رئيس مركز الأديان من أجل السلام: للإرهابين منطق شيطاني يخلط الدين بالأيديولوجية ولا يحترم الإيمان!

الإثنين 18/يوليو/2016 - 04:01 م
طباعة رئيس مركز الأديان
 
إننا نواجه ظاهرة إجرامية إرهابية لم يسبق لها مثيل. ومن الصعب فهم هذا المنطق الشيطاني، هذه الرغبة في القتل الأعمى للأبرياء بهدف القيام بالضرر، لشخص عادي، لإنسان ، كان هذا هو التعليق المعبر عن واقع ما حدث في نيس من البروفيسور عدنان المقراني، وهو رئيس مركز الأديان من أجل السلام. وهو أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة الحبرية بروما الذي عقب قائلًا: "من الصعب أيضا فهم المنطق السياسي؛ لأنه ليس مشروعًا سياسيًّا فهو فقط يزرع الكراهية والغضب والانتقام. وأنا أعتقد أن داعش تخسر من أراضيها، وسيتم القضاء عليها تمامًا في سوريا والعراق؛ لذا تحاول بكل الوسائل عمل الضوضاء والعنف على نحو متزايد لإثبات وجودها، لكن ليس لديها مشروع سياسي لأنه ليس لديها منطق إنساني وراءه". وعن تأثير الدين على الأفراد الذين يختارون التضحية بأنفسهم بهذه الطريقة الفظيعة قال:
"هذه الظاهرة تتطلب لتحليلها عمل جماعي من خبراء علم النفس والاجتماع، لفهم الوضع الفعلي لهؤلاء الشباب. ما رأيته في فرنسا، وبلجيكا، أنهم شباب يعانون من هشاشة اجتماعية معينة، جانحين، كان السجن ممر في حياتهم. تحولت جرائمهم من صغيرة أو جنائية إلى جريمة إرهابية. لا بد أنه كان عملًا جادًّا في السجون، وكان هناك من يتتبعهم بعدما يطلق سراحهم . لا أملك إجابة شافية لهذه المشكلة، فهي ظاهرة معقدة تحتاج عملًا جماعيًّا من مختلف الجوانب: الثقافية والاجتماعية والنفسية.
هجمات كتلك التي حدثت في نيس تبدو أقوى من الحوار بين الديانات الكبرى في البحر الأبيض المتوسط، كما تبدو أنها تمزق عمل أولئك الذين يبنون الجسور. اليوم أعتقد أن مهمة الحوار اليوم، هو للرد على الألم بطريقة إنسانية وروحانية، وليس بالعاطفة. هؤلاء الإرهابيون يريدون خلق جو من الذعر والخوف والفزع، يريدون التقسيم والانقسام، أما نحن فعلينا الخروج من هذا المنطق الشيطاني، والتمسك بالمنطق الإلهي وهذه هي الحكمة في الحوار: دعونا لا ننسى إنسانيتنا؛ لأن الخطر هو الدخول في منطق سلبي، مدمر، وعلينا أن لا نقع في هذا الفخ. لا ننسى مذبحة الأطفال في السوق في العراق، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان؛ حيث قتل 200 شخص، ففي نهاية شهر رمضان، تذهب العائلات إلى السوق لشراء ملابس للأطفال، ودائمًا في نهاية شهر رمضان يرتكبون الجرائم. مجزرة أخرى أمام قبر النبي محمد في المدينة المنورة. لتجد أن الشعور المقدس ليس موجودًا بعد.
باختصار، نحن نواجه خليطًا غريبًا من الدين الذي أصبح أيديولوجية لا يحترم حتى الجوانب الأساسية للإيمان "نعم، هو عقيدة إجرامية تستخدم الدين كغطاء لها. 
وحول علاقة الإرهاب بالأنظمة الهشة قال عدنان: "بالتأكيد الإرهاب وجد مكانًا في الفجوه السياسية، بمعنى أن هشاشة الأنظمة في سوريا والعراق قد فتحت الباب لهذه الظاهرة. المفاوضات الجادة في كل من سوريا والعراق، مع جميع مكونات المجتمع هي مفيدة، فمن الضروري جدا أن تجتمع جميع الأطراف معا لإيجاد حل سياسي. كما أنه على القوى الإقليمية والدولية واجب المساهمة في المشروع السياسي الذي يضع حدًّا للمذبحة في سوريا والعراق، ويسهم لتكوين حكومة وطنية مستقرة في سوريا وتشكيل حكومة أقوى في العراق: هناك حاجة إلى هذه النقاط إلى القضاء على الإرهاب"..
في تونس اليوم، وذلك بفضل مبادرة من جمعية Gariwo بالتعاون مع وزارة الخارجية الإيطالية، سيتم افتتاح أول "حديقة للصالحين" في العالم العربي، داخل السفارة الإيطالية، تذكر أولئك المسلمون الذين سقطوا ضد الإرهاب، والأنظمة الاستبدادية ودافعوا عن اليهود في الحرب العالمية الثانية. و"دليل على أن هناك ضخامة في العالم العربي والإسلامي، مختلفة تمامًا عن ما نراه. هي الشهادات التي تجعلنا نأمل رغم المآسي الحالية".. بالتأكيد، الثقة في الخير البشري يجب أن تدوم، بالإضافة للنقاط المضيئة في ذاكرتنا وحاضرنا لبناء مستقبل من السلام والإنسانية والتضامن".

شارك