مفاوضات صعبة في الكويت.. واحتدام المعارك بين الجيش اليمني والحوثيين

الثلاثاء 19/يوليو/2016 - 03:41 م
طباعة مفاوضات صعبة في الكويت..
 
واصل المبعوث الدولي إلى اليمن ماراثون المفاوضات الأممية بين الفرقاء اليمنيين، حيث تشارك الحكومة اليمنية في مشاورات السلام مع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، في وقت أحرزت القوات الموالية لها تقدماً ميدانياً جديداً غرب مأرب في ظل استمرار المواجهات على مختلف الجبهات وتواصل غارات التحالف العربي على مواقع المتمردين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
التقى المبعوث الأممي إلى اليمن ، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الكويت ، فريق عمل لجنة الأسرى والمعتقلين المنبثقة عن المشاورات اليمنية وناقش معهم خطة عمل اللجنة بهدف إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين لدى جميع الأطراف في أقرب وقت ممكن.
ومن المنتظر أن يلتقي ولد الشيخ أحمد في وقت لاحق عدداً من الدبلوماسيين لإطلاعهم على تطورات الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة للتوصل إلى حل للأزمة اليمنية.
كما سيلتقي المبعوث الأممي رئيس وفد الحكومة اليمنية، عبدالملك المخلافي، لاستكمال بحث عدد من القضايا المطروحة على جدول الأعمال.
وقال مصدر تفاوضي حكومي، إن اليوم الثالث من الجولة 2 لمشاورات السلام اليمنية في الكويت، الاثنين، شهد لقاءات ثنائية محدودة في إطار المساعي الأممية لتقريب وجهات النظر.
وذكر المصدر  أن ولد الشيخ عقد، مساء الإثنين، لقاءا منفردا مع رئيس الوفد الحكومي عبدالملك المخلافي، على أن يتم عقد لقاء آخر مع الفريق التفاوضي بأكمله، صباح اليوم الثلاثاء.
كما عقد المبعوث الأممي، لقاءات مع بعض الدبلوماسيين الخليجيين، لإطلاعهم على آخر مستجدات المشاورات اليمنية وفقا للمصدر، فيما لم يعقد أي اجتماع مع وفد "الحوثيين" وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وكان وفد "الحوثي ـ صالح"، قد أعلن، الإثنين، رفضه لأجندة الجولة الثانية من مشاورات الكويت التي أعلنها المبعوث الأممي، في مؤشر على الانسداد المبكر، وأعلن محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم جماعة "الحوثي" ورئيس وفدها التفاوضي في المشاورات "أنهم مع اتفاق سياسي شامل للأزمة اليمنية، دون أي تجزئة".
وأضاف المصدر الحكومي "يريدون خلط الأوراق (..) المبعوث الأممي كان محبطا منهم اليوم (الاثنين)، ظهروا متوترتين بشكل كبير بسبب الأجندة التي طرحها ولد الشيخ، ويريدون الاستئناف من خارطة الطريق الأممية التي تكفل لهم الانخراط في حكومة وحدة وطنية في المقام الأول، لكن مازلنا متفائلين بأن تمضي الأمور قدما، ولا نتفاجأ بتفخيخ جديد للمشاورات من قبلهم".
والسبت الماضي، أعلن المبعوث الأممي، في افتتاح المشاورات، أن التركيز في المرحلة المقبلة، سيكون على "تثبيت وقف الأعمال القتالية الكامل والشامل، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية"، إضافة إلى "تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية".
وأسقط ولد الشيخ الملف السياسي الذي ينادي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل تام من جدول أعمال الجولة التي حدّد زمنها بأسبوعين فقط، في تلبية لمطالب الوفد الحكومي، وهو ما رفضه وفد "الحوثيين-صالح".

الوضوع الميداني:

الوضوع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميدانى، شنت مقاتلات التحالف العربي، غارتين استهدفتا موقعين للحوثيين، في محافظة الجوف، شمال اليمن، يوم الثلاثاء.
وقال مصدر محلي لـ"المصدر أونلاين"، إن طيران التحالف شن غارتين على مواقع للحوثيين في منطقة "الساقية" شرق مديرية المصلوب فجر يوم الثلاثاء.
وذكر ان غارة استهدفت مدفعية للحوثيين كانت تستهدف مواقع للجيش والمقاومة، وتم تدميرها. كما شن غارة ثانية على طقم للحوثيين عليه سلاح "23"، في ذات المكان ودمره.
وشهدت جبهة "الزرقة" في مديرية المصلوب، بالجوف، اشتباكات متقطعة بين المقاومة وعناصر الحوثي وقوات صالح، وقصف متبادل.
فيما قال المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية وقوات الجيش في مدينة تعز (وسط اليمن)، إن قيادياً ميدانياً في جماعة الحوثيين وقوات صالح، قُتل بالإضافة إلى 7 آخرين، في خلافات دارت بينهم، ومعارك عنيفة، شهدتها جبهات المدينة.
وأضاف المركز في بيان له، إن قائد الحوثيين وقوات صالح في منطقة الربيعي وغراب ومفرق شرعب غرب المدينة، علي الصوفي، والمُكنى بـ«أبو أحمد»، قُتل برصاص مسلح حوثي يُدعى باسم الشرعبي.
وأضاف إن مقتل الصوفي، جاء على إثر خلاف نشب بين الطرفين، في منطقة الربيعي.
في السياق، قُتل 6 مسلحين حوثيين خلال المعارك الدائرة في المنطقة الشرقية والغربية من المدينة، فيما لقي عنصرين من المقاومة مصرعهما، وجُرح 11 آخرين، بينما أُصيب 6 مدنيين بجروح متفاوتة.
وتتعرض مواقع المقاومة والجيش الوطني، في اللواء 35 مدرع غرب المدينة، والمواقع  المحيطة به، لقصف كثيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من قِبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.
كما دمرت غارات لمقاتلات تابعة للتحالف العربي، دبابات ومخزن سلاح تابع للحوثيين، ومراكز تجمعات في حرض بمحافظة حجة، على الحدود مع السعودية، يوم الثلاثاء.
وقال المركز الاعلام للمنطقة العسكرية الخامسة للجيش الوطني، إن مقاتلات التحالف شنت خمس غارات استهدفت مواقع وعربات للحوثيين في حرض.
وذكر أن خمس غارات دمرت ثلاث دبابات لميليشيا الحوثي وقوات صالح، وعربة كاتيوشا، ومخزن تابع لها.
كما دمرت مركز قيادة للحوثيين وقوات صالح، وهنجر للأفراد.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، غادر يوم الثلاثاء، رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر، متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض.
وقالت وكالة سبأ الحكومية، ان بن دغر غادر في مهمة عمل تستغرق عدة أيام.
وذكرت أنه سيلتقي خلال زيارته بالرئيس عبدربه منصور هادي للتشاور معه حول بعض الملفات الهامة ومنها ما يتعلق بمشاورات السلام المنعقدة حالياً في دولة الكويت.
فيما كشف تقرير حقوقي يمني عن تجنيد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لأكثر من 900 طفل من محافظة حجة، والزج بهم في جبهات القتال.
وأوضح ائتلاف المنظمات الإنسانية والحقوقية في حجة في تقريره، أن الميليشيات ارتكبت جرائم بشعة بحق الطفولة في المحافظة.
وأضاف التقرير أن عمليات تجنيد الأطفال، والدفع بهم نحو القتال مستمرة منذ ما يقارب العام ونصف، وأن الائتلاف الحقوقي تمكن من رصد 900 طفل تم تجنيدهم، في حين أن العدد أكبر بكثير من هذا الرقم.

المشهد اليمني:

بدأت في الكويت المفاوضات اليمنية، وسط مخاوف من تكرار  التجارب السابقة في المفاوضات والتي تؤدي الي اللا شئ.
ويري المراقبون أن المعارك تأتي في سياق منع الحوثيين من تحقيق أي تقدم إضافي والاستمرار في استنزافهم في المواجهات التي لم يدخل فيها الجيش الوطني وقوات التحالف بشكل جدي حتى الآن.
ورجح المراقبون استمرار الصراع في اليمن، حتي التزام حقيقي بقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة باليمن والمباردة الخليجية.

شارك