بعد تكرار الأحداث الطائفية.. هل تحولت المنيا إلى إمارة داعشية؟

الإثنين 18/يوليو/2016 - 01:49 م
طباعة بعد تكرار الأحداث
 
تتوالى الأحداث الطائفية في محافظة المنيا بصورة مؤسفة تقول: إن الدولة المدنية الحديثة في تراجع، وإن المواطنة كمبدأ لم ترسخ بعد، فما زالت جلسات الصلح العرفي هي السائدة، وما زال العقاب الجماعي للأقباط نتيجة للإشاعات وهو الأسلوب المتابع، وارتفعت صرخاتهم مجددا للرئيس، ولا مجيب فكتب الأنبا مكاريوس يقول: "يا سيادة الرئيس الأقباط مصريون ومحافظة المنيا مصرية"، كما كتب القمص عبد المسيح بسيط رسالة يقول فيها: "السيد رئيس الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعتقد أنك تعلم جيداً دور المسيحيين في ثورة 30 يونيو فقد خرجوا عن بكرة أبيهم يهتفون بخلع مرسي والقضاء على حكم الإخوان والسلفيين المتشددين، وخرجوا يهتفون لك في كل مكان، وكنت أنت الأمل لهم وللشعب المصري كله، بل والعالم العربي، ورأينا جميعًا مواقفك وأعمالك البطولية وعودة ثقة العالم كله بمصر، ونعلم تماماً ما تعانيه لأجل الحفاظ على مصر من كل الشرور والأخطار المحيطة بها، ونعرف أنك لا تنام لتحقق للشعب المصري أحلامه. ولكنا نتحير أمام ما يحدث للمسيحيين في المنيا كل يوم من خطف وقتل وحرق منازل وكنائس وهتاف السلفيين الذي وضعوه على النت ليؤكدوا فيه بما يرونه من أدلة دينية أنه لا يحق للمسيحيين بناء دار عبادة (كفر – حسب تعبيرهم) ولا أن تبقى أي كنيسة على الأرض، بل يجب أن تحرق ولا يكون هناك أي إشارة لأي مبنى ديني في المنيا لغير المسلمين!! وكل يوم يعاني المسيحيين فيها من القهر والإذلال والتهديد والتحقير من شأنهم وشأن دينهم بصراحة وعلانية، وتحت أعين المسئولين فيها، دون أن يتحرك أحد، بل وعندما يقبض على متهم من الذين أعتدوا على أي مسيحي تتعاون كل الأجهزة في تبرئته!
فقد صارت المنيا يا سيادة الرئيس إمارة تابعة لداعش ومحافظها أميراً لولاية داعش، المنيا سابقاً، ومسئوليها أمراء دواعش!! في وسط صمت حكومي رهيب وكأن ما يحدث في المنيا شأن خارجي لا دخل لهم به!! وحتى أعضاء مجلس الشعب المسيحيين وعددهم ليس قليل لا يسمعون شيء عما يحدث في المنيا، فلم يحركوا ساكناً، كما أن كل أعضاء مجلس الشعب عن المنيا لا تشغلهم هذه الأحداث، فبحسب تراثهم يرون أن ما يحدث للمسيحيين هناك شيء طبيعي وعادي ومألوف، فلماذا يغضب المسيحيين مما يحدث لهم فهذا ما كان وما سيكون، ولماذا يعلو صوتهم الآن، وكان المسيحيون الذين يتكلمون لا يحق لهم الصراخ والبكاء على ما يحدث لهم، فهذ حق أصيل للمتشددين والإرهابيين أن ينفذوا فيهم ما يرون أنه شرع الله، ولسان حالهم يقول مع سعيد صالح في مدرسة المشاغبين "اعترضوا بقى على كلام ربنا!!". ويبدو أن ما يحدث في المنيا لا يصلك في ما يقدم لسيادتكم من تقارير، فقد اعتادوا في كل العصور على عبارة: كل شيء تمام يا ريس!! ويبدو أن البعض يعمل بالمقولة الشهيرة؛ موش كل حاجة نبلغها للريس ونزعجه كل يوم!!
يا سيادة الرئيس ليس بزيارة الكاتدرائية يوم العيد تحل مشاكل شعبك من الأقباط، ولا بالكلام الرقيق الناعم، بل بالفعل، للأسف اعتدنا أن لا يتحرك المسئولون إلا بعد أن يتحرك الرئيس، بحسب العبارة الشهيرة: "بناء على توجيهات الرئيس"!! فمتى نسمع عن توجيها الرئيس قبل أن تشتعل المنيا وتحترق بنار المتشددين والإرهابيين. المصيبة أن ما يحدث في المنيا وصمت الحكومة تجاهه جعل البعض يتصور أنها موافقة على ذلك، فالسكوت علامة الرضى!! ومن ثم بدأ ينتقل إلى محافظات أخرى في شمال الوادي وجنوبه!!
سيادة الرئيس نعلم أن ما يحدث لا يرضيك كما أنه عورة لمصر أمام العالم، فمتى ترجع المنيا إلى وضعها السابق كمحافظة مصرية؟؟ ننتظر توجيهات سيادتكم قبل أن تنشر الميديا العالمية أخبار المنيا في وسائل الإعلام العالمية وتصير المنيا في الميديا العالمية مثل ولايات داعش في العراق وسوريا وليبيا؟؟؟؟!!!".
وكتب عماد يونان يقول  ما يحدث في المنيا عبارة عن تدمير لدولة مصر بطريقة سلسة دون تدخل أي أطراف خارجية لتشارك في القضاء على الدولة المصرية اللهم إلا بمساعدتهم المادية والتحريض في الخفاء ،ولا يوجد أسهل من تدمير أي دولة إلا بإحدي هذه الطرق حرب أهلية؛ فتن دينية؛ تفرقة عنصرية..
ونحن في مصر نعاني من هذه الطرقة مجمعة في آنٍ واحد مع العوامل المساعدة مثل خطابات التطرف الدينية؛ انعدام الأخلاق والضمير والإنسانية ؛ سكوت وتشجيع من المسئولين والقيادات والحكومة.
ولذلك لا بد من انتفاضة للمسيحيين المصريين نعلن فيها جميعًا أننا لنا لمصر حقوق المواطنة كاملة متكاملة دون اللجوء أو المساعدات الخارجية ولا بد من إنهاء هذه الظاهرة السيئة التي أصبحت متفشية بيننا، ولا بد من عدم الصمت والسكوت على مثل هذه الأفعال المشينة.. ومع كامل تأييدنا الكامل وطاعتنا المتناهية لقادتنا وآبائنا وأساقفتنا وبطاركتنا إلا أنه يتوجب إسماع أصواتنا لكل هؤلاء، حتى لا يعتقدوا بفكرهم المحدود أننا خائفون أو ليس لنا الحق لنتكلم؛ لأن ما يشجع هؤلاء الإرهابيين ومن يساعدهم هو سكوت المواطنين الأقباط المصريين. 
والجميع يطالبون بتطبيق القانون. 
الحوادث
قرية كرم أبو عمير: الإشاعة علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة  عقاب جماعي وحرق بيوت الأقباط وتعرية السيدة سعاد ثابت 70 سنة، الحكم براءة وصلح عرفي. 
قرية اللوفي: إشاعة بناء كنيسة حرق بيوت الأقباط براءة وصلح. 
قرية طهنا الجبل: لعب أطفال مقتل  فام - 27 سنة وطعن ملاك حنا وعزيز ملاك. 

شارك