بعد تقهقر داعش في سرت.. مخاوف من تكوين خلايا سرية للتنظيم في ليبيا

الثلاثاء 19/يوليو/2016 - 02:40 م
طباعة بعد تقهقر داعش في
 
مع المساعي الطائلة التي يقوم بها الجيش الليبي، وكذلك قوات الوفاق الليبية، في القضاء علي التنظيمات الإرهابية، وخاصة التنظيم الإرهابي "داعش" المتوغل في معظم انحاء البلاد، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من قيام عناصر التنظيم الإرهابي "داعش" بتكوين خلايا سرية جديدة في مناطق أخري في البلاد وشمال أفريقيا، معربًا عن مخاوفه خلال تقرير سري أمام مجلس الأمن.
بعد تقهقر داعش في
وقال كي مون في بيان له أمس الأثنين إن الضغوط التي تمارس مؤخرا على داعش تدفع عناصر التنظيم الإرهابي إلي نقل وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة".
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في عدة تقارير لها أن مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس، أصبحت أكبر معقل للتنظيم خارج مناطق سيطرته في العراق وسوريا. 
واستولى التنظيم على سرت منذ أكثر من عام، مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.
ويعتبر استعادة سرت من قبضة التظيم الإرهابي انتكاسة كبري للأخير؛ حيث ستشكل جائزة كبرى لكتائب مصراتة التي تدعم حكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحًا في البلاد؛ إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية.عتبر مدينة سرت الليبية من أكبر معاقل التنظيم الإرهابي، 
وبدأت قوات الوفاق الموالية لحكومة الوفاق الليبية، شن عملية  "البنيان المرصوص" في مارس الماضي بهدف استعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من أيدي تنظيم داعش بعدما خضعت لسيطرته لأكثر من عام.
ولفت بان كي مون إلي أن هزيمة داعش في سرت "تبدو في متناول اليد"، ما يدفع العديد من المقاتلين على الفرار جنوبا وغربا وإلى تونس، معتبرا أن تأثير انتشار عناصر التنظيم على مجموعات مسلحة في الجنوب قد يصبح في المستقبل مصدر قلق".
ووفق الاحصائيات الأخيرة فإن هناك ما يقارب من  5000 مقاتل داعشي يتحدرون من ليبيا وتونس والجزائر ومصر وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، موجودون في سرت وطرابلس ودرنة، وأن عشرات المقاتلين التونسيين عادوا إلى بلادهم وبنيتهم تنفيذ اعتداءات مرارا وتكرارا.
بعد تقهقر داعش في
وأشار كي مون في بيانه، إلي إحدي الوثائق، التي كشفت أن هناك  إرسال أموال من ليبيا إلى جماعة أنصار بيت المقدس اللموالية لداعش والتي تنشط في سيناء.
فيما ذكر كي مون أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الناشط في مالي وكامل منطقة الساحل، ما زال يحصل على أسلحة وذخائر من ليبيا، مشيرًا إلي أن الجزائري مختار بلمختار زعيم جماعة "المرابطون" الجهادية الناشطة في منطقة الساحل ينتقل بسهولة إلي ليبيا، كما أن "إياد أغ غالي" زعيم جماعة أنصار الدين الإسلامية المالية لديه قاعدة في جنوب ليبيا.
والجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي "داعش" استغل حالة الفوضي التي شهدتها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 وبدأ في التوسع والتوغل داخل الأراضي الليبية، لتأسيس قاعدة خلفية له في هذا البلد الغني بالنفط يدرب فيها المقاتلين الأجانب.
وتقوم قوات الوفاق الليبية، بشن هجمات علي معاقل التنظيم في سرت، حيث أفاد بيان لها، إن معارك اندلعت بعد تقدم قواتنا إلى مركز واغادوغو"، المقر الرئيسي لتنظيم "داعش" في مدينة سرت450 كلم شرق طرابلس، مشيرة إلى أن الاشتباكات دارت "على أسوار قاعات واغادوغو".
وأعلن المستشفى المركزي في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز قيادة القوات الحكومية، أن 20 عنصرًا من هذه القوات قتلوا في المعارك اليوم، بينما أصيب أكثر من 100 بجروح.
وأوضح على صفحته في موقع فيسبوك أن "حصيلة ما استقبله مستشفى مصراتة المركزي من شهداء من قوات عملية البنيان المرصوص حتى الآن 20 شهيدا".
وأضاف أن "105 جرحى من قوات عملية البنيان المرصوص وصلوا إلى قسم الحوادث والطوارئ"، مبينًا أن "إصابات الجرحى تباينت بين بسيطة ومتوسطة".
وتسعي حكومة الوفاق، لإثبات كفاءتها ومحاولة دك معاقل التنظيم الإرهابي، لإثبات كفاءتها أمام العالم والحفاظ علي الدعم الأممي والدولي في مواجهة داعش، وبالأخص في ظل الصراعات الدائرة بينها وبين الحكومة الشرعية في الشرق والتي رفضت منحها الثقة منذ دخولها العاصمة طرابلس.

شارك