من ناحية مدينة أو بلد واحد فقط، بل إزاء أوروبا بأسرها أكثر فأكثر".
وأكد المسئول الفاتيكاني أن "على أوروبا ألا تشعر بالإحبط مطلقًا، بل تبقى تؤمن بنفسها"، وهي "تحتاج في الوقت نفسه إلى إعادة التفكير بنفسها بشكل أفضل، تحت ضغط هذه التهديدات الإضافية للقارة الأوروبية وقيمها الأساسية أيضًا".
وخلص بانياسكو إلى القول: "أود أن أعرب أصالة عن نفسي ونيابة عن الأساقفة الإيطاليين بأقصى مشاعر القرب من الشعب الفرنسي ومن نيس على وجه الخصوص". وأردف: "صلواتنا للضحايا وأسرهم التي تعيش هذا الألم العميق".

شارك